أكدت دار الإفتاء المصرية في بيان لها أمس الثلاثاء أن تأشيرة الدخول التي يحصل عليها الأجانب هي في حكم عقد الأمان، وبالتالي فإنه يحرم إيذاء المحاربين إذا دخلوا بالتأشيرة، ومن باب أولى المعاهدين. وأشارت الدار إلى أن العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات مع الدول الأخرى بمثابة معاهدة لا يحتاج بعدها إلى عقد أمان آخر، وفي حالة الدول المتحاربة فإن الهدنة هي نوع من عقد الأمان. وقررت دار الإفتاء في بيانها ردا على إحدى الفتاوى التي أطلقتها بعض المواقع التكفيرية، والتي رصدها مرصد دار الإفتاء المصرية الذي تم إنشاؤه لمواجهة الفكر التكفيري، أن الإسلام دين جاء بكل فضيلة، وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وقد بيّن القرآن الكريم أن من صفات المؤمنين أنهم يوفون بالعهد، وأنهم لا ينقضون الميثاق، وأن نقض الميثاق من صفات الملعونين. وأكدت دار الإفتاء أنه إذا عقد الأمان ولي الأمر أو الحاكم أو أحد غيرهما بشروطه، وجب على المسلمين جميعا الوفاء به، ولا يجوز الاعتداء على أرواح السائحين المستأمَنين أو أموالهم أو أعراضهم، بغير وجه شرعي وهو ما ينطبق على الأجانب والسائحين. من جهتها حذرت جماعة مسلحة تدعى "أنصار بيت المقدس" السياح في مصر من البقاء في البلاد بعد يوم الخميس المقبل وهددت بمهاجمة أي سائح يبقى في مصر بعد انتهاء هذه المهلة. واطلقت الجماعة المتشددة التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة والتي تنشط في سيناء هذا التهديد من خلال حساب تابع لها على موقع تويتر. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن تفجير انتحاري استهدف حافلة سياحية واسفر عن مقتل سائحين من كوريا الجنوبية ومصري يوم الاحد عند معبر طابا البري بين مصر واسرائيل في جنوبسيناء. وقالت الجماعة في تغريدة نشرت بالانجليزية "ننصح السائحين بالمغادرة بأمان قبل انتهاء المهلة". ولم ينشر التحذير على المواقع الجهادية التي تستخدمها الجماعة لنشر بياناتها لكن البيانات التي نشرت على حساب تويتر هذا من قبل كانت دقيقة. وأسفرت هجمات نفذها متشددون عن مقتل مئات من قوات الشرطة والجيش منذ إعلان قيادة الجيش عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين لكن تفجير الحافلة السياحية يوم الاحد يمثل تحولاً استراتيجياً نحو أهداف سهلة وهو الأمر الذي قد يلحق مزيدا من الضرر باقتصاد البلاد الذي يعاني بالفعل من الاضطراب السياسي. وتوعدت الجماعة وهي أنشط الجماعات المتشددة في مصر بالإطاحة بالحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش.