طالب العلامة الشيخ عبدالله بن بيه أستاذ الفقه الإسلامي ورئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن وعضو المجامع الفقهية وأستاذ الدراسات والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز، رجال الدين بألا يكونوا طرفاً في أي صراعات، مؤكداً أن الأمة العربية اليوم تحيط بها آفاق مجهولة ومشاريع مشبوهة، ويجب الخروج من تلك الأمواج العاتية وان نزيح عن وجوهنا أغبرة النزاعات والرؤى الضيقة لإطفاء هذه الصراعات والنزاعات غير مضيعين الوقت بتحديد من المخطئ والمسيء والظالم والمظلوم. وقال ابن بيه مساء أمس الاثنين في الحلقة الرابعة من برنامج "همومنا" في سلسلتها الثالثة عبر القناة الأولى بتلفزيون المملكة إن التفكير السطحي لا يقارن بالتفكير الاستراتيجي، داعياً إلى تجاوز الحزبية والبحث عن آفاق العيش والحياة للجميع وتجاوز الأنانية، مشدداً على ان الأمة بحاجة إلى تنقية الصدور والألسن وفهم واسع للمصالح العامة. وأشار إلى أن ابن القيم -رحمه الله- تكلم عن الاختلاف وقال إن الاختلاف يكون مذموماً إذا كان بغياً أو تحزباً، مطالباً عموم المشايخ والعلماء ورجال الدين ألا يكونوا طرفاً في أي صراعات وتنافسات في هذا الإطار، موضحاً أن العالم يجب أن يكون وسيطاً والوسيط يجب ألا يكون خصماً. وأضاف ابن بيه ان القاضي إذا خاف الفتنة فهو لا يحكم بما وصل إليه بل يدعو إلى الصلح، فمهمة العلماء هي المصالحة والدعوة إلى الصلح والدعوة إلى الخير. وذكر أن أهل سورية والعراق لا يحتاجون إلى مادة بشرية قدر حاجتهم إلى من يساعدهم في الخروج من هذه الأزمة خاصة مجابهة البغي والظلم فهم لا يحتاجون إلى بشر بل للمساعدات التي تقوم بها الجهات المختصة، منوهاً بأن هناك أطرافاً خارجية تجري هذه المعركة مع النظام السوري وتريد استمرار هذا الحريق في العالم العربي والإسلامي، مؤكداً انه ليس هناك رابح في هذه الحرب.