نعيش هذه الأيام، مناسبةً سنويّة وطنيةً عزيزة ومميّزة، يمتزجُ فيها الماضي العريق بالحاضر الزّاهر والمستقبل الواعد، وذلك عن طريق قيام كافّة القطاعات والأجهزة الحكومية بالمسابقة وذلك للمشاركة في عددٍ من النشاطات، التراثيّة والشّعبية والثقافيّة والأدبيّة والاجتماعيّة المتعدّدة والمتنوّعة، والتي تُحاول من خلالها إبراز الجوانب المُشرِقة والمشرّفة من تاريخنا المجيد، وتربطها بنتاج حاضرنا الزّاهر، وذلك عن طريق إقامة "المَهْرجَانُ الوَطَنيّ للتُراثِ والثّقَافة" والذي تقوم بتنظيمه والإشراف عليه، وزارة الحرس الوطني، ممثلةً في صاحب السّمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز-وزير الحرس الوطني، ومن يسانده من المخلصين من منسوبي وزارة الحرس الوطني، ومنسوبي القطاعات الحكوميّة المختلفة، وذلك من أجل تسخير كافة الإمكانات المتاحة، وتذليل كلّ الصعوبات، لإنجاح وإبراز هذا المهرجان السنويّ، وإظهاره بالشّكل المناسب واللائق أمام زوّاره وضيوفه، القادمين من كافة مناطق المملكة، ومن خارجها، من أجل رسم صورة واضحة وجليّة عن الحياة التي كان يعيشها المواطن السعودي في العقود الماضية، ومحاولة ربطها ودمجها بالحياة التي يعيشها وينعم بها في الحاضر والواقع الحالي، بطريقةٍ احترافيّة تبرز الجوانب المهمّة والميراث الشعبي والإنسانيّ الكبير الذي تمّ بناء عليه بعد فضل الله ونعمه، بناء هذا الوطن الكبير الواسع المتامسك، وكذلك من أجل إظهار الأعمال الشعبيّة التي كان يقوم بها ويحتاج إليها المواطن في الماضي ومقارنتها بما يتم القيام به في الحاضر، وبيان مدى التطوّر والتقدّم الذي حصل لتلك الجوانب في فترةٍ قياسيّةٍ وجيزة وعمرٍ زمنيّ قصير، وهذا كلّه بفضل الله سبحاته وتعالى أولاً ثم بالسياسات الحكيمة والخطط المرسومة من قبل حكومتنا وقيادتنا الرشيدة، وفقهم الله وأعانهم على كلّ مافيه الخير والصّلاح للوطن والمواطن، ولقد دأبت وزارة الحرس الوطني مشكورة، على القيام بجهودٍ جبّارة ومتميّزة، في كل عام، من أجل النّجاح في تنظيم وإدارة هذا المهرجان المتميّز، والذي يتم فيه توجيه مجموعة كبيرة من الدّعوات لعددٍ من الشخصيّات العالمية المعروفة، من السّياسييّن والأدَباء والمثقّفين والكتّاب والمفكّرين والشّعراء المبدعين والمتميّزين، والذين يشاركون في تلك الأنشطة الثقافية والأدبية والفكرية والاجتماعية المختلفة والمتعددة، والحرص على إعطائهم صورة واضحة عن تاريخ المملكة العربية السعودية المجيد، وعن حاضرها الزاهر، وإيصال رسالة وطنيّة سامية إليهم وإلى شعوبهم وحضاراتهم المختلفة، هدفها تعزيز مكانة المملكة المرموقة بين دول العالم وتثبيتها في عقولهم وقلوبهم، وكذلك ترسيخ المبادئ والقيم العربية والإسلامية الأصيلة في أذهانهم، وإبراز التراث الشعبي العريق، والموروث الإنساني والوطني الكبير، وبيان مكانتها وحرص الحكومة والمواطنين على التّمسّك بها والمحافظة عليها، وجعلها مَثَلَاً يُحتذى لأجيالنا الحاضرة والأجيال القادمة، من أجل تحقيق التوازن في التكوين الثقافي والإرث الشعبي المتعدّد لجميع الطبقات المتنوّعة للمجتمع السعودي، والمنتشرة في كافة مناطق ومدن المملكة، وتأصيلها وربطها وتوحيدها تحت مسمّىً واحد وهو:" الموروث الإنساني والثقافي والشعبي الوطني "وتحت هدفٍ واحد وهو: " تجسيد روح التآلف والترابط والتّلاحم بين كافة أبناء الوطن وقيادته الحكيمة "، وفي كل عام يتميّز مهرجان الجنادرية بعدد من اللّمسات المبدعة، منها دعوة ضيف شرف يكون من إحدى دول العالم الصديقة، وذلك للمشاركة في المهرجان ويتم تخصيص جناح خاص له، يقوم فيه بالمشاركة وعرض تراثه التاريخي الشعبي والثقافي والفنّي والأدبي، وقد تمّ توجية الدعوة في هذه السنة إلى " دولة الإمارات العربية المتّحدة " الشقيقة، وذلك للمشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته التاسعة والعشرين، كضيف شرف،لكي يقوموا بعرض ألوان الموروث الشعبي الإماراتي المعروف بثرائه وقدرته على ترسيخ جميع معاني الهوية الوطنيّة لدى كافة أبناء الإمارات، وكذلك ممّا يتميّز به هذا المهرجان، تكريم عدد من الأُدباء والمثقفين والمفكّرين،بالإضافة إلى التميّز في صياغة حدثٍ فنّيّ غنائي وهو ما يطلق عليه "أوبريت المهرجان"، حيث يجسّد ذلك الأوبريت ملحمة التّوحيد والبناء، والتي بدأت منذ عهد المؤسّس لهذا الوطن الغالي،الملك عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله-، وقيامه بتوحيد البلاد وبنائها وتنميتها، وكذلك بيان ما تم إنجازه وتحقيقة خلال تلك الفترة حتّى عصرنا الحالي، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الكريم، وسمو النائب الثاني، حفظهم الله، ومن الأنشطة المتميّزة لمهرجان الجنادرية والتي تبرز الموروث الشعبي والفنّي للمملكة، وتعبّر عن وحدة الوطن والتلاحم بين الشّعب والقيادة وتقديم صورة مشرّفة عن البلد وهويته الوطنيّة وتاريخه المجيد وحاضره الزّاهر، عن طريق رسمها على هيئة لوحاتٍ تراثيّة وشعبيّة، تختزل في مضمونها ثقافاتٍ مختلفة، وتاريخا عريقا ومجيدا لوطنٍ كبيرٍ وشامخ.