نجحت الهيئة الملكية للجبيل وينبع في تجاوز مصاعب شتى في تنمية بيئتها الاستثمارية وجذب أكبر الاستثمارات العالمية في قطاع البتروكيماويات والمصافي النفطية والصناعات التحويلية ليبلغ حجم الاستثمار الكامل الصناعي والتجاري والسكني وحجم استثمار الدولة في الجبيل الصناعية 530 مليار ريال حتى الربع الثالث من عام 2013. وقال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الدكتور مصلح بن حامد العتيبي ل"الرياض" إن رأس المال المستثمر من عام 1975 حتى اليوم بلغ 80.90 مليار ريال تشمل ما صرفته الدولة حتى الآن من رواتب موظفين وعقود تشغيل وصيانة وعقود إنشاء بنية تحتية وعقود إنشاء مبان، مبينا أن لديهم الآن عقودا تحت الإنشاء بقيمة 15.5 مليار ريال جاري تنفيذها حالياً خلال هذا العام، وأنهم كل عام ينفذون مشاريع جديدة بقيمة 7 مليارات ريال. وبيّن العتيبي أن المشاريع في الهيئة تنمو وفق خطة المدينة التي تحدث بناء على النمو السكاني وبناء على الاحتياج التجاري والصناعي وأيضا بناء على المهمة الكبيرة للمملكة واحتياجاتها العامة، وأنهم الان ينشئون ثلاثة أحياء جديدة كبيرة جدا كل حي يستوعب 50 ألف نسمة لتلافي أي ازدحام سكاني مستقبلي بعد أن قاموا بإتمام 32 عاما، وعملُنا تخطيط واضح، مبينا أنهم يعملون على تطوير الأحياء الأخرى والمدينة تمضي قدما في النمو بما يغطي حاجة نمو الجبيل الصناعية ورأس الخير الصناعية. جانب من الحضور وشدّد بعدم وجود تحديات مالية للهيئة الملكية والتحديات تكمن في النمو السكاني الكبير والتخطيط الصحيح أو اختيار المشروع الصحيح وقد يكون لدينا مشاريع كبيرة جدا ولكن قد تكون مشاريع خاطئة، حيث إن المشاريع يجب أن تفي بحاجة الجيل القادم والمستقبلي والنمو السكاني وحالات الطقس المتغيرة وهذا أكبر تحد. وحول المشاريع الجاري تشييدها حالياً ذكر بأن الأعمال الإنشائية في حي جلمودة قد انتصفت، وحي المطرفية في الربع بعد انتهاء التخطيط، ومردومة انتهى تطويرها وسوف نبدأ بالبناء والتخصيص، وحي الرقة الآن في التخطيط وسوف تنتهي الأعمال الهندسية خلال السنة القادمة ويستوعب كل حي 10 آلاف نسمة. وكان العتيبي قد افتتح نيابة عن رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان ملتقى الجبيل الدولي الثاني لتخطيط المدن في الجبيل الصناعية أمس تحت شعار (التحديات المستقبلية لتخطيط المدن) والمعرض المصاحب له بحضور ومشاركة أكثر من 300 شخصية من الخبراء والمتخصصين والمهتمين في تخطيط المدن محليا وإقليميا وعالميا. وأكد المشرف العام على الملتقى مدير عام الشؤون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس أحمد مطير البلوي في كلمته أثناء حفل الافتتاح أن هذا الملتقى يأتي في ظل تحديات حقيقية تواجهها مدن العالم أجمع فمعدل التحضر في ازدياد مستمر، مضيفاً بأن تقارير منظمة الأممالمتحدة تشير إلى أن مستوى التحضر الآن بلغ ذروته حيث وصل إلى أكثر من نصف سكان العالم. وأشار إلى أن المنطقة العربية لم تكن بمعزل عن هذه التغيرات التي شهدها العالم بل كان لها النصيب الأوفر، حيث يوضح تقرير الأممالمتحدة للدول العربية الصادر عام 2013م أن 56% من سكانها الذين يبلغون 357 مليونا يعيشون في مراكز حضرية، متوقعاً أن يصلوا عام 2050م إلى حوالى 68% وذكر التقرير أن نشوء معظم عمليات النمو الحضري تم تسجيلها في المناطق المحيطة بالمدن الرئيسية للدول العربية وذلك على الرغم من تسجيل المدن المتوسطة أو الثانوية لأسرع معدلات النمو.