ولكن هيهات، فنحن نسرف إلى درجة الإهدار، وفي أغلى شيء وأندره في الوجود وهو الطاقة، ونحن من أكبر الدول إنتاجا للوقود، ولكننا من أكثرها استهلاكا له، فالواحد منّا يستهلك 35 برميلا سنويا بما يعادل 13125 ريالا أو 3500 دولار، وهو رقم كبير مقارنة بحجم الاستهلاك العالمي، وقد بلغ حجم الدعم الحكومي للطاقة خلال العام الحالي أكثر من 300 مليار ريال، وذلك وفقا لصحيفة الحياة العدد الصادر بتاريخ 9 فبراير الجاري، ووفقا للصحيفة أيضا ذكر بعض الاقتصاديين أنه على رغم هذه الأرقام الكبيرة إلا أنّ خيارات رفع الدعم أو خفضه محدودة في ظل الوضع الراهن، مبينين صعوبة تقليصه نتيجة لعدم وجود شبكة نقل عام في المملكة، مما يضطر معه كل فرد إلى امتلاك سيارة خاصة، فضلا عن أنّ هناك عائلات تمتلك أكثر من سيارة، وهذا كلام لا يمكن أن نسلم به بسهولة، إذ لا يجب أن يتساوى الأغنياء والفقراء في دفع فاتورة الوقود، كما أن الدعم المفتوح للسلع الاستهلاكية، كما تقول الصحيفة نفسها، له الكثير من المخاطر والسلبيات على سلوك المجتمع، إضافة إلى تأثيره السلبي على الاقتصاد في المدى البعيد، ثم من ذا الذي يقول إننا يجب أن نستمر في الاعتماد إلى الأبد على الوقود في مجال إنتاج المياه المحلاة وتوليد الكهرباء، وهناك الإمكانيات الواسعة والواعدة لاستخدام الطاقة البديلة والمتجددة كالطاقة الشمسية، إن الحلول معروضة أمامنا على الطريق ولكننا لا نطبقها.