أثنى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، على الدورة الأولى من الجائزة، وأعلن عن تخصيص ريع وقف قيمته 60 مليون ريال لتمويل الجائزة، وضمان استمرارها، تبرع به صاحب الجائزة عبداللطيف الفوزان. وقال الأمير سلطان في اجتماع مجلس أمناء الجائزة: إن المساجد لها قيمة كبيرة في حياة المجتمعات المسلمة، ويجب أن تلقى العناية الفائقة بها، لتعلب الدور المأمول منها، مشيراً إلى أن هذا العصر هو عصر التحولات الاقتصادية والعمرانية، التي يجب أن تنعكس على دور المساجد في حياتنا. وتمنى الأمير أن يكون للجائزة دور أكبر، وأن تكون شاملة لإعمار المساجد، وقال: ان المملكة تدعم العمل الدعوى بكافة أشكاله، ومن هذا المنطلق، فمازال المسجد عامرا، حيث تضم المناطق أكثر من 70 ألف مسجد، يتم خدمتها والإنفاق عليها ورعايتها، مؤكدا أن هيئة السياحة سبق ووقعت اتفاقية مع وزارة الشؤون الإسلامية للحفاظ على المساجد الاثرية، وأن تشرف عليها الهيئة مباشرة. وتوج صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية اربعة مساجد من اصل 36 مسجداً شاركت في الدورة الاولى من جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وذلك خلال الحفل الختامي الذي أقيم في فندق الشيراتون في الدمام، حيث سلم صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار، وصاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الجوائز لاصحاب المشاريع الفائزة، وسط حضور واسع من مسؤولين ورجال اعمال ومهتمين. وجاءت الجوائز وفقاً لمعايير لجنة التحكيم الخاصة بجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، حيث جاءت من نصيب كل من مسجد مشروع مظلات المسجد النبوي في المدينةالمنورة، وجامع حي السفارات الكبير (ساحة الكندي) في الرياض، ومسجد جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية، ومساجد الأحياء الأربعة في حي السفارات في الرياض. وخضعت مشاريع هذه المساجد للتقييم الشامل من أعضاء لجنة التحكيم في الجائزة، الذين اتبعوا معايير فنية معينة، تحقق أهداف الجائزة، بالتركيز على عمارة المساجد، واستثمار التقنية وتطور العلم في الارتقاء بالتصاميم الهندسية لها، والعمل على ابتكار رسومات جديدة، تعلي من قدر المساجد، سواء في أشكالها الخارجية أو تفاصيلها الداخلية، بحيث تتصالح مع البيئة الموجودة فيها. وتبلغ قيمة الجائزة مليوني ريال، بمعدل نصف مليون ريال لكل مسجد. وقال عبداللطيف الفوزان مؤسس الجائزة وعضو مجلس الامناء أن الدورة الأولى من الجائزة، تركز على المساجد التي بنيت في المملكة العربية السعودية خلال الأربعين عاما الماضية، في الوقت الذي ينتظر ان تتضمن الدورة الثانية مساحة جغرافية اوسع وفقاً لما يراه مجلس الامناء خلال الفترة المقبلة، مشيراً الى أن هذه الجائزة جاءت لتواصل رسالة المملكة رعاية كل ما يتعلق بالاسلام والمسلمين. من جهته بين عبدالله بن عبداللطيف الفوزان عضو اللجنة التنفيذية للجائزة أن تتويج الفائزين جاء ليترجم عملا متواصلا منذ 3 سنوات لانشاء هذه الجائزة، مشيراً الى أنه تم اتباع معايير عالية في هذه الجائزة لضمان وصولها الى المستوى الذي يتطلع له مجلس امناء الجائزة، في الوقت الذي شهدت السنوات الماضية ورش عمل وزيارات مستمرة لضمان انتشارها، وتكريم المبدعين الذين قدموا قيمة اضافية لعمارة المساجد، واسهموا في تعزيز الحضارة الاسلامية في العصورالراهنة، مؤكداً الى أن ذلك سيضاف الى سجل المملكة الحافل في خدمة الاسلام والحضارة الاسلامية على كافة الاصعدة. وكان اليوم الختامي قد شهد حلقة نقاش موسعة، شارك فيها ستة أعضاء من اللجان العاملة في الجائزة، أدارها الدكتور عبدالله القاضي الأستاذ المشارك في التخطيط الحضري في جامعة الدمام، عضو اللجنة التنفيذية للجائزة، وجمعت كلا من البروفيسور حسن الدين خان، الأكاديمي الأمريكي وعضو لجنة التحكيم في الجائزة، والدكتور صالح لمعي مصطفى رئيس قسم مركز إحياء تراث العمارة الإسلامية في جمهورية مصر العربية، وعضو مجلس أمناء الجائزة، والدكتور سهى أوزكان المعماري والأكاديمي التركي، وعضو اللجنة التنفيذية في الجائزة، والدكتور صالح الهذلول الأستاذ والناقد السعودي، عضو لجنة التحكيم في الجائزة، والمهندس سهل الحياري المعمار والفنان الأردني وعضو لجنة التحكيم. وتناول البروفيسور حسن الدين خان في كلمته، تطورات العمارة في بيوت الله على مستوى العالم، والمدارس الفنية التي تنتمي إليها هذه التطورات، بداية من العصر الإسلامي، إلى العصر الحديث، في الوقت الذي ركز الدكتور صالح لمعي مصطفى على العمارة في المساجد التاريخية على مر العصور، وأهمية المحافظة على هوية هذه المساجد، لتكون شاهدا على العصور التي وجدت فيها. في حين أشار الدكتور سهى أوزكان، الى الدور الذي قامت به جائزة "الأغا خان" في المحافظة على العمارة الإسلامية بجميع مدارسهاالفنية، اضافة الى حديث الدكتور صالح الهذلول عن أهمية الجوائز الهندسية لتعزيز المحافظة على عمارة بيوت الله، ويتحدث المهندس سهل الحياري عن دور التقنية الحديثة في الارتقاء بعمارة المساجد، ومراحل تطور هذه التقنية.