رصد أحد المواطنين سيارة تجوب حي المروج شمال الرياض، يقودها سائق آسيوي، وقد كتب كفيله على زجاجها الخلفي "عفوًا.. السائق تحت التدريب.. لا تحده، معه سطول وجراكل حليب غنم" وهي عبارة، كما يقول موقع سبق، لاقت استهجان سالكي الطريق؛ لأنها تبين عدم وعي الكفيل السعودي بأهمية التقيد بالأنظمة المرورية. ***** مثل هذا التصرف يعكس حالة مستفحلة لافتقاد كثير من أصحاب المركبات للثقافة المرورية، وصاحبنا الذي لم يجد غير الشوارع العامة التي تسير فيها عشرات الآلاف من السيارات تحمل أناسا في طريقهم لقضاء مصالحهم، لتمرين سائقه هو مثال لهذا، فهو قد يكون قد استقدمه على أساس أنه سائق سيارة ليفاجأ بأنه ربما كان يسوق أي شيء إلا السيارات، فلا يجد مخرجًا بعد أن دفع فيه الآلاف إلا أن يدربه في الشوارع المكتظة وعلى حساب أرواح وممتلكات الآخرين ليعكس المثل الشعبي الذي يقول: "يتعلمون الحلاقة في رؤوس اليتامى"!. ***** ويبدو أن هذا التصرف ليس جديدًا من نوعه، فقد سبق أن أكد مدير مرور منطقة الرياض، العميد عبدالعزيز أبوحيمد، في مناسبة سابقة، أن وضع لافتات تحمل عبارة "سائق تحت التدريب" على الزجاج الخلفي للسيارات مخالفٌ لأنظمة المرور، نظرًا لإسهامها في حجب الرؤية من الزجاج الخلفي، وذلك بعد أن درجت بعض العائلات السعودية، كما يقول، على وضع لافتات للتنبيه بسائقيها ممن هم تحت التدريب، لكن إذا كان تزايد الملصقات التي توضع على سيارات السائقين لأسباب عديدة أمرا خطيرا يعرض السائقين للحوادث المرورية، فإن وجود سائقين لا يجيدون القيادة يزيد الأمر خطورة، بل ويستهين ليس فقط بالقواعد المرورية بل بالحياة البشرية لأصحاب المركبات الآخرين ومن يحملونه معهم من ركاب. ***** وقد أعجبتني البادرة الإيجابية التي تبدت في حملة التوعية المرورية التي شارك فيها 150 شابًا في أربعة شوارع رئيسية في جدة، بهدف الارتقاء بمستوى الثقافة المرورية لدى الشباب، والوصول إلى شوارع آمنة من الحوادث، وذلك ضمن فعاليات "ملتقى الشباب" بالتعاون مع إدارة المرور بجدة في شهر جمادي الأولى/ مارس الماضي، هذه الحملة انضم إليها مشاركون من المدارس، وجمعيات التطوع ساهموا في تنظيم حركة السير في أربعة شوارع ميدانيًا، لتعزيز الوعي بخطورة الحوادث المرورية التي تختطف في كل عام المئات وتتسبب في خسائر مادية وبشرية كبيرة. ***** إن الشعار المعروف لدى الجميع هو أن "القيادة فن وذوق وأخلاق"، وهو شعار ارتبط بالسلوك في الشارع المروري في معظم بلدان العالم، لكن حال شوارعنا اليوم لا يعكس أبدًا ما يحمله هذا الشعار من سلوك حضاري واجب، بل أضحى من الأمثلة التي نترحم عليها بقدر ترحمنا على كثير من المظاهر الإيجابية في مجتمعنا!!. نافذة صغيرة: (بدت الشوارع في كثير من العواصم العربية كأطباق "السلاطة" التي تختلط فيها الأشياء عشوائيا مع امتزاج ب"سلاطة" اللسان وبذاءة الحوار.. محال أن يكون لمثل تلك المشاهد علاقة بأخلاقنا العربية الأصيلة).. مطلق سعود المطيري. [email protected]