كرة القدم لعبة جماعية يتطلب أداؤها الاحتكاكات المباشرة والمستمرة بلاعبي الفريق المنافس طوال فترة المباراة ، ومن الطبيعي أن يتخلل هذه الاحتكاكات التدخلات البدنية القوية داخل نطاق قانون اللعبة والتي لا تستوجب ارتكاب الأخطاء ، لذا لزم على لاعبي كرة القدم أن يتمتعوا باللياقة البدنية العالية والبنية الجسمانية الجيدة والقدرات الحركية العالية . عندها يكون الحضور الفني للاعب في أفضل حالاته ولن يتأتى هذا المتطلب إلا بتطبيق البرامج التدريبية التي تكفل الإعداد البدني المميز والمخطط له وفق معايير تدريبية تراعي الاستعدادات الفسيولوجية والفروق الفردية. وعلى لاعبي كرة القدم أن يعملوا على تهيئة أنفسهم لذلك وأن يعتادوا اللعب تحت الضغوط والالتحامات البدنية القوية " القانونية " دفاعا وهجوما الأسلوب الرئيس لكرة القدم الحديثة في العالم ، وهو ما جعل كرتنا تتأخر في المنافسات الإقليمية بالرغم من امتلاك العديد من لاعبينا للمهارات الفردية الجيدة ، مصعبة مهمة خوض الاستحقاقات العالمية وذلك بسبب ضعف الحالة البدنية وعدم اعتياد اللعب بالأسلوب الحالي (القوة البدنية). ومن الأسباب الرئيسة التي أدت إلى ركاكة العامل البدني واعتماد الأداء الضعيف في الالتحامات الجسمانية هي قرارات الحكام " الناعمة " التي تعلن عن الأخطاء عند سقوط اللاعب نتيجة التدخلات القوية "القانونية" وهذا ما جعل اللاعب السعودي يعتاد هذه القرارات ويفتقد الممارسة القوية في ظروف المنافسات الحقيقة ويلجأ إلى التحايل والتراخي في كل اشتراك مع المنافس ويبعد عن القوة في الاشتراكات البدنية تفاديا لارتكاب الأخطاء والكروت الملونة ما أدى إلى ترهل العامل البدني لدى اللاعبين وتراجع الأداء العام داخل الملعب ويجعله يصطدم بواقع اللعبة في الاستحقاقات الخارجية والحصيلة نتائج سلبية في المحافل الدولية . إن تعاطي الحكام مع هذا الأسلوب من اللعب بهذه الطريقة أكبر وقعا وتأثيرا في تراجع كرة القدم لدينا من الأخطاء التحكمية التقديرية كإلغاء هدفا صحيحا أو الإعلان عن حالة تسلل لم تكن كذلك ، فهي تسهم في تدني مستوى الفرق السعودية بينما الأخرى تؤثر في النتائج فقط . والخروج من تصفيات كأس العالم للقارة وابتعاد منتخبنا وأنديتنا عن البطولات الإقليمية في المواسم الأخيرة دليل واضح على هذا الأثر. وقد شاهدنا المدح والإشادة بأداء الحكام الأجانب الذي كلفوا بإدارة بعض مباريات المنافسات السعودية والتأكيد على نجاحهم ولعل أهم عوامل النجاح لديهم عدم احتساب الأخطاء وإتاحة استمرارية اللعب عند كل تدخل قانوني قوي "رجولي". فعلى لجنة الحكام وقضاة الملاعب التنبه للانعكاسات السلبية إثر قراراتهم "الناعمة" وتفاديها في المستقبل، فهي بحق عامل مهم في الارتقاء بكرة القدم السعودية وإعادة التوهج لها؟.