لم تأت عودة النصر لمنصات التتويج والفوز بكأس ولي العهد وكسر الاحتكار الهلالي الذي أمتد لستة مواسم متتالية من باب الصدفة بل جاء ثمرة جهد إداري مميز وعمل فني رائع جديد على الكرة السعودية كان نجمه المدرب الارجواني كارينو الذي قدم درسا في فن التدوير الاسلوب الذي ينتهجه المدربون العالميون الكبار أصحاب الشخصيات القوية الواثقون من قدراتهم وإمكانياتهم ولديهم الشجاعة في تحمل نتائج التدوير متى ماكانت سلبية. عندما راهنت في زاوية الاسبوع الماضي على ان الكأس نصراوية ورأى البعض أنني لم أكن منصفا للفريق الهلالي الذي يدافع عن لقبه بعد ستة ألقاب متتالية فأن مراهنتي على ان جدارة النصر بالحصول على اللقب سبقها تأكيدي على أحقية الفريق "الأصفر" بصدارة دوري عبداللطيف جميل دون إي خسارة حتى الان إذ جاءت ترشيحاتي بعد المستويات الفنية العالية التي يقدمها البطل هذا الموسم بفضل التدوير إذ ساهم 31 لاعبا كانت مشاركة 18 لاعبا أكثر من 300 دقيقة وفق احصائيات الدوري السعودي من الاستفادة من تلك العناصر وهي نسبة مميزة كان لهم الدور الأبرز في إنجاز النصر تراوحت مشاركتهم في ال20 جولة الماضية في دوري جميل، الأمر الذي يشير إلى توزيع الجهد بين اللاعبين ونجاح عملية التدوير إذ لم يشعر الجميع بمشاركة هذا العدد الكبير من اللاعبين فالبديل دائما مايكون في مستوى الاساسي وهنا دور الجهاز الفني الذي أتاح الفرصة لجميع اللاعبين بالمنافسة على الفانيلة الصفراء فكانت النتيجة بطولة وصدارة دون إي خسارة. في المقابل نجد الفريق الذي ينافس النصر على بطولة الدوري الهلال استفاد من 26 لاعبا فقط وهو رقم ضعيف جدا لفريق ينافس على أربع بطولات رغم عدم مشاركة عدد كبير من اللاعبين ومشاركة خجولة لعدد آخر وهنا تأكيد قاطع لرفض مدربه سامي الجابر لأسلوب التدوير فالتركيز اقتصر على 14 لاعبا فقط، الذين تجاوزت مشاركتهم 300 دقيقة بعد استبعاد الكوري هوان والمغربي هرماش والمرشدي والمسلم والسديري في حين تخطى تركيز كارينو على أكثر من 18 لاعبا مع امتلاكه أوراقا مهمة في الجولات المقبلة كالعماني عماد الحوسني وعبدالرحيم الجيزاوي وأيمن فتيني والجزائري مراد دلهوم وخالد الزيلعي وربيع سفياني في حين تبدو خيارات الجابر قليلة جدا بوجود يوسف السالم وعبداللطيف الغنام فقط. النسبة العالية التي استفاد منها الفريق النصراوي تؤكد ان هناك منهجية في عمل المدرب خطط لها منذ وقت باكر فالخيارات كانت مقننة وفي مراكز يحتاجها الفريق الذي أصبح مرعبا للخصوم بفضل تواجد عناصر مميزة وقبل ذلك الادارة الفنية التي نجحت في الاستفادة من هذه المجموعة. 24 مباراة 20 في الدوري وأربع في كأس ولي العهد كافية للحكم على عمل المدرب سامي الجابر فالأمور تؤكد عدم النجاح فالفريق تخلى عن لقبه بعد ستة ألقاب متتالية حققها مع أنصاف مدربين وخسر من منافسه النصر في مبارتين في موسم واحد وتبدو فرصته في الدوري صعبة جدا والوضع الفني لايشير إلى ان لدى الفريق أكثر مماقدمه في قادم الأيام فالمنهجية الفنية مفقودة واللعب العشوائي بات شعار الفريق في معظم مبارياته. خلاصة القول: مايجري في الهلال عبث يتحمله الرئيس لوحده فهو من وقف موقف المتفرج على مايجري للفريق الازرق الذي تحول إلى حقل تجارب للمدربين المغمورين بعد ان كان صديقا دائما لمنصات الذهب. تهنئة كبيرة للجماهير النصراوية بكأس ولي العهد والقادم أميز في ظل تواجد إدارة تعمل بجد ومدرب محنك يجيد فن التعامل مع النجوم.