اليوم تمر المنطقة بأحداث خطيرة حسب ما أراده الذين يريدون الهيمنة والسيطرة على خيرات هذه المنطقة المهمة من العالم، فهذه المنطقة مهبط الوحي والنبوات وأكثر الأنبياء كانوا فيها، وهذه المنطقة وسط بين القارات والممرات التجارية بين الشرق والغرب، والآن غنية بالثروات الكثيرة، أضف إلى وجود دولة صنعت لتكون سببا في إضعاف وإقلاق وعدم استقرار المنطقة وهي إسرائيل. نحن اليوم نواجه حروبا بنوع حديث وأكثر تطوراً فإسرائيل لديها مراكز ومؤسسات كبيرة للأبحاث تتابع المنطقة وذلك في بلادنا المغتصبة، وفي دول العالم تستفيد من كل المعلومات وتتابع ذلك، أضف إلى دولة أخرى تشارك إسرائيل في طموحاتها وتريد الهيمنة والسيطرة وأن تكون صاحبة النفوذ في المنطقة وهي إيران. لقد كان ظهور الربيع العربي، وهو صبح غير صحيح وكانت نتائجه للأسف تنم عن مأساة رُسم لها، ووقع في فخها الكثير. واليوم نجد ان هناك أعداءً للدول الكبيرة في العالم العربي والإسلامي وأُريد لها ان تكون منطقة غير مستقرة، ونحن اليوم نرى ان إيران رغم أنها جارة على الشاطئ الآخر للخليج، تصر على معاملة الدول العربية بلغة الاستكبار والهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية لغرض السيطرة ولغة الامبراطورية. ويحزن الإنسان العربي ان الدول العربية بذلت جهوداً كبيرة لتحسين العلاقات وحسن الجار ولكن بدون أي نتائج وباءت الفشل، وأصبحت هذه الدولة أشد من أيام الشاه وأعنف. ونحن في مثل هذه الظروف تسعى إيران لتفتيت الدول العربية من خلال تمزيق العراق بالظلم والهيمنة الطائفية والدماء والتدمير لهذا البلد وبمباركة أمريكية وغربية وتنسيق ذلك للقضاء على أهل العراق ونشر الحرب والدماء، وكذلك سورية التي ترفض هذه الدولة أن ينال أهلها الحرية، ولقد بلغت في مكرها بصناعة جماعات متطرفة لتدمير المقاومة وإشغالها واستنزاف طاقاتها، وفي اليمن هذه الدولة تسعى لتمزيقها وتدمير أهلها، وتقف أمام أي وحدة خليجية وتبذل جهودها لاختراق دول الخليج من فتن في البحرين رغم تعهداتها الدولية والتزامها واعترافها باستقلال هذا البلد، إلا أن ذلك لا قيمة له في سياستها وتبث الشائعات لعرقلة الاتحاد الخليجي الذي هو صمام أمن لوحدة وقوة هذه الدول المتقاربة والتي بوحدتها ستساعد على استقرار المنطقة وخيرها، وللأسف فإن هناك من ينخدع بهذه الدولة وآخرها هذه الأيام لنشر الحقد والكراهية بين اليمن وجيرانها، فبعد المبادرة الخليجية جن جنونها لأنها لوقف الحرب وجمع الكلمة، وهو ما لا يعجبها فرأت أن تبث الفتن وسخرت مواقع لبث الشبهات والمعلومات الكاذبة ودعمها الحوثي والحراك لعرقلة الحوار وإيجاد حرب في اليمن وخلط الأوراق، واستخدمت وسائل نفسية من حيث الحديث عن قصص لا يصدقها العقل عن لقاءات مسؤولين خليجيين بالحوثي ورموزه وغير ذلك بهدف إيجاد الكراهية واختلاق قصص لا أساس لها وتتناقض مع العقل، مستفيدة من مواقع وصحف ناصرية وشيوعية تمنحها أموالاً مقابل ذلك وتسربها لمواقع كثيرة لتضليل الشباب والعوام وإثبات أنها هي الدولة الوحيدة في المنطقة كما يقول روحاني وظريف، وأخيراً يطلع علينا المالكي باتهام دول المنطقة العربية بدعم الإرهاب بأسلوب يبعث عن السخرية واستخفاف العقول والكل يعرف أن من يدعم الجماعات الإرهابية ويمنحها المقرات والمعسكرات هي بدعم إيراني وأن المالكي وحزبه وقواته هي من يمرر هؤلاء إلى سورية وإلى العراق لتقل أهل السنة ورجالات العراق وأئمتها. أصبحت الأوراق مكشوفة لا تحتاج إلى بيان والحملة التي تشنها وعملاؤها ودولتها في بغداد وحزبها في لبنان هي لجعل الناس يستسلمون ويقبلون بهيمنتها وإلاّ فإن مصيرهم هو الموت والدم. وتسعى إيران في بلاد الغرب من خلال لوبيها ومراكز الضغط أن تعمل بجهود لتضليل المجتمع الغربي وكسب الأصوات أنها الدولة الوحيدة التي تحمي مصالح الغرب وأنها الدولة الوحيدة التي ستحافظ على أمن إسرائيل واستقرارها، وهي لغة معروفة هناك وهذا ما جعل العرب يفاجئون لأن إيران ضللت العرب بخلافها مع الغرب وشرب الإعلام العربي المقلب، ونفذ ما تريده إيران بكل قوة وجهل، وللأسف لا زال العرب يحاربون بعضهم، ويؤسف ويحزن الإنسان أن يجد الحملات ضد دول الخليج التي هي القوة الباقية للأمة من خلال تسويق قصص مزورة تخالف أبسط معاني العقل عن لقاءات بقادة الحوثي وعن مساعدات ودعم لزعزعة ثقة الناس، وحتى الصحف الغربية التي بعضها لها أهداف تنشر مثل هذه القصص التي لا سند لها إلاّ للوصول لأهداف تصب في مصلحة إسرائيل وإيران. فعلى العرب أن يستيقظوا ويوحدوا صفوفهم، ودينهم يأمرهم بالتحري والتبين وعدم الحكم بغير علم، وإسلامنا علمنا الكثير من هذا الجانب في قضايا الإشاعات التي لازلنا ضحاياها من سنوات ندفع ثمناً باهظاً لها.