الناس هم من يضطرونك أحياناً لفعل أو قول مالبس صائباً، والناس أنفسهم هم الذين بعد ذلك ينتقدونك.. والناس هم من يفرضون عليك أن تتصرف أو تتحرك بطريقة معينة.. والناس هم أول من ينكرون عليك هذا الفعل. وهكذا فإن الناس الذين منهم الطيّب والآخر السيئ ومن يحب الخير ويفعله ومن أغواه الشر!! فصاحب هذه البانوراما العجيبة من الأشكال والألوان والأجناس والأذواق.. فيهم من يدفعك للسقوط وآخر يلومك إذا سقطت، وفيهم من يشعل فيك النار وأخر يعيّرك إذا انتفضت وطلبت منه أن ينجدك من هؤلاء الناس الذين أنت منهم لا يستقر بهم الحال على أمر بعينه فهم (يكرهونك) لأنك تضع نفسك في مكان لائق ويحتقرونك إذا لم تكن شيئاً يضيقون عليك إذا ما اتسعت خطواتك ويعيبون عليك إذا ما برحت مكانك.. يسخرون منك إذا التزمت الصمت ويودون نزع لسانك إذا تحدثت وهذا قد يكون دافعاً من باب الغيرة والحسد محاولين تعطيل عطائك، ومن رقاب الناس مات همّاً ومن راقبواه "موّتوه غمّاً" من الصعب إيجاد الحالة الوسطى بين نزاعاتهم وأحاسيسهم التي تفيض بخليط من مشاعر لا يمكن لك تحديدها ولا يمكن لهم السيطرة تماماً عليها.. وإذا لم يكن بالإمكان إرضاؤهم ولا انتزاع رضاهم عنك.. فلماذا أيها الإنسان لا ترضى على نفسك.. تحبها.. تحترمها.. تصونها.. تهذبها.. إن ذلك هو الحل الوسط والأسهل والأسلم فلربما تجتمع بمن فعل مثل ذلك مع نفسه وتكون نواة لآخرين مختلفين! أقول ربما!! أو أقول الله يرحم الحال.