اعترف الروائي رشيد بوجدرة، أن الكتابة باللغة العربية في الجزائر لم تعد تكسبه فلسا. وقال من تنعته الأوساط الأدبية والإعلامية ب "الروائي البورجوازي" إن الكتابة باللغة العربية "تقتله جوعا ولهذا السبب عاد إلى الكتابة باللغة الفرنسية، لأن الأخيرة تكسبه المال الكثير. واتهم صاحب "الحلزون العنيد" و"تيميمون"، في برنامج "لقاء مع ضيف" على قناة "الجزائرية" الخاصة هذا الأسبوع، اتهم دور النشر الجزائرية ب"سرقته" وأكل حقه "وأنه لولا التعامل مع دور النشر الفرنسية التي لم تهضم حقه يوما ل" مات بالجوع"، معللا ذلك بكونه يسترزق منذ 50 سنة من الكتابة، فهو كما قال يقتات من رواياته ويعيش من أدبه منذ قرر التوقف عن تدريس الرياضيات والفلسفة. وتحيل تصريحات بوجدرة على واقع تعيس بواجهة الذين يكتبون باللغة العربية في الجزائر، بالأخص الروائيين والشعراء، ولا يجب فهم كلام بوجدرة على أنه مقت للغة العربية بل هو مقت لدور النشر الجزائرية التي تتعامل بازدواجية فاضحة مع الكتاب تبعا للغة التي يكتبون بها بالأخص دور النشر الكبيرة. ففي القوت الذي تشّرع فيه هذه الدور الباب واسعا للكتاب المفرنسين توصده في وجه المعرّبين، أكثر من ذلك تغمطهم حقهم ما يدفع في كثير من الأحيان إلى توجه هؤلاء إلى الخارج بحثا عن دور نشر تتبنى أعمالهم، وتعطيهم مستحقاتهم، مثلما فعل بوجدرة منذ أمد طويل ويجدد في كل مرة القول بأنه لو استمر في التعامل مع دور النشر الجزائرية لمات جوعا كونه يسترزق من قلمه وإبداعه فيما يقود الوضع نفسه بكتّاب شباب إلى الاستسلام وأحيانا التوقف عن الكتابة والتحول إلى باعة خضار وجرائد وليست هذه المرة الأولى التي يعترف فيها بوجدرة أن اللغة العربية تجوّعه، في إشارة إلى الناشرين الذين يحرمونه كما قال من العيش الكريم، فلقد سبق له في 29 سبتمبر 2009 خلال الدورة ال 14 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب أن قال في ندوة بمناسبة صدور روايته "الصبّار" وأمام وزيرة الثقافة خليدة تومي إن بلاده "لا تساعده على العيش الكريم" وإن دور النشر فيها "لا تعبأ بالرواية لكنها تتسابق لطبع ونشر مذكرات الجنرالات". وفي محاولة منه تبرير لجوئه إلى اللغة الفرنسية وهو الذي يتقن لغة الضاد وسبق له أن أصدر عددا من رواياته باللغة العربية خلال السبعينيات، قال بوجدرة الذي دخل عوالم الكتابة بالشعر أولا ثم بالرواية فالسينما والمسرح إنه كتب باللغة الفرنسية "هروبا من الرقابة" التي مورست عليه داخل الجزائر ما اضطره للمغادرة باتجاه فرنسا. وكشف بوجدرة الذي تولى العام 1990 رئاسة اتحاد الكتاب الجزائريين أن نشر أعماله كان شبه مستحيل والجزائر تخوض حربها ضد الإرهاب وأن بلدا مثل بيروت رفض طبع أعماله منتصف التسعينيات في حين رحبت بها دار نشر ألمانية لم يذكر اسمها وترجمت جل أعماله وطبعت مجانا 5 آلاف نسخة تم بيعها سرا في الجزائر.