حجرة طينية الجدران عارية يضاجعها الخواء لا ورقٌ ولا قلمٌ ولا حبر يغذي! جفافٌ صامت مدّ الخطى.. كعبه يقرع الأرض، الغبار الجامدة، ونوافذ لصقت بصمت مطبق.. كهل بليد.. ينغل المكروب في رئتيه.. ينضح بالصديد. قرف يَحُكّ بفارة النَّجار يسلخ، ثم يسلخ، وكأن شيئاً لم يكن! حرون قرن آخر في قرن آخر لا شيء إلا... نية في فتح قاموس التذكّر عله يجدي وينفع وقتئذ/ فيطرف في ظلام الليل ومض حباحب يهدي إلى ساق الطريق.. ربما يقوى على رسم المعالم، فيرتب الأشياء لو وهماً لينعم بالهجوع، فتطوف في خيلائه: كتب مكدسة وقرطاس تراكم، قرب أقلام/ محابر ف متكأ ومصباح مضيء، فاقرأ لتكتب، غير ما كتبوا (احفر الكلمات) سَطِّر من الأفكار والأشعار بالمقدار حتى تملأ السِّفر الكبير بالمختار.. متع النفس مما تصطفي وقت الصفاء.. الكون ميدان فسيح/ فاسرج من الأفكار أجودها بمضمار السِّباق تَسْبقُ وتُسْبَقَ ولكن كن سابقا أبدا.. سَتَسْبِقُ عندما تمتطي العزم الأكيد حلم تدحرج من ركام التِّيه فارتوت المفاصل منه وامتلأت مساحات الصفا.. مطر ينث/ هي لوحة رسمت بأنفاس التمني والأمل تأَبَّتْ ما أبَتْ.. كشفت عن السر المخبأ ليس لغيره هو ما تريد.. لا أحد يهم سواه! شيء تقرفص يرسم اللاشيء يحفر في جدار الوقت ساعته تسير على المزاج للخلف حيناً/ للأمام.. ويقرأ في الكتاب.. من آخر جملة يبغي اللحاق بأوله! خاصيتي.. شيئي، أنا من يقرر قائلاً: حين أقرأ أو أصور أو أي شيء ابتغيه لا شيء مثل شيئي بَصْمَتي.. هَلْ من سواها؟! فحذار من تصوير أو نقل النقوش، فحقوقها محفوظة في درج أعمالي مفتاحه في مِعْصَمي إسوارة منّي وفيني لا انفصام/ مهما تَفَرْطَحَت المواقف.. سأظل أرسم/ أقرأ ما أشاء لاشيء مثل الشيء عندي. أخطبوط برخاوة لكنه يَمْتَصُ / يعْصِرُ يتقي الأعداء بالنافورة الزرقاء.. يعمي ويطمس أعين النظار فيما حوله! البحر سِفْرٌ غامضٌ وحروفه في العمق.. ما بين الطّحالب والمخابئ في التجاويف الكثيرة. من يقرأ التاريخ يغشاه الذهول ربما يُغمى عليه بجلطة من هول صدمات الفعال وفاعليها عنوة/ من غير قصد سيان في ركب المسير وراء أحداث الزمان. ما كان منها وما يكونُ حبر وقرطاس ولكن ما السر إلا في معاني القول وفي الأفعال ترتكز الأوابد في ذرى نفحاتها/ لفحاتها، وتتيه نظرتها تُزَغْلِلُ تتقي وهج المشاعل. لاشيء في القاموس يعطيك المعاني قد مضى عهد التتبع والتمعن صوب زر الانطلاق. ابحثْ تجد ما تبتغي في لحظة تجد الجواب! هذا زمان السير برقا.. كل الأماكن أصبحت في دائرة. تقرأ وتسمع أو ترى.. كتب مكدّسة وأبواب مفتّحة على الكون الفسيح الأنت والهو والأنا تحت المظلة حولنا ما يبتغينا/ نبتغيه قرر وخذ ما تشتهيه/ القارب الطافي يعوم محملاً بالمعجزات يكسح الأمواج بالقيدوم عابرا صوب المنارات العديدة فمتى يحين وقت رسوِّه وأين البوصلة؟! غابت معالمها، وعقربها تعثر نام لا يقوى حراك.. تراكمت سحبٌ، غيوم غابت علاماتٌ فحيرة القبطان تمددت من أين يمضي؟ لا شيء في الأفق البعيد ولا القريب مطر، ضباب وبرق خلّب.. وأمواجٌ جبالٌ في صدام مستديم. ماء سماء لا أرض أو شطٌّ قريب دوامة كبرى مداها لا يحد ولا يصد هجومها من أين أو أين المفر؟ صور تنامت في الخيال على المداءات البعيدة والقريبة ووثَّقت أطناب بالسجاد تفرشها وبالبسط الوثيرة والمتاكي يرشفون القول بالكلمات.. بعضٌ تجشأ قبل أن يبدأ متخما قد جاء يلهث كي يعبئ جرة الحقد الدفين لا شيء عنده إلا ما قالوه مكرورا، ومدغوما، يؤطره الصراخ والحقد محشور بقفته يعلقها على الكتفين ممعناً في حشوها من مصادره العتيدة قالوا، فقلنا مثلما قالوا نقول: (حط راسك مع الرؤوس). * من الديوان الجديد (سين بلا جواب)