يعتقد البعض أن عدم الرد على اتصاله يكون بقصد "التهميش" أو وجود نية مسبقة في تمرير المكالمة دون حديث، وهو ما يُجبرهم على إرسال عبارات: "أرجوا الرد"، أو "عندي موضوع مهم"، أو "كلمني بسرعة"، مما يُربك المُتلقي وقد يكون رده سريعاً، وعلى أساس أن هناك أمرًا مهمًا بانتظاره، لتكون المفاجأة: "ليش متكبر علينا"، أو "يعني لازم نرسل عشان ترد"!. ويُخطئ كثيراً من الأشخاص في إرسال بعض العبارات على أمل تحريض المُتلقي على الاتصال والرد، مما يُثبت ضعف ثقافتهم في عملية الاتصال بالآخرين، حيث إنه ليس شرطاً أن يلجأ الفرد إلى الإرسال في أي وقت وبطريقة مُزعجة، والأفضل أنه في حال عدم رد الطرف الآخر الانتظار حتى تسمح ظروفه بالاتصال. img src="http://s.alriyadh.com/2014/01/31/img/166098860939.jpg" title="كلمات "فضلاً" أو "كرماً" تجعل المُتلقي يتجاوب ويبادر بالاتصال"/ كلمات "فضلاً" أو "كرماً" تجعل المُتلقي يتجاوب ويبادر بالاتصال ويحتاج الاتصال مع الأطراف الأخرى إلى رُقي في التعامل، فالرسائل النصية التي تطلب من الشخص الرد عليك لابد أن تكون ب"إتكيت" معين وإرفاق الطلب بمصطلحات "فضلاً، لو سمحت، كرماً ..الخ"، كذلك يحتاج استخدام التقنية إلى فن وثقافة، وأن لا نستغلها في إزعاج الآخرين، فالمهذبون لا يلحون بالطلب والاتصال، بل يعطون المتعاملين معهم مساحة من العذر والخصوصية. تجاوب فوري وقال "ناصر القحطاني": يحصل ذلك كثيراً، خاصةً عندما تكون في موقع مسؤولية، حيث إنه من كثرة الاتصالات لا يسعك الرد على الجميع، مضيفاً أنه عندما تصله رسالة "أرجو الرد" فإنه يتجاوب معها، مبيناً أنها طريقة جيدة لمعرفة مدى حاجة الآخر لك. وأوضحت "نعيمة الرفادي" أن البعض يستخدم هذه الرسالة كوسيلة ضغط على الآخر ليرد عليه، مضيفةً أنها تتجاهل المكالمات من الصديقات والزميلات بالعمل، ولكي يحرضوها على الرد يرسلن: أرجو الرد للأهمية"، أو "ضروري"، أو "الأمر عاجل"، مما يثير الفضول فيها، وأحياناً الاهتمام بمعرفة ما هو الأمر. ذوق وتأدب وأكد "فهد آل حارث" على أنه يستخدم نظام الرسائل كثيراً قبل الاتصال، كتعريف بنفسه عندما يُريد التواصل مع شخص لم يُقابله، مضيفاً أن إرسال "أرجو الرد" إلى أشخاص نعرف أن مسؤولياتهم كثيرة تُعد طريقة فيها من الذوق والتأدب الشيء الكثير، وتؤدي نفس الغرض. ورأت "سلمى اليحيى" أن هذا الأسلوب جداًّ متحضر، ولا يسبب أي إزعاج للآخرين، بعكس عندما يحتاجك أحدهم ويواصل الاتصال بك عدة مرات متتالية، بينما لو أرسل رسالة لوصل لما يحتاجه دون الحاجة للإلحاح بالاتصال، مشيرةً إلى أن ظروف الآخرين تختلف عن الشخص، فهناك من يكون بمكان لا يسمح له بالرد أو مشغول بأمر مهم، ومنهم من يقود سيارته أو يزور مريض، مُشددةً على أهمية التعامل مع التقنية بحسب ظروف الآخرين وليس ظروف المتصلين. وأشار "محمد سالم" إلى أن هذه الطريقة تجدي مع الأقرباء أكثر منها للغرباء، فالغريب قد لا تتصل به إلاّ فيما ندر، أما القريب فالتواصل مستمر، وقد يكون إرسال رسالة بعد اتصال لم يرد عليه يعطي للموضوع الذي تريد التحدث عنه أهمية، مما يجعل متلقي الرسالة يتجاوب معها ويبادر بالاتصال لمعرفة ما الأمر، مضيفاً أن الشخص لا يستخدم هذه العبارات في الرسائل إلاّ للضرورة القصوى حتى لا يعتاد عليها الآخرون، ومن ثم لا يعيرونها اهتماماً وقت الحاجة الفعلية لها، فلكل مقام مقال. توعية وتثقيف وذكرت "منيرة المسعودي" أن هناك أشخاصًا يتصلون في أوقات لا تتناسب مع الشخص المستقبل لذلك لا يرد عليها، أو في وقت متأخر، مبينةً أنها من الأشخاص الذين لا يردون على الاتصالات بأوقات محددة وأبلغت جميع من تتعامل معهم ذلك، موضحةً أن هذا الوقت يكون لمنزلها وأطفالها، مشيرةً إلى أنه عندما يكون هناك أمر هام أو ضروري ومستعجل بالإمكان التواصل معها عبر الرسائل التي توضح ذلك، وتجعل ذلك الاتصال استثنائياً وتستقبله، فيما عدا ذلك فهي لا تستجيب. وقالت "سميرة الشمراني": إن البعض يعتقد أنك ملزم بالرد عليه سواء بالاتصال أو بالرسالة حالما تصلك وهذا غير صحيح، فهناك من لا يهتم بهاتفه وقد يعيش حياته عند العودة للمنزل بعيداً عن الاتصالات والرسائل والعمل، ليعيش بعض الوقت الممتع بالمنزل مع الأولاد والأهل، في حين تجد عتاباً من البعض عندما يتصل أو يرسل ولا تجيبه، وحتى عندما تعطيه مبرراتك لا يتفهمها، ناصحةً بالتوعية لأفراد المجتمع تجاه هذا الموضوع، مع تعلم "فن التعامل مع الآخرين"؛ للمحافظة على العلاقات الإنسانية والمجتمعية. إتكيت معين وتحدثت "مي الكنفاني" -خبيرة إتكيت- قائلةً: التعامل مع الآخرين يحتاج إلى رُقي، وحتى عند احتياجك له يجب أن تكون مؤدباً في الطلب، وأيضاً إن لم تحصل على ما تريده، فالرسائل النصية التي تطلب من الشخص الرد عليك، لابد أن تكون ب"إتكيت" معين وإرفاق الطلب بعدة مصطلحات ك"فضلاً، لو سمحت، كرماً ..الخ"، مضيفةً أن ارتباط الطلب بالأمر سينفر الشخص من الرد حتى لو كان غير مرتبط أو مشغول، لكن الكلمة الطيبة ستصل وإن لم تكن الحاجة ضرورية، مشيرةً إلى أن استخدام التقنية يحتاج إلى فن وثقافة، وأن لا نستغلها لإزعاج الآخرين، أو لتنفيذ مصالحنا على حساب غيرنا، فالهاتف الخلوي سهّل على البشر الكثير من الأمور، وكل يوم تنتج لنا التقنية خدمات أكثر فائدة كلما أحسنا استخدامها، موضحةً أن الأشخاص المهذبين لا يلحون بالطلب والاتصال، ويعطون المتعاملين معهم مساحة من العذر والخصوصية، وهذا قمة الرقي والتعامل.