حينما اتجهنا إلى الشيخ سعود بن جدي بن حريول أحد المهتمين بالإبل للحديث معه عن حياة الابل وعودة الكثير من الناس (حاضرة وبادية) إلى العناية والاهتمام بها ومزايينها.. لم يكن في خلدنا أن يكشف شيئاً من اهتمامات وعشق أحد أبناء الملك عبدالعزيز بهذه الابل التي هي إحدى رموز أصالة الماضي وعراقته والكرم والاباء.. ذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض.. حديث شيق خرجنا به مع ابن حريول في الحوار التالي معه: وحدثنا سعود بن جدي بن حريول قائلاً: أعمل مرافقاً خاصاً لسمو الأمير سطام وأنا من المهتمين بالابل وتربيتها وقد حثيت أبنائي كذلك عليها وأنا كذلك بحمد الله مهتم بالصيد وخاصة بالصقور وعندي عناية بها وقد رافقت الأمير سطام أكثر من (46) سنة. ٭ قلت لي أنك تعمل مرافقاً لسمو الأمير سطام بن عبدالعزيز فهل لسموه اهتمام بالابل؟ - بالطبع فالأمير سطام بن عبدالعزيز من أشد المحبين والمعجبين بالابل وكثيراً ما يشتري مزايينها ويهدي منها الكثير وقد جعلني وكيلاً ومسؤولاً عنها والعناية بغذائها. الابل والكرم ٭ قلت أنه يهدي الابل.. ولا شك أن ذلك يعد من صفات أهل الكرم فهل تذكر شيئاً من تلك الإهداءات؟ - كثيرة تلك الإهداءات أذكرمنها أن الأمير سطام أهدى مجموعة من الابل الطيبة للملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله عددها أكثر من 215 من الابل منها ناقة طيبة جداً كان الأمير يحبها وهي كانت تحب أن تقترب منه دائماً حينما يأتي لمشاهدة الابل، إلا أن كرم سموه جعله يهديها للملك خالد، وهذه الناقة اسمها «الونّانة» وكانت قد أنجبت مجموعة من الابل تم اهداؤها معها للملك خالد بن عبدالعزيز، كذلك أهدى سموه مجموعة طيبة من الابل للأمير سلطان منها فحل جيد نوعه من الابل تسمى ب «الدمناني» كذلك مجموعة طيبة من الابل أهداها للأمير أحمد بن عبدالعزيز، ومجموعات أخرى كان يهديها بعض إخوانه وأصدقائه وضيوفه من داخل وخارج المملكة. الونانة ٭ ذكرت أن الأمير سطام كان يحب ناقة في ابله تسمى «الونانة» فما هي قصتها وكيف ذكرتها الآن ومن سماها؟ - «ناقة الونانة» هذه اشتراها سمو الأمير سطام حينما كنا نمشي في أحد المنتزهات والمراعي شاهدها سموه وهو «يتمشى» مع ابل معروفة في الربيع مع ناس دواسر، عندما شاهدها سموه سأل عن وصفها وسعرها فحدّوها لنا بثمن هم يرونه كثير، فقال الأمير اشتريناها بعون الله، وكما كانوا يتوقعون أن سموه سيوافق على المبلغ - عندها أخذها سموه رغم أنه لم يستشر في تلك اللحظة أحد وسبحان الله عندما وضعتها مع الابل في مزرعة الأمير صارت عندما يأتي الأمير ويناديها باسم هو سماها به «الونانة» تنفرد من بين الابل وتتجه للأمير وعندما تقترب منه تنزل رقبتها ورأسها له فيبدأ الأمير بلمس رقبتها وتفقد حالها.. وفي المرات حينما يسافر الأمير ويتأخر عن الحضور للمزرعة ويأتي ينادي لها تأتي - وهذه من صفات الابل العجيبة - تأتي وتحن لصاحبها واحياناً تدمع عينها وهذه والله أعلم من الأمور التي ذكرها القرآن ودعانا للتفكر فيها حينما جاء في القرآن الحكيم: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت» وهذا التصرف والله أعلم يحتاج لتفكر فهي (الابل) لا تنسى صاحبها الذي يعطيها الغذاء ويرعى حالها، وهذه الناقة من الابل «المزايين» فالونانة من نوع «المجاهيم» وهي ابل عجلة في الممشى نظيرة في الجرم زين وجهها فهي سوداء من أطيب المجاهيم. وقد اشتراها سموه في التسعينات الهجرية.. وقد جاءتني هذه الأيام صورة نادرة للأمير سطام بن عبدالعزيز من خارج المملكة كان قد قدمها شخص للأمير سطام يدعى طاب شاهين تذكيراً لمحبة الأمير سطام لتلك الناقة وعندي هذه الصورة النادرة لهذه الناقة وحينما أحضروا الصورة عرفت أنها «الونانة» قبل ما يقال لي وصفها. حنين الإبل ٭ ذكرت «حنين الابل» وقلت إنه من صفات الابل التي تدعونا للتفكر بها فما معنى حنين الابل؟ - حنين الابل كثير فهي تحنّ لمثلها من الابل الأخرى التي ترعى معها وحين تُفرق عن بعض تحن لها، كذلك إذا كانت عشطانة مقهورة عن الماء، كذلك تحن إذا كانت قد حبت مكاناً أو «ديرة» وأُبعدت عنها فالابل سبحان الله قلوبها مثل قلوب الرجاجيل والإنسان بوجه العموم فهي كذلك تحن للإنسان الذي يطعمها ويرعاها فتعرفه ويصل الحنين بها إلى أنها تدمع العين إذا رأته ! فالابل حينما تغيب الشمس مثلاً وهي في مكان يبعد عن مكانها قرابة 100كلم ونحوه فإنها تورد بنفسها بدون راعي حتى تصل مكان الماء والمشرب فهي أصيلة وطيبة.. وصفاتها عجيبة.. العودة للاهتمام بها ٭ الملاحظ عودة الناس والأمراء ورجال الأعمال إلى الابل ومزايينها وإجراء المسابقات عليها برأيك كيف عاد هذا الاهتمام؟ - في رأيي كما ذكرت، حينما كثر الخير بفضل الله على كثير من الناس عاد الاهتمام بهذه الابل فهي من صفات وعناصر الكرم فهي تُهدى و تنحر للضيوف في المناسبات والأعراس و يستفاد من غذائها وحليبها .كذلك الدولة وفرت أعلافها وشجعت على الاهتمام بها من خلال المسابقات ولذلك تلاحظ الآن في بعض المسابقات ومزادات الابل الكثير من الشباب يسابقون كبار السن في شرائها ومعروف أن للعديد من القبائل إبلاً تعرف بهم فلذلك العديد من الآباء يقومون بتعريفها لأبنائهم كذلك نشاهد سباقات الهجن في المهرجان الوطني بالجنادرية كل هذه الأمور شجعت الناس للاهتمام بالابل والعودة لها فهي أنواع صفر، مغاتير، مجاهيم، شعل. من اللقاء ٭٭ يؤكد ابن حريول أن الامير سطام ذو دراية واهتمام بالابل حتى انه يشتري ويختار في كثير من الاحيان إبله بنفسه وهذه تأتي بعد دراسة ورصد لهذه الأنواع. ٭٭ الابل يصفها أبو مشعل أنها رفيق درب للإنسان لا تتأثر بالمدنية ولا بتطورات العصر ووفرة الوسائل الحديثة. ٭٭ الصورة التي ننشرها لسمو الأمير سطام هي لمكان ومزرعة تقع جنوب مدينة الرياض العاصمة تدعى «السويلة» وهذه الصورة في دلالاتها أمور منها أن مدينة الرياض تسارع نموها بعدما كانت صحراء ومزارع. ٭٭ ثم إن سمو الأمير سطام كان يعشق الابل في تلك المزرعة التي هي له وشقيقه سمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز يرحمه الله فكان جنوبالمدينة مكاناً رحباً يأنسه الكثير وبه الكثير من المزارع والشعاب. ٭٭ أبو مشعل ينصح الشباب إلى العناية والاهتمام بالابل ففيها خير وبركة عن غيرها من الأمور غير المفيدة..