دخل تلطخ بالوحل، يفسد الذمم بحجة أنه كسب متداول، تاركا النظر من منظور الشرع وأن هذا الدخل هو رأس الخلل، أيعي عواقب هذا البيع وما حوى وحمل، لنا في أخذ الرشوة وبيع النجش تذكير لمن تساهل في أمرهما وانشغل. قال تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة آية 188، وفي السنة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن (الراشي) و(المرتشي) و(الرائش). فالرشوة آفة، طمس للعدالة، من يعرفها ويتعامل بها تصبح له عادة، ولغته الدائمة، تشبه الغابة إن كانت في طرقها المتعرجة والملتوية وإن كانت في طعامها الوخيم الذي لايصلح ولاينتفع به. وأما القسم الآخر بيع النجش ولمن لايعرفه فله تعريفات كثيرة أرجحها هو أن يبدي الشخص رغبة في شراء سلعة لا ليشتريها بل للإيهام بكثرة الراغبين فيها وللتقريب من هذا الفعل هو مايفعله بعض الشريطية في وقتنا الحاضر. وقد وردت أحاديث نبوية شريفة في النهي عن هذا الفعل منها قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا تناجشوا" وهو محرم في الشرع لما فيه من الغش والخداع، فعل بالكذب شاع، والناس في تساهل لأمره وفي اتساع، شغلهم الطمع حتى أنه يورث ولده هذا الطباع. دخل يجعل القلب خاوياً، ممزقاً كالثوب البالي، يترك خلفه مأسي أعاذنا الله وإياكم منه، ورزقنا خيرا لايختلط به..