حرَّم الله سبحانه وتعالى الرشوة بجميع طرقها؛ لما فيها من أضرار وعواقب وخيمة وآثار سيئة على المجتمع كله. ومن الأدلة الشرعية على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة الآية {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}. ومن الأدلة في السنة النبوية الشريفة الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في سننهم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله الراشي والمرتشي (والرائش) وهو الذي يمشي بينهما»، وروى الطبراني في الصغير عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الراشي والمرتشي في النار» وهذا الحديث إسناده حسن، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد «رجاله ثقات»، وقال الإمام البغوي - رحمه الله -: الرشوة ما يُعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل، فيعطي الراشي لينال باطلاً أو لمنع حق، ويأخذ الآخذ على أداء حق يلزمه فلا يؤديه إلا برشوة يأخذها، أو على باطل يجب عليه تركه ولا يتركه إلا بها. ومما يساعد على تفشي الرشوة قيام بعض ضعفاء الإيمان بامتهان أخذ الرشوة. ولا يخفى أن الرشوة إفساد للنفس، وبيع للضمير، وبُعد عن الدين.. ويقول هؤلاء إنها أتعاب أو لبذل مجهود أو إنها تُعبّر عن المحبة والشكر، إلى غير ذلك من الأسماء والأساليب الكاذبة. - الرياض