لو كان فيه طاسة لقيناها! يبدو أن الآنية مهما كان نوعها أو صنفها أخذ حصة كبيرة من ثقافتنا وأمثالنا الشعبية. ولا يهم مادة صنعها، قصدي أكانت من الحديد، أو من الفخار أو من ذلك النوع الملوّن، لسبب ما يُستعمل الأخير لشرب اللبن، وعند الضرورة جداً عند ماء السبيل. والجيد منه يُسمى "غَرْشة" وتصنع من الخزف، ويُحتفظ به لخدمة المناسبات. وبحسب أهمية الآنية تأتي أهميتها. ولقاطن البرية والرعاة، يأخذ الدلو مكانة أكبر أكبر. أنت كالدلو لا عدمناك دلوا من كبار الدلاء كثير الذَّنوب "ضايعة الطاسة" عبارة يقولها البعض عند ذروة إحباطه، أو قبل ذروة إحباطه بقليل، وغالباً عندما لا يجد استجابة لطلبه، أو لمعاملته، أو فقدان الموضوع عند أكثر من موظف. قاطن الجزيرة العربية اعتبر - ولا يزال - الطاسة الإناء المفضل لإرواء ظمأ، أو لنقل الماء من القربة (الصميل) منها إلى جوف العطشان، فإذا ضاعت الطاسة حلت الحيرة وساد الارتباك وتعقّدت حالة القوم. البعض في أجزاء من بلادنا يقول إذا ازداد الأمر سوءاً: - ما كان فيه طاسة أصلاً.. اثبت إن كان فيه طاسة.. ونلقاها، لكن ما فيه طاسة. وهي أي الطاسة مثل الدلو لدى الأعرابي، وضياعها يعني سوء الحال.. ويعتقد واضعو قاموس اكسفورد أن كلمة TASS دخلت الإنجليزية في العام 1380ه من أصل عربي هو (طشت)، أما الأب رافائيل نخلة فقال: طاس، من طشت الفارسية. واللغة الألمانية جاءت بكلمة TASSE على أنها الكوب أو القدح الذي يُشرب به الشاي. وجاء في قاموس العبارات، الألماني - الإنجليزي ما نصه EINE TASSE TEE وتعني العبارة "كوباً من الشاي". المهم لا تضيع الطاسة. ولا يهم وش اسمها..!