قتل خمسة أشخاص وأصيب 65 بجروح في انفجار استهدف بعد ظهر الخميس الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، حيث معقل حزب الله اللبناني الموالي لإيران، طبقاً لمصدر في وزارة الصحية اللبنانية. وقال: «في حصيلة غير نهائية، قتل خمسة أشخاص وأصيب أكثر من عشرين بجروح في الانفجار الذي وقع» في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، على بعد مائتي متر عن مقر المجلس السياسي لحزب الله، طبقاً لقناة «المنار» التابعة للحزب. وقال شاهد: إن انفجارا قويا هز معقل جماعة حزب الله، وأدى -إضافة إلى القتلى والجرحى- إلى تصاعد عمود من الدخان في السماء. وطغت الفوضى على المشهد في الشارع الذي وقع فيه الانفجار. وقالت وكالة الإعلام الوطنية الرسمية اللبنانية: إن الانفجار الرابع الذي تشهده الضاحية الجنوبية لبيروت في ستة أشهر، نتج عن «سيارة مفخخة رباعية الدفع». وتمثل المنطقة -التي وقع فيها الانفجار- رمزية مهمة، بالنظر الى انها كانت حتى العام 2006 قريبة مما يعرف ب «المربع الأمني» للحزب الذي كان يضم الأمانة العامة ومكاتب سياسية للحزب. وكان مقر تلفزيون المنار يقع في المبنى الذي وقع أمامه الانفجار، وقد انتقل بعد 2006 الى مكان آخر. وشاهد مراسل وكالة فرانس بريس «هيكلا محترقا لما يبدو انه السيارة المفخخة» إضافة إلى أربع سيارات أخرى على الأقل متضررة ومحترقة، وأفاد سكان بتضرر ثلاثة مبان. وانتشرت عناصر من الجيش اللبناني، ومن أمن حزب الله، بكثافة في المنطقة التي أقفلت ضمن قطر كيلومتر تقريبا ومنع الناس من الاقتراب. وقال ميقاتي: إن النار المشتعلة في أكثر من منطقة لبنانية تنذر بما هو أسوأ اذا لم نلتق ونتفاهم وبث تلفزيون المنار نداءات تطلب من الحشود التي تجمعت في مكان الانفجار مغادرة المكان «خوفا من وقوع انفجار آخر»، وللسماح لسيارات الاسعاف بالوصول. وتعالت صيحات وبدت حالة واضحة من الهلع، وعملت فرق من الدفاع المدني على اطفاء حرائق اندلعت في المكان بعد الانفجار. ورأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بيان صدر عن مكتب الرئاسة الإعلامي ان «اليد الارهابية التي ضربت منطقة الضاحية الجنوبية هي اليد نفسها التي تزرع الاجرام والقتل والتدمير في كل المناطق اللبنانية». وأكد «أهمية تضامن اللبنانيين ووعي المخاطر المحدقة بلبنان والحوار بين القيادات من أجل تحصين الساحة الداخلية في وجه المؤامرات التي تحاك لضرب الاستقرار في الداخل ولمواجهة تداعيات الاضطرابات الحاصلة في المنطقة». واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان ان «استهداف منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا بالتفجير بعد ايام قليلة على التفجير الارهابي الذي أدى الى استشهاد الوزير السابق محمد شطح وآخرين، يثبت مرة جديدة ان يد الارهاب لا تفرّق بين اللبنانيين ولا تريد لهذا الوطن الاستقرار». وأشار الى ان هذه اليد «تخطط وتنفذ مؤامرة دنيئة لاغراق اللبنانيين في الفتنة»، مناشدا «الجميع تغليب لغة العقل أكثر من أي وقت مضى، وتجاوز الحسابات السياسية ووقف التحدي، كي نتمكن جميعا من التلاقي والتحاور سعيا للخروج من هذا المأزق الخطير». وقال ميقاتي: «النار المشتعلة في اكثر من منطقة لبنانية تنذر بما هو أسوأ اذا لم نلتق ونتفاهم بعيدا عن لغة التحدي والاستفراد والاقصاء». وتحدث وزير الداخلية اللبناني مروان شربل عن احتمال ان يكون الانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس ناتجا عن عملية انتحارية. وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا جاء فيه «نتيجة الكشف الأولي للخبراء العسكريين المختصين على موقع الانفجار (...)، تبين ان الانفجار ناجم عن كمية من المتفجرات زنة نحو عشرين كيلوجراما موزعة داخل سيارة نوع جيب غراند شيروكي لون زيتي داكن من طراز 1993»، وتابع انه «يجري التحقق من وسيلة التفجير المستخدمة». ونددت السفارة الاميركية في بيروت ب «الانفجار الارهابي» بينما وصفه السفير البريطاني تيم فلتشر ب «الاعتداء اللانساني». وقالت السفارة الاميركية عبر حسابها على موقع «تويتر»: «ندين التفجير الارهابي الذي وقع اليوم في الضاحية، ونتقدم بالتعازي لعائلات الضحايا»، وتدرج الولاياتالمتحدة حزب الله على لائحتها للمنظمات الارهابية. وقال السفير البريطاني في تغريدة على حسابه على «تويتر»: «ندين بشكل حازم الاعتداء اللاانساني الذي وقع (أمس) في بيروت الذي أوقع مزيدا من الضحايا بين المدنيين»، وأضاف: «أفكارنا مع عائلاتهم وفرق الإنقاذ». وأدرج الاتحاد الأوروبي -الذي تشكل لندن جزءا منه- «الجناح العسكري» لحزب الله الشيعي على لائحته للمنظمات الارهابية في أغسطس 2013. وكان تفجيران انتحاريان استهدفا بفارق لحظات السفارة الايرانية في بيروت عند طرف الضاحية الجنوبية في 19 نوفمبر. وتبنت «كتائب عبدالله عزام» المرتبطة بتنظيم القاعدة التفجير الذي تسبب في مقتل 25 شخصا، وهددت بمواصلة العمليات ضد حزب الله المدعوم من ايران، ما لم يخرج من سوريا. وتفجير الأمس هو السادس ضمن سلسلة تفجيرات استهدفت مناطق مختلفة في لبنان منذ الصيف الماضي، وبينها تفجير السفارة الايرانية المزدوج.