مع كل لقاء تقليدي يجمع القطبين الاتحاد والأهلي تظهر الإحصاءات الرقمية عن لقاءات الفريقين، وفي كل وسيلة إعلامية تكون الأرقام أقرب للميول أكثر منها للوعي المهني، لا تتشابه المعلومات ولا تتقارب، بل تزيد اتساعاً كل ما أطل علينا هذا اللقاء التقليدي. هذه المغالطات واردة، ومعتادون عليها لأن أغلب وسطنا الإعلامي تطغى على مهنيته لغة الألوان، وبالتالي تتوه حقيقة الرصد التوثيقي، وزاد من مساحة التوهان في بحر المعلومات الأشقاء القادمون من خارج الحدود الذين دخلوا هذه اللعبة عنوة للحصول على مساحة من اهتمام جماهيرية بعض الأندية أو بدون قصد، كنا نتوقع منهم توخي الدقة لأن الألوان لا تهمهم بقدر أهمية تقديم عمل مهني احترافي، ويبدو أن المعلق الإماراتي الزميل عدنان حمد الحمادي وقع ضحية ميول أحد فريق الإعداد قبل لقاء القمة الوهمية الخميس الماضي، أو استقى المعلومات من إحدى الصحف التي تكيل بمكيال الميول. يقول عدنان حمد أثناء تعليقه على المباراة «تقابل الفريقان في ستة وستين لقاء، فاز الاتحاد في 22 لقاء وفاز الأهلي في 20 لقاء وتعادل الفريقان في 18 لقاء» دون أن يحدد مصدر المعلومات، ودون أن يوضح زمن هذه اللقاءات، وهل هي منذ تأسيس الناديين أم منذ انطلاق الدوري الممتاز بمسمياته المختلفة، وهل كل هذه اللقاءات رسمية أم ضمّ معها المباريات الودية. معلومات المعلق عدنان حمد غير دقيقة ومن مهمة المعلق في أية قناة إيصال المعلومة السليمة، وعليه البحث والتقصي أو عدم التطرق لأية معلومة مغلوطة لأن ذلك يندرج تحت بند المغالطات وتزييف الحقائق. بالرجوع للمؤرخ الحقيقي الزميل عبد الله جار الله المالكي والذي يعتبر أبرز من رصد ووثق للتاريخ الرياضي إضافة للزملاء الساعاتي ومحمد القدادي وصالح الهويريني وسلمان العنقري، يمكن الوصول للمعلومات الحقيقية، فالزميل عبدالله جارالله المالكي رصد جميع لقاءات الفرق ذات الشعبية والتاريخ العريق، ورصد لقاءات الاتحاد والأهلي الرسمية والودية منذ تأسيس الناديين، ورصد جميع لقاءات الفريقين منذ انطلاق الدوري الممتاز بمسميات «ممتاز، دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، دوري زين بشكله الحالي» ملفات المالكي تقول إن الفريقين «الاتحاد والأهلي» تقابلا بشكل رسمي 154 لقاء فاز الاتحاد ب62 لقاء وفاز الأهلي ب 49 لقاء بينما مجموع لقاءاتهم الرسمية والودية 167 مباراة، فاز الاتحاد في 68 مقابلة وفاز الأهلي في 58 مباراة، ويمكن لأي باحث وأي معلق رياضي الرجوع للمؤرخين الحقيقيين ولا يعتمد على صحافة الألوان في زمن الميول التي تقلب الحق باطلاً والباطل حق. لو كان للصحافة رائحة لما تناولها للقراءة أحد، لأن رائحة عفن الميول تفسد الأذواق وتزكم الأنوف. [email protected]