يتسابق النصر والهلال للفوز ببطولة دوري عبداللطيف جميل بصورة مثالية، ولا يزال الفارق النقطي بينهما بسيطاً، ويمكن للهلال تقليصه في حال تعثر النصر بالنظر لمباريات "الأزرق" في الجولات الأخيرة الحاسمة من حيث القوة والتنافس قياساً بما ينتظر "الأصفر" فضلا عن مواجهتهما المنتظرة في الجولة 23. حين أشاهد الضغوطات الشديدة التي يتعرض لها المدرب الوطني سامي الجابر والهجوم الذي تلقاه بعد كل تعثر بتعادل أو خسارة أتذكر مدرب النصر كارينيو الذي يعمل في أجواء صحية رائعة صنعتها النتائج المميزة فقط؛ أما المستويات التي لاقت إعجاب الرياضيين المحايدين، والنصراويين المخلصين فليست كل شيء عند أولئك المحبِطين الذي ينتظرون أي تعثر لتصيد أخطاء تتضخم بفعلهم ثم تقودهم للمطالبة بتغيير الجهاز الفني وإبعاد لاعبين وطرد إداريين واستقالة إدارة. واجه النصر صعوبات في مباريات الشباب والتعاون والأهلي في الرياض وكذلك الشعلة في الشوط الأول تساءلت: ماذا لو تعثر الفريق بالتعادل أو الخسارة في أي منها؟!، كيف سيكون الحال عند تعرض الفريق لهبوط في المستوى وخرج بنتيجة إيجابية وتقلص الفارق النقطي؟!، هل يعقل أن تؤدي خسارة أو تعادل لنسف كل ما هو جميل صنعه النصراويون هذا الموسم (إدارة وجهازاً فنياً وإدارياً ولاعبين). الإدارة النصراوية التي صنعت فريقا مميزا تتلقى دعماً جماهيرياً وإعلامياً كبيراً؛ واللاعبون يؤدون مهماتهم داخل الملعب دون ضغوط، وهذا أمر طبيعي؛ لكن ما يحتاجه الفريق بكل منسوبيه هو وقفة أكبر في حال التعثر، وعدم إتاحة الفرصة لمتربصين حاربوا في فترات سابقة وبدعم شرفي وإداريين مميزين خسرهم النصر، ويحاولون التشويش ضد كارينيو بهدف إسقاطه لأهداف خاصة ليست في صالح الكيان، ويطرحون آراء مسبقة ضد تعاقدات ثبت نجاحها والاستفادة المثلى منها. كان النصر بحاجة لنقد هادف بناء يظهر العيوب لتلافيها، ويبرز الإيجابيات لتعزيزها ولا يزال، والمحبِطون كان عنوانهم الهجوم ولا غيره في وقت احتاج فيه الفريق الدعم، ولم يتوقفوا عن ذلك حتى بات في مقدمة الصفوف، وسيعودون لسيرتهم الأولى مع أقرب تعثر، فالوقوف مع النصر يجب أن يكون في كل الأحوال بالنقد الإيجابي الهادف، وعلى الإدارة النصراوية أن تتنبه لذلك، وتحافظ على توازن فريقها في ظل ما تجده من دعم كبير من جماهير النادي التي تسجل حضوراً لافتاً كعادتها في مساندة اللاعبين.