سعادة الأستاذ تركي بن عبدالله السديري رئيس تحرير جريدة «الرياض» الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعنا على التحقيق الصحفي المنشور في عدد جريدتنا الغراء «الرياض» بتاريخ 7 ربيع الأول 1435ه تحت عنوان: «تأهيل المعوقين.. لا حياة لمن تنادي»! ويطيب لي بداية أن أسجل بالأصالة عن نفسي وبالانابة عن منسوبي جمعية الأطفال المعوقين وكافة المهتمين بقضية الإعاقة وافر الامتنان والتقدير لما تتميز به جريدتنا الموقرة «الرياض» من تفاعل صادق ومعايشة دائمة لقضية الإعاقة ولهموم المعوقين. وفيما يتعلق بالتحقيق المنشور، فقد تضمن عدداً من المعلومات والآراء، وإن كانت لا تتعلق بأداء جمعية الأطفال المعوقين أو خدماتها، إلا أنني أود توضيح بعض الحقائق انطلاقاً من مسؤوليتنا المشتركة عن هذه الفئة الغالية، وإننا - كما يؤكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الجمعية دائماً - نتعامل مع قضية إنسانية اجتماعية اقتصادية، وليس مع مشاكل فردية.. ومن بين تلك الآراء التي وردت بصيغة مطلقة: * تذمر أهالي المعوقين من عدم وجود مراكز خيرية تقدم خدماتها، وأود التوضيح بأنه انطلاقاً من أن مصدر التحقيق هو منطقة حائل، فإن المنطقة تضم أحد مراكز الجمعية (مركز الأمير سلمان لرعاية الأطفال المعوقين) والذي يواصل برامجه العلاجية التأهيلية التعليمية المجانية منذ افتتاحه قبل خمس سنوات ويستوعب سنوياً أكثر من مئتي طفل وطفلة، كما نجح المركز في دمج العشرات من الأطفال في مدارس التعليم العام بعد اكتمال برامج تأهيلهم في المركز، ولا يعاني المركز من وجود أي طفل على قوائم الانتظار. * إحدى الأمهات من الرياض أشارت إلى أن طفلتها تعاني من الاعاقة الجسدية الذهنية المتوسطة، وإنها لا تجد مراكز للتأهيل، وان إذا تم قبول الطفلة فهي لا تتلقى إلا جلسة أو جلستين كل اسبوع!! وهذا غير كاف - وأود التوضيح أن جمعية الأطفال المعوقين تضم الآن مركزين في الرياض، حيث تم مؤخراً افتتاح مركز بجنوب الرياض تلبية للحاجة المتزايدة للمنطقة من برامج الرعاية المجانية، هذا إلى جانب ان المركز الرئيس يوفر وسيلة النقل لمعظم الحالات التي تتلقى الخدمات التعليمية بالجمعية وتنطبق عليهم شروط الرعاية الاجتماعية، أما فيما يتعلق بحصول الطفل على جلسة أو جلستين اسبوعياً - فهذا يتم تقريره من قبل الأطباء المتخصصين وفقاً لبرنامج العلاج والتأهيل، وإن كنت أتفق مع السيدة الفاضلة في أن قطاع التأهيل في بلادنا يعاني من ندرة الكفاءات المتخصصة، الأمر الذي ينعكس سلباً على كم الجلسات المقدمة، ونحن في الجمعية نعمل جاهدين على استقطاب الكفاءات المناسبة سواء من داخل المملكة أو خارجها، ونواجه منافسة عالمية حادة من جهة، اضافة إلى مصاعب الاستقدام من جهة أخرى، كما نعمل بالتنسيق مع الجامعات على ايجاد تخصصات التأهيل ضمن أقسام الكليات المعنية، وكذلك تكثيف برامج التدريب بمشاركة من الجمعية، وهناك مؤشرات مبشرة ولله الحمد. * أشار التحقيق إلى عدم وجود فرص لتعليم الأطفال المعوقين، وأؤكد هنا على أن جمعية الأطفال المعوقين نجحت بالتعاون مع مقام وزارة التربية والتعليم في تطبيق برنامج لدمج المعوقين في مدارس التعليم العام والخاص يتواصل منذ أربعة عشر عاماً، وتمكن من دمج نحو 1700 طفل في تلك المدارس، ونجح المئات منهم في استكمال مراحل تعليمية وبعضهم تجاوز المرحلة الجامعية. * وبخصوص ما ورد حول عدم توفر وسائل الانتقال من وإلى مراكز التأهيل، فنحن نعتقد أن مكرمة خادم الحرمين الشريفين بتوفير سيارات مجهزة للمعوقين ستسهم بشكل كبير في حل تلك المشكلة، مع التأكيد على أن انتقالات الطفل المعوق مع أسرته يوفر العديد من الايجابيات في مقدمتها عنصري الأمان والسرعة، اضافة إلى تعزيز اهتمام الأسرة بالطفل ومتابعة حالته. * وبعد.. ما نود التأكيد عليه في هذه العجالة أن هناك سباقاً محموماً بين نزيف الإعاقة من جهة، وجهود الرعاية والتأهيل من جهة أخرى، وأن معاناة أسر المعوقين ستبقى قضية إنسانية لها الأولوية، وهو أمر يجب أن يقدره الجميع ويأخذه في الاعتبار، خاصة أن هذه المعاناة قد تتزايد مع تزايد عمر الطفل. ولكن ما تحقق في المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية يعد نقلة نوعية بكل المقاييس، وأن هناك جهوداً استثنائية تبذلها الأطراف المعنية خاصة مؤسسات العمل الخيري المعنية برعاية المعوقين، ومنها جمعية الأطفال المعوقين والتي انطلقت من مركز واحد عام 1408ه إلى تسعة مراكز عاملة الآن اضافة إلى ثلاثة مراكز تحت الانشاء، وتقدم برامجها التأهيلية المجانية لأكثر من ثلاثة آلاف طفل سنوياً، وان مثل هذه الجهود في حاجة إلى مساندة مجتمعية لتعزيز الثقة في أدائها بما يتيح لها الاستمرارية خاصة وهي تعتمد في المقام الأول على تبرعات أهل الخير كمصدر رئيس لميزانيتها. أكرر شكري وامتناني لمساندتكم الكريمة ولتفاعلكم الدائم مع رسالة الجمعية، آملاً نشر الايضاح في الوقت الذي ترونه سعادتكم مناسباً. مع وافر تحياتي وتقديري. الأمين العام عوض عبدالله الغامدي