سعادة الأستاذ تركي بن عبدالله السديري سلمه الله رئيس تحرير جريدة "الرياض" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعت بكل التقدير على مقال الدكتور محمد عبدالله الخازم ضمن عموده الثري "نقطة ضوء" والمنشور في جريدتكم الموقرة يوم الأحد 1429/3/1ه، تحت عنوان "الخدمات التأهيلية لأصحاب الإعاقة". وأود بداية أن أعبر عن إعجابي وتقديري لما يوليه الدكتور الخازم من اهتمام ومتابعة لقضية الإعاقة ولاحتياجات المعوقين، ولحرصه الدائم والمتميز على تنمية الوعي العام بحقوق المعوقين، وأيضاً الطرح الرائع الذي تتسم به مقالاته التي تضاف لتميز صحيفة "الرياض" التي تؤدي دورها الوطني بكل اقتدار وتميز وتمثل مفخرة وطنية للجميع. ويطيب لي أن أسجل شكري وامتناني لما تضمنه مقاله من إشادة بدور مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ووصفه لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية بأنها "تمثل نموذجاً متقدماً لخدمات التأهيل للأطفال والبالغين". وفيما يتلعق باقتراحه المقدر بأن تنشئ مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية فروعاً لها في عدد من مناطق المملكة لتستفيد من خبراتها المتميزة في الرياض، أود التوضيح أن ذلك يتم دراسته بصورة متكاملة من قبل مجلس أمناء المؤسسة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الرئيس الأعلى للمؤسسة، وإن هذا يتم بالتوازي مع شمولية خدمات المؤسسة لعدد من المناطق في إطار استراتيجيتها التنموية الشاملة التي تشمل المحاور الأربعة: الصحة، والتقنية، والإسكان، والتعليم، ففي مجال الصحة أنشأت المؤسسة أكبر مركز للعلاج والتأهيل في الشرق الأوسط وهو مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، والتي تقدم خدماتها للمعاقين ممن يعانون من عجز جسماني أو خلقي أو إدراكي من خلال برامج تأهيلية متخصصة، وفي هذا الإطار أيضاً أنشأت المؤسسة ودعمت الكثير من المراكز ومنها مركز الأمير سلطان لجراحة القلب بالأحساء، وجمعية الأطفال المعوقين، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الجمعية الخيرية لرعاية المعاقين بالمنطقة الشرقية، والاتحاد السعودي للمعاقين، ومركز التأهيل الشامل بحفر الباطن، والجمعية الخيرية لمتلازمة داون - دسكا، ومركز الحياة لتأهيل المعوقين، وجمعية إبصار الخيرية، والجمعية السعودية الخيرية للتوحد. أما عن التقنية فقد أقامت المؤسسة مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية "سايتك" الذي أصبح خلال فترة قصيرة إضافة فريدة لوسائل وبرامج التعليم العلمي والأكاديمي في المملكة بوجه عام. ونجح المركز في جذب الآلاف من الدارسين والمهتمين، حيث تقوم أهدافه على طرح منهجية أسلوب التعليم بالترفيه، والتعليم بالتجربة والمشاهدة، وتبسيط الأفكار والمواضيع لدى مختلف فئات الطلاب وأعمارهم. وفي مجال الإسكان تبنت المؤسسة بتوجيه سمو رئيسها الأعلى برنامجاً رائداً للإسكان الخيري بمناطق المملكة المختلفة انطلق عام 1421ه ضمن إطار حرص سموه على تلمس حاجات المواطنين وتحسين ظروفهم الحياتية وتوفير البيئة المناسبة لهم لحياة كريمة تتيح لهم خدمة أنفسهم ومجتمعهم والمتابع لما حققته تلك المشروعات من نقلة في حياة المستفيدين على مدى السنوات الماضية يلمس مدى أهمية هذا البرنامج الذي امتدت مظلته لتغطي مناطق المملكة المختلفة. وتضمن هذا البرنامج إقامة مجمعات سكنية خيرية في سبع مناطق هي عسير، تبوك، نجران، حائل، مكةالمكرمة، الرياض، المدينةالمنورة تضم نحو ألف وحدة سكنية مؤثثة مع المرافق العامة من مساجد ومدارس ومراكز صحية، ومزودة بكافة الخدمات من طرق ومواقف وشبكات كهرباء ومياه وصرف صحي وهواتف، وقد روعي في تصميم وحدات المشروع خصوصية الأسرة والعادات والتقاليد السعودية، وبتكلفة بلغت أكثر من مائتين وستين مليون ريال. وفي مجال التعليم اهتمت المؤسسة بتطوير أقسام التربية الخاصة بالجامعات والكليات السعودية، ودعم العديد من المؤسسات التعليمية، وبمتابعة دؤوبة من أمين عام المؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، قامت المؤسسة بتشكيل فريق برئاسة المؤسسة يهدف إلى دعم وتطوير برامج التربية الخاصة في الكليات والجامعات السعودية من حيث الكوادر البشرية والمستلزمات المكانية والتجهيزية والخطط الدراسية، وممثل لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وآخر عن وزارة التربية والتعليم. وللمؤسسة اتفاقية تعاون مع جامعة الخليج العربي بالبحرين، تعمل على تقديم منح دراسية للسعوديين (ذكور وإناث) لدراسة الدبلوم والماجستير في تخصصات تخدم التربية الخاصة بإجمالي (44) منحة لمدة (12) عاماً، إضافة إلى دعم المؤثرات والمتلقيات الخاصة والمرتبطة بالتربية الخاصة، وذلك لإعداد متخصصين في مجال تربية ذوي الاحتياجات الخاصة. وهناك اتفاقية للتعاون بين المؤسسة، ووزارة التربية والتعليم تهدف إلى تفعيل برامج التدخل المبكر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطوير آلية برنامج الدمج في مرحلة ما قبل المدرسة، فضلاً عن دعم مشروع وطني ذي مردود إيجابي لهذه الفئات من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطوير استراتيجية برامج الدمج الحالية في وزارة التربية والتعليم لمرحلة ما قبل المدرسة بالعمل المشترك بين وزارة التربية والتعليم، (الأمانة العامة للتربية الخاصة)، ومدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية (مركز تنمية الطفل)، وإعطاء الأطفال فرصة أكبر لإلحاقهم بالمدارس العادية، وتقليل فرص إلحاقهم بالمراكز الخاصة، وزيادة توعية وتثقيف شرائح المجتمع بأهمية تقبل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بدمجهم مع الأطفال العاديين في الروضات والمدارس، وتدريب وإعداد الكوادر العاملة الوطنية في برامج التدخل المبكر، وتحديد الرؤية المستقبلية لتعميم البرامج في أنحاء المملكة تحت مسمى برنامج مدينة سلطان بن عبدالعزيز للتدخل المبكر، وفضلاً عن ذلك، فإنه لم يعقد في مجال التربية الخاصة مؤتمر، أو ندوة، أو ورشة عمل، أو ملتقى إلا وكانت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الداعم الأكبر لأي منها. كما تبنت المؤسسة برامج تعليمية مميزة عبارة عن منح تعليمية في جامعات المملكة المحلية تساهم في تمكين الشباب ذكوراً وإناثاً من التأهيل في مجالات يحتاجها سوق العمل، ومن ذلك جامعة الأمير سلطان الأهلية، وكلية إدارة الأعمال الأهلية، وكلية دار الحكمة. وللمؤسسة عدة مشروعات رائدة لرعاية المعوقين منها النظام الوطني لرعاية المعوقين، ودليل دمج الأطفال المعوقين، والمكتبة الناطقة، وغيرها. أكرر شكري وامتناني، آملاً دوام التواصل. ولسعادتكم فائق تحياتي وتقديري. اخوكم مساعد مدير عام المؤسسة للشؤون الثقافية والإعلامية