دعا الرئيس المصري الموقت عدلي منصور، جموع المصريين بالتوجه يومي 14 و15 يناير الجاري الى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد حرصا على مستقبل الوطن وإكمال الثورة، قائلاً: "أدعو من واقع الإحساس بالمسؤولية للنزول للإدلاء بأصواتكم في الاستفتاء على الدستور لتحقيق مستقبل أفضل، اخرجوا كما خرجتم من قبل في 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013". وأشار منصور في خطاب ألقاه أمس بقصر الاتحادية الرئاسي الى ان هذا الدستور يحترم الإسلام والشرائع الاخرى ويؤسس لدولة قوية عصرية ويوفي بمتطلبات المستقبل. وأضاف ان هذا الدستور يؤسس لدولة تحترم الانسان ويمهد لتحقيق الديمقراطية والبناء التشريعي وسيأتي برئيس منتخب يقود المسيرة، قائلاً "ادعو الله أن يرزقنا برئيس حكيم وأبا للشعب المصري". وأكد الرئيس منصور أن المجتمع المصري يحتاج إلى تجديد في الخطاب الديني، خطاب يتخذ من السنة منهجاً ويحفط القيم الإسلامية وينشر التعاليم السمحة، ويعالج التطرف والفهم المغلوط للاسلام، مطالباً المسلمين باستقاء صحيح الدين من أهله وأساتذته. وأشار إلى أن الدولة لن تألو جهد لتوفير المناخ المناسب للائمة لدعم الخطاب الديني الوسطي، مؤكداً أن من يسفك الدماء له في الدنيا عقاب وفي الآخرة خزي. مفتي مصر: المشاركة في الاستفتاء واجب وطني وإقرار لمبدأ الشورى كما ناشد الرئيس منصور المصريين بعدم الانصياع للأوهام بتعصب أعمى، مطالبا الشعب بالعمل بصحيح الاسلام والاجتهاد في الحياة. وقال الرئيس منصور ان مصر تتعرض لهجمة شرسة داخلية وخارجية تستهدف النيل من مقدرات الوطن، مؤكداً أن "يد الإرهاب الغاشمة تزهق أرواحا طاهرة وتضرب هنا وهناك" لافتا الى أن يد الأمن ستكون حازمة وقوية لتصون الحقوق ولكي يعود الاستقرار. من جانبه دعا الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، المصريين جميعاً المشاركة الفاعلة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، مشيرًا أن المشاركةَ الشعبيةَ الفاعلةَ فِي الاستفتاءِ والإدلاءَ بالشهادةِ والإقدامَ على إعطاءِ الصوتِ واجبٌ وطنيٌّ للنهوضِ بالبلادِ في مختلفِ المجالاتِ. وشدد الدكتور علام في بيان له أمس أن الامتناع عن المشاركةِ يعد سلبية وتقاعساً عن أداء الواجب أو الشهادة، وهو منبوذ في الإسلام. ودعا علام المصريين الى عدم الالتفات إلى محاولات تشويه الدستور وادعاء كونِه مُصادماً للشريعة، إذ لا أساسَ لكلِّ تلكَ الحملاتِ والدعاوَى، لأنَّ هذَا الدستور نبع من وفاق وطني انتهى إليه مُمثلو كافَّةِ شرائحَ المجتمع، وبمشاركة وفد الأزهر، الذي يقف حارساً أميناً على ثوابت الدين، وهوية الوطن. وناشد كافةَ الأطرافِ والقوى السياسيةِ إعلاء المصلحةِ الوطنيةِ، والحفاظ على كيانِ الدولةِ المصريةِ، وتماسكِ نسيجِ المجتمعِ المصريِّ ومراعاةِ أمنِ مصرَ القوميِّ، والعمل على الخروج من حالة السيولة التي يشهدُها الواقع السياسي لحالة أكثر صلابة يستكمل فيها بناء مؤسساتِ الدولةِ، بحيث تمثلُ نقطةَ انطلاق نحو مشهد سياسي أكثر نضجا يحقق آمال الشعب. يتوجَّه أكثر من 50 مليون مصري غداً إلى صناديق الاقتراع للتصويت على مشروع الدستور المعدَّل، آملين بتحقيق استقرار أوضاع البلاد وانتهاء المرحلة الانتقالية المستمرة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي والتي قتل خلالها نحو 1300 شخص وأصيب قرابة 6 آلاف آخرين. وقال أمير سالم الناشط الحقوقي البارز، ليونايتد برس انترناشونال، إن "مشروع الدستور يُحقق ما بين 85% إلى 90% من مطالب الشعب"، معتبراً أن النسبة الباقية المأمولة سيحصل الشعب عليها تباعاً ومن خلال معارك قانونية. واعتبر أنه بمجرد توجّه المواطنين للمشاركة في الاستفتاء على مشروع الدستور فإن مصر تكون قد خطت أول وأهم خطوة على الطريق الصحيح نحو الديمقراطية. وبالمقابل يُبدي قطاع عريض من المثقفين تحفّظات على مشروع الدستور تصل إلى درجة دعوة أجنحة في تلك التيارات إلى مقاطعة الاستفتاء، الذي أُجري للمصريين في الخارج اعتباراً من الأربعاء الفائت وانتهى امس. وتوقَّع محمود عبدالرحيم، منسق اللجنة الشعبية للدستور المصري، في اتصال مع يونايتد برس انترناشونال، أن يكون إقبال المواطنين على الاستفتاء دون ما تأمله سلطات الدولة "بفعل حالة من الاستقطاب الحاد يشهدها المجتمع المصري بين مؤيدي مشروع الدستور وبين معارضيه". وأكملت مؤسسات الدولة كافة الإجراءات لإجراء الاستفتاء بما فيها تأمين نحو 250 لجنة استفتاء عامة وأكثر من 30 ألف لجنة فرعية في جميع أنحاء البلاد، وحذَّر وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم من أي أعمال عنف أو خروج على القانون ستُقابل بكل حزم، واتخذ الجيش والأجهزة الأمنية أعلى درجات تأمين الاستفتاء. كما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة أن نحو 160 ألف جندي من جميع الجيوش الميدانية سيقومون بتأمين الاستفتاء في جميع أنحاء البلاد فيما أعلنت وزارة الداخلية أن مائتي ألف ضابط وجندي سيشاركون عناصر الجيش عملية التأمين، فيما يبدو أنه رد على دعوات متواصلة من جانب "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، بالدعوة إلى التظاهر خلال أسبوع الاستفتاء. هذا ووصل أمس للقاهرة أحمد محمد الجروان رئيس البرلمان العربي على رأس وفد من البرلمان العربي للمُشاركة في مُتابعة الاستفتاء على الدستور.