لأول مرة ومنذ زمن بعيد ينفرد المتصدر، والوصيف في دوري المحترفين السعودي بفارق نقطي كبير اذ يتصدر النصر سلم الترتيب بخمس وأربعين نقطة يليه الهلال ثانياً بتسع وثلاثين نقطة فيما يأتي الأهلي ثالثاً بسبع وعشرين نقطة فقط والتعاون رابعاً بالرصيد ذاته وبفارق وصل لاثنتي عشرة نقطة وهو رقم كبير جداً من الصعوبة اللحاق به لأسباب كثيرة أبرزها التوهج الكبير من المتنافسين النصر والهلال على الصدارة منذ أسابيع طويلة، وتقديمهما مستويات فنية عالية ونتائج إيجابية فضلاً عن حرص كل منهما على عدم التفريط بالنقاط حيث يرغب النصر في تأكيد صدارته والمحافظة على الفارق النقطي، وهي كفيلة بإيصاله لمنصات الذهب مع تقدم أسابيع الدوري، والاقتراب من الأسابيع الأخيرة وهو أمر يلحظه جل متابعي الدوري السعودي على أداء النصر والذي ظهر عليه القوة، والقتالية، والحرص الشديد على عدم التفريط بالنقاط مهما كانت الظروف، ولعل أحداث مباراته أمام الأهلي وتأخره بهدف، ونقص عددي بعد طرد حارسه كفيلة بإيضاح الرغبة النصراوية الملحة والراغبة في تحقيق اللقب بعد غياب طويل، وإسعاد جماهيرهم المتعطشة، والوفية. في الجانب الآخر يظل الهلال جاداً في منافسته للنصر ومحاولة تضييق الخناق عليه بتحقيق عديد من الانتصارات المتتالية على أمل تعثر النصر في أي من مواجهاته المقبلة حتى تكون منازلة الفريقين قبل ختام الدوري بثلاثة أسابيع تكون فيه الفرصة متاحة للهلال لقلب الطاولة، وتبديل المراكز، هكذا هي أماني الهلاليين، وتطلعاتهم وكرة القدم عودتنا على عدم حسم الأمور حتى صافرة النهاية. المنافسة الشرسة بين الجارين كفيلة بخلق أجواء رياضية ماتعة أسعدت المتابعين، وأسهمت في عودة الكثير من الجماهير الغائبة ولكنها حتماً ستزيد من الفارق النقطي بينهما وبين الفرق التي تأتي خلفهما في ظل التباعد الكبير، والتعثر المتوقع للثلاثي الذي يأتي خلفهما وهم الأهلي، والتعاون، والشباب الأمر الذي سيجعل المنافسة بين الثلاثي فيما يظهر على حجز مقعد آسيوي فقط بعد أن طار الجاران بالمقعدين الأولين، وتبقى المقعدان الثالث، والرابع، والمنافسة فيه متاحة حتى لفرق أخرى قد تأتي من الخلف، وتخترق الصفوف، وتخطف المقعد المتاح.