أقل ما يقال عن الفيديو كليب المشترك الذي قدمه علي عبدالستار والبحريني أحمد الجميري قبل أيام إنه فضيحة ذوقية لا تليق أبداً بتاريخ الفنانين ومكانتهما في الساحة الخليجية. الكليب عبارة عن مزيج أغانٍ قديمة للمطربين إلى جانب أغانٍ لأكرم ماق وطلال خريس تم دمجها وإعادة توزيعها بشكل جديد ذي طابع شبابي راقص!. لا ندري ما الذي أراده علي عبدالستار بكليب مثل هذا؟. سنوات طويلة قضاها ركضاً في ساحة الغناء الخليجي منذ بروزه في افتتاح بطولة الخليج الرابعة لكرة القدم. كان يمثل قطر نوعاً ما بعد رحيل الفنان فرج عبدالكريم، وكان رمزاً فنياً لدولته، وبعد هذا العمر وهذا التاريخ يفاجئنا بكليب مسيء مع المطرب البحريني القدير أحمد الجميري الذي قال عنه القدير عبدالكريم عبدالقادر: "عندما أسمعه أشم رائحة البحرين لعبق ما يقدمه من أصالة وفن راق". علي عبدالستار منذ أن غاب عن الساحة وهو يحاول أن يعود من جديد نشيطاً ومؤثراً.. وليته لم يعد وتركنا نحتفظ في أذهاننا بذكرى طيبة عنه وعن بعض أعماله القديمة. هذا الديو المشترك الذي احتوى أغنيتي "استر يومي- وتو النهار" لا يليق بالفنانين؛ خاصة الجميري وجمال ما قدمه من أعمال خالدة ليومنا هذا، أما عبدالستار والذي يحاول كثيراً منافسة الشباب القطريين "فهد الكبيسي وعيسي الكبيسي"؛ وهذه ليست الأولى له، فقد قدم قبلها كليب "هيا تعال" من ألبومه الأخير وقدم فيه أفكاراً مخجلة وتنسف مشواره القديم. مثل هذه الأعمال لا تليق بعمره وبقيمته عند القطريين، هناك في الدوحة، يقولون: "إن علي أصبح يُسيء لنفسه أكثر مما يسيء للأغنية القطرية والتي أصبحت تعتمد على الشباب الثقات". والغالب أن عبدالستار "ورّط" الجميري وجعله يظهر بهذا الشكل المخجل. علي عبدالستار ضيع فرصة عودته للساحة بعد مشاركات متعددة في مهرجانات الأغنية التي تقام في الدوحة، هذا "العك" والتشتت العام عند عبدالستار يؤكد أن إدارة أعماله ومشاريعه الخاصة تؤثر عليه. وحتى ندرك حجم أزمته فلنحاول أن نتخيل أن من غنى "غرقان أنا بالهوى" و"دع الأيام تفعل ما تشاء" و"يقول المعنى" و"يا ناس أحبه"، هو نفسه من قدم الكليب الأخير السخيف والمخجل. أكثر من ثلاثين عاماً ضاعت بفكرة مراهقة عنوانها تجديد القديم ومزجه مع الراب. قيل قبل سنوات "إذا ذكرت قطر ستذكر علي عبدالستار" الذي كان بدون شك ناقلاً للثقافة القطرية عبر الأغنية، لكنه أفسد كُل ما بناه سابقاً. وهناك من يقول إن خطوته هذه لم تكن لتكون إلا بعد "زلة" محمد عبده "فنان العرب" في كليب أغنية "وحدة بوحدة" التي صوّرها بشكل سيىء أضر بتاريخه، حيث منح محمد عبده بهذا التوجه الجديد للنجوم القدامى فرصة العودة "الشبابية" ومنحهم جرأة أكبر على الانسلاخ من ماضيهم الكبير، لكن إذا ذكرنا أن علي عبدالستار قدم كليباً سيئاً قبل كليب "وحدة بوحدة"، ثم أتبعه بكليبه الأخير المخجل، فإن محمد عبده ليس بذلك التأثير على الفنان القطري الذي اختار أن ينسف تاريخه بإصرار وبملء إرادته ودون تأثير من "سقطات" منافسيه، وفنان بهذا الوعي "المراهق" لن نتحسر عليه بقدر الحسرة على فنان عريق وأنيق وكبير مثل أحمد الجميري. علي عبدالستار أحمد الجميري