ليس غريباً أن تجد في الشارع في بعض الأحيان "مشادة" بين زوجين؛ بسبب أنّ الرجل "عيونه زايغة"، حيث يتهم كثير من النساء الرجال بأنّهم دائمو النظر في الأخريات، وأنّهم ينظرون إلى أي امرأة تلمحها أعينهم، سواء كانت لافتة للنظر أم لا، حتى لو علموا أنّ زوجاتهم يتضايقن من تلك النظرات، وقد تم وصف مثل هذا الرجل في مختلف البلدان العربية بصفات كثيرة منها: "عينه لبرا" أو "الرجل البصباص" أو "عينه بيضا" أو "عينه طويلة" أو "نفسه خضرا"، بينما قد يرى بعض منهن أنّه لا مفر من ذلك، وقد تتعايش أخريات مع هذه الحالة، بينما تجد منهن أنّه من الصعب القبول بالأمر الواقع. عيون زائغة وكشفت "هند" - معلمة مضى على زواجها ثلاث سنوات - أنّها تزوجت بشكل عادي جداً، حيث تقدم شاب لخطبتها، وبحكم كونه مناسبا لها وافقت، معتبرة أنّها كانت محظوظة، حيث كان زوجها متفهماً، ومتعاوناً، ويشعرها دائماً بحبه، لكن فيه خصلة قبيحة، إذ هو دائم النظر إلى الفتيات الجميلات، مبيّنةً أنّها اكتشفت ذلك أثناء جلوسهما معاً في مشاهدة برامج الفضائيات أو السهر معاً لمتابعة الأفلام، إذ يعبّر صراحة عن مدى جمال الممثلات أو المذيعات من دون احترام لمشاعري. وأضافت أنّها أحياناً تغضب وتذهب إلى غرفتها حزينة، وفي بداية الزواج كان يركض ليعتذر، ويبرر أنّه ما عبّر عنه مجرد كلام، حيث كل رجل يشاهد الجمال، لافتةً إلى أنّها مع الأيام تعودت وأصبحت لا تهتم بما يقوله، ولا تعير كلامه اهتماماً، وصار الأمر عندها عاديا، حتى أنّها أخبرت شقيقتها بالأمر، وردت ضاحكةً: "لا يهمك تراه كلام في الريح". ذكرى ضاحكة واعترفت "سهام" - مضى على زواجها أكثر من خمس سنوات - أنّ زوجها يحب مطالعة النساء والفتيات ولا يحترم مشاعرها، لكن مع الأيام اكتشفت أنّها ليست الوحيدة، فكل الازواج يفعلون ذلك، إذا لم يفعلوها داخل البيت وهم يشاهدون الجميلات في التلفزيون أو حتى عندما يخرجون إلى الأسواق، فهم يفعلونها بينهم وبين أصحابهم في سهراتهم بالاستراحات عندما يتابعون الأفلام والمسلسلات، مضيفةً: "منذ الشهر الأول لزواجنا وعندما كنا نقضي شهر العسل في تركيا، لاحظته وهو يتابع فتاة جميلة كانت معنا في التلفريك، طوال الوقت وعينه مصوبة نحوها، حتى إنني شعرت بأنّه يبدي تعابير إعجابه بجمالها بصورة خافتة، وكنت لحظتها أتمزق في داخلي". وأشارت إلى أنّها من فرط غيرتها على زوجها آنذاك لم تكن تشتهي أكل شيء، إلاّ أنّها تغيرت نظرتها بعد أن اكتشفت أنّ زوجها لم يكن الوحيد الذي ينظهر للجميلات، موضحةً أنّها عاتبته بالتلميح، وحتى اليوم كان ذلك الموقف ذكرى ضاحكة لهما. تقبل الوضع وذكرت "فايزة" - معلمة - أنّها لم تفكر أبداً أن تترك زوجها، على الرغم من الإهانات التي تتعرض لها بسبب مطالعته للنساء والفتيات الجميلات، حتى إنّه يحتفظ بمجموعة كبيرة من صورهن على صفحته في "الفيس بوك"، موضحةً أنّها حينما عاتبته بأنّ هذا السلوك غير مناسب لرجل متزوج ولديه أولاد، كان يرد بأنّ هذه مجرد صداقات عابرة، يتبادل معهن التعليقات والآراء، ولا يرتكب جريمة، حيث هذا عصر الانفتاح والثقة. وأضافت أنّه صرح لها أكثر من مرة بأنّ هذه طبيعته، فهو يحب الجمال، ويحرص على مشاهدته، ودائماً ما يردد على مسمعهما: "الله جميل يحب الجمال"، منوهةً بأنّها مع الأيام تقبلت الوضع، وفكرت بعقلانية، خصوصاً ما دام أنّه لا يتجاوز حدود المطالعة والإعجاب فهذا أفضل من زواجه بأخرى!، لذلك خففت من حدة معاتبته، ولو عبر أمامها عن إعجابه بممثلة أو فتاة جميلة، تتحسب عليه؛ لأنّها لا تريد أن تخسره، فهو زوج لا عيب فيه إلاّ هذه الخصلة، التي تثير غيرتها وحيرتها. نوع حساس وبيّنت "شيخة" - موظفه متزوجة لها عدة سنوات - أنّ تصرفات الزوج تؤثر سلباً في زوجته، خصوصاً إذا كانت من النوع الحساس الذي يتأثر من أي تصرف تراه غير مقبول، مضيفةً: "أذكر أنني في شهر العسل سافرت مع زوجي لمدة أسبوعين إلى الإسكندرية وشرم الشيخ، وبصراحة لاحظت أنّه يضع على عينيه نظارة سوداء، واستغربت استعماله لها؛ لأنّ الجو لطيف، والشمس غير حارة، فسألته، فقال: أشعر بحساسية في عيني يمكن الجو، سكت رغم أنني لم أكن مقتنعة لتبريره، وبعد أيام اكتشفت أنّه كان يطالع الفتيات، ويخفي عينيه وراء نظارة سوداء". وأشارت إلى أنّهم بعد العودة لا حظت أنّه يهتم كثيراً بالبرامج التي تظهر فيها فتيات حسناوات، خصوصاً صاحبات تمثيل الدلع والحركات المثيرة، التي تهدف إلى إغراء الرجال لمتابعتها، منوهةً بأنّه عبر مرة عن إعجابه بإحداهن، وكادت ان تصرخ في وجهه، إلاّ أنّها دفنت صرختها بين أحشائها، مبيّنةً أنّهم يعيشون في سعادة على الرغم من بعض التصرفات غير المقبولة من زوجها، مشددةً على ضرورة أن تتحمل المرأة عيوب زوجها. طلاق وفراق وأوضحت "نعيمة" أنّها امرأة حساسة جداً لم تتحمل تصرفات زوجها وعيونه الزائغة دائماً، إذ لم تمض سنة على زواجها إلاّ وهي في بيت أهلها، حيث لم تقبل كلماته المعبرة عن إعجابه لامرأة أو فتاة شاهدها في التلفزيون أو الإنترنت، مضيفةً: "لقد سافرت معه إلى دبي قبل طلاقنا بثلاثة أشهر، وهناك رأيت منه العجب، تصرفات مراهق، فكان يطارد الحسناوات في الأسواق، وحتى مقهى الفندق، على الرغم أنّي معه، بل إنّه وبكل وقاحة طلب مني أن أتعرف إلى فتاة كانت معنا في الفندق؛ لأنّه أعجب بها، ويريد أن تكون مسوقة في الشركة التي يعمل بها، لما تمتاز به من حسن مظهر، وإجادة للغة الانجليزية، ولكونها من ذات المنطقة التي كان للشركة فرع فيها، ويعد ذلك فرصة خاصة عندما علم بأنّها خريجة ولم تتوظف بعد.. كلام غير منطقى وتبرير ممجوج، دفعني لأنسحب إلى غرفتي في الفندق حزينة باكية". وأشارت إلى أنّها أيقنت من لحظتها أنّ الرجل غير سوي، وأنّه يخلق المبررات للتعرف إلى الفتيات، لدرجة أنّه "ينخاف منه"، ولا يمكن ان تأمنه على مستقبلها، وما هي إلا أشهر واستطاع إخوانها إقناعه بطلاقها من دون "شوشرة" ومشاكل، خصوصاً أنّهم علموا من خلال حسابه في "الفيسبوك" مدى حقارته ونذالته، موضحةً أنّها الآن مخطوبة وستتزوج لاحقاً. مرحلة مؤقتة وقالت "نهله العبدي" - اخصائية نفسية - أنّ الرجال ليسوا متشابهين في الطباع والسلوك، ولكل إنسان طبيعته وما يتميز به من صفات البعض، قد تكون لديه الشجاعة أن يعبر عن هذه الصفات سواء كانت سلبية أم ايجابية، بشكل مباشر وبصورة عفوية، وهناك من يعبر عن ذلك بطريقة سرية، بمعنى ليس لديه الشجاعة أن يراه الآخرون في تلك الحالة، مبيّنةً أنّ هذا الأمر ينسحب على الأزواج، فبعضهم يكشف نفسه ويبدي إعجابه بجمال امرأة ما مباشرة وبشجاعة قد تكون مؤلمة لزوجته، لو كانت بجانبه لحظتها، وهناك من يمارس ذلك سرياً، مثل الذين يتزوجون بالسر وغيره، والعكس صحيح. وأضافت أنّ المرأة الحكيمة هي التي تصبر وتتحمل؛ لأنّ هذه الأمر سوف يتلاشى مع الأيام، وبعدها "لا يصح إلاّ الصحيح"، فالزوج عندما تمضي به الأيام ويصل لمرحلة عمرية تختفي منه كثير من الصفات التي كان يمارسها فيما مضى من زمن. بعض المتزوجين لا يتحكمون برؤية النساء الجميلات رجال لا يفوتهم زول المرأة حتى ولو كانوا على مائدة الطعام الزوج المعاكس مراهق لم ينضج بعد تبرير النظرة إلى الجمال ليس مسوغاً أمام الزوجة