مما لا شك فيه ان الإنسان يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه وان الإنسان يؤثر ويتأثر وهذا يؤكد بأن التقليد طبع جُبل عليه الإنسان، فعندما يقلد الإنسان الشخص ويتبعه فإنه يعتقد بأن الحقيقة فيه. إن التقليد يلعب دورا هاما في حياة الانسان وشؤونه الخاصة والعامة كما ان الطفل اكثر ثاثيراً وتقليداً من الشخص الراشد لأن الطفل يفتقد الخبرة ومعلوماته محدودة وعندما يكبر الشخص يكون اقل تأثراً. إن التقليد نوعان يشتمل عليها الاول التقليد الناجح الذي يتطلب من الشخص الجد والاجتهاد ويكون المطلب الذي منه يُحقق النجاحات والطموحات والنوع الثاني تقليد أعمى والمسمى بالقالب الفارغ الذي ينتج شخصية ضعيفة لا يمكن ان تحقق ذاتها ومعدومة الثقة. ان التقليد الأعمى هو ان يتأثر الشخص تأثراً شديدا بالآخرين بلا منهجية واضحة وعقائد مزيفة وافكار هدامة فيتشبه بهم في الملبس والمشرب والعادات والمفاهيم ويعتقد انه امتلك منزلة عالية ونجاحا باهراً ولم يعِ بأنه يحاول تعويض النقص بالتقليد ويتحقق لديه درجة من الرضا والاطمئنان النسبي. ان التقليد الاعمى الذي يلهث الناس وراءه. من تبعية في الازياء العارية او من المفاهيم المزيفة او من الصيحات العالمية الغريبة او الدعايات الاعلامية المغرية آفة تهدد المجتمعات المحافظة ومزيلة للقيم الدينية والاجتماعية وتتحول المجتمعات لمجتمعات مزيفة ويتحول المجتمع المنتج والمطور المبتكر الى مجتمع لا يفعل سوى الاستهلاك. ان بعض العادات غير اللائقة التي أَخذت من مجتمعات أخرى لقيت رواجا اعلامياً وظهوراً واضحاً اكثر من العادات النبيلة والمتميزة الموجودة عندنا والموجودة في القدوة الصالحة التي تمثل دوراً هاما في المجتمع ونموذجاً مشرفاً. وقد اصبح البعض مهتماً بالتقليد وما يتجدد في بعض الازياء او بعض الصيحات وأهمل الجانب الديني والفطري ودون ادراك لما ينتج وما يحصل وأن صفة تدل على الانهزامية والتبعية البحتة. وأخيراً... لابد من أن نقتدي بقدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وان يبحث الإنسان عن ذاته ويطورها ويبتعد عن التقليد الاعمى الهش وان نسعى للأفضل والأحسن دائماً.