تحدثنا في الاعداد السابقة عن البرمجة اللغوية العصبية في خمس مقالات، وقطعنا الأسبوع الماضي الحديث عن البرمجة اللغوية العصبية، وها نحن نعود مرة أخرى في حلقة سادسة عن البرمجة اللغوية العصبية. كنا قد تحدثنا في الحلقة الخامسة عن مصادر للبرمجة الذاتية، وتحدثنا عن مصدرين هامين هما: الوالدان والمدرسة، ونستكمل هنا بقية المصادر وهي كالتالي: المصدر الثالث: الأصدقاء للاصدقاء في حياة الشاب والفتاة تأثير كبير جداً، خاصة في مرحلة عمرية معينة، وهي الفترة التي يطلق عليها فترة الطفولة وكذلك المراهقة من سن الثامنة حتى سن الخامسة عشرة وكذلك من الخامسة عشرة إلى الحادية والعشرين، وهما فترتا الطفولة والمراهقة. ففي هاتين الفترتين يتأثر الانسان برفاقه واصداقائه، وكثير من العادات التي يكتسبها الشخص تكون في هذه المرحلة العمرية، خاصة أن المراحل الدراسية يكون الشاب والفتاة مولعين بتقليد الطالب أو الطالبة المسيطرين في الفصل الدراسي، والذين لهما مكانة أو الطالب الذي يحترمه او يخافه الآخرون.! ثمة احيان تكون هذه الفئة من الطلبة هي الفئة المنحرفة ، ويكونون ممن يدخنون أو يتعاطون المخدرات، لذلك فكثير من الشباب أو الفتيات الذين وقعوا في براثن التدخين او شرب الخمور او تعاطي المخدرات كان السبب في ذلك تأثير رفقاء الدراسة في هذه المرحلة العمرية، وبعد ذلك يستمر هذا الشخص في تعاطي المخدرات او الاستمرار في التدخين، رغم ان البداية كانت لمجاملة زملاء واصدقاء في المدرسة او خارج المدرسة، وفي البدء قد لايستسيغ الشاب او الفتاة التبغ ويسبب له التدخين صداعا أو غثيانا لكن بتشجيع من هؤلاء الاصدقاء وطمأنتهم بأن هذه الاعراض للتدخين سوف تزول بعد فترة وجيزة من الاستمرار في التدخين.. وهكذا يعتاد الشاب على واحدة من أسوأ العادات الاجتماعية والصحية وهو إدمان النيكوتين. والتدخين بقدر ماهو ضار صحياً بشكل قاطع الآن، ويسبب الكثير من الامراض العضوية مثل أضطرابات القلب، والحموضة في المعدة وامراض أخرى كثيرة، فكذلك التدخين عادة إجتماعية سيئة خاصة للفتيان والفتيات في سن مبكرة، حيث بعض الشباب ليس له دخل ثابت ويدخن سجائر غالية الثمن ولا يستطيع توفير هذه المبالغ، وربما لجأ إلى أخذ أغراض من المنزل لبيعها كي يشتري التبغ، وهذه تكون بداية الإنحدار إلى الهاوية التي قد تقود الشاب او الفتاة إلى الخمور والمخدرات والجميع يعلم ماهي المخدرات وماهي الاضرار الاجتماعية والصحية لتعاطي المخدرات والادمان عليها.. فالادمان طريق- غالباً- في إتجاه واحد، ينتهي إلى الهلاك..! لذلك يمكن للشخص الذي يتعلم البرمجة اللغوية العصبية أن يفهم كيف وقع في هذه المشاكل الخطيرة عن طريق البرمجة اللغوية العصبية و ربما يستطيع مساعدة نفسه. المصدر الرابع: الإعلام الأطفال والمراهقون يقضون أوقاتا طويلة أمام جهاز التلفزيون، ففي دراسات متعددة في بلدان متعددة وجد أن الشباب يقضون مابين 35 إلى 45 ساعة أسبوعياً أمام التلفزيون، وهذا وقت طويل بكل المقاييس، لذلك يلتقط الشاب أو الفتاة الكثير من السلوكيات والعادات من مايشاهده في التلفزيون، خاصة من الاشخاص الذي يعجب بهم ويعتبرهم قدوة له. فاذا رأي الشاب او الفتاة الممثل او المطرب المفضل له (للأسف اصبح الآن المطربين والممثلين ولاعبي كرة القدم هم القدوة عند الشباب والفتيات..!)، يقومون بسلوك معين فإنه يسعى لتقليده، واذا ظهر أو ظهرت هذه القدوة بملابس معينة فإن الشباب سوف يقلدون ملابس هذا النجم حتى وإن كان لايتناسب مع مؤهلاتهم، وأقصد بذلك قد يكون مايلبسه هذا النجم يتناسب مع الشخص النحيل ولايليق بالشخص البدين، ولكن التقليد الاعمي يجعل الشاب يلبس مالا يليق به. المصدر الخامس: انت نفسك: تحدثنا عن المصادر الأربعة والآن نتحدث عن المصدر الخامس وهو البرمجة الذاتية النابعة منك انت شخصياً، فما تضعه أنت في ذهنك عن نفسك هو ماسوف تجنيه.. فاذا غرست في نفسك بأنك إنسان تعيس وحيد أو شخص يعيش حياة زوجية فاشلة أو انك انسان لاتصلح لأي عمل قيادي أو أي مسؤولية فسوف يؤثر ذلك عليك وتجني في نهاية الأمر هذه الافكار السلبية التي وضعتها عن نفسك، وسوف يترتب على ذلك سلوكيات سلبية مثل اللجوء إلى الخمر أو الإفراط في الأكل مما يسبب الكثير من المشاكل.