أبدى البعض من المراسلين والصحفيين والإعلاميين في المجال الرياضي تواضع الفكر والإلمام الفني في كرة القدم، فقد اتضحت ضحالة ثقافتهم في اللعبة من خلال الطرح والأسئلة الاستفسارية للضيوف سواء في المؤتمرات الصحفية للمدربين أو أثناء اللقاءات الخاصة باللاعبين بعد المباريات وحتى في البرامج الحوارية الرياضية، إذ تنحى الأسئلة منحنى لا يتعلق بالأمور الفنية وتطرق الجانب الآخر البعيد عن الخطط والمهام التكتيكية ذلك لإثارة المشاكل وزيادة درجة الاحتقان في الشارع الرياضي لتغطية القصور في المجال، وهو ما قد يؤثر سلبا في العلاقات الاجتماعية بين المتابعين، فسؤال المراسلين الصحفيين والإعلاميين للمدربين أثناء المؤتمرات الصحفية قبل وبعد المواجهات الدورية عن لاعب محدد بعدم إشراكه في المباراة، والاستفسار عن تأثير لاعبين غادروا المعسكر، والرأي عن ردة فعل لاعب أساء السلوك، والبحث عن قضايا خارج المستطيل الأخضر كالمشاكل الإدارية، الأسئلة التي تكون مدعاة لضجر وتهكم المدربين دليلا على ما ذكر. كما أن تخصيص برامج تلفزيونية وإذاعية "رياضية" لا تناقش الجوانب الفنية وما يقدمه اللاعبون على أرض الملعب إذ تبحث عن المشاكل الإدارية و"المهاترات" اللا مسئولة في الوسط والمتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي إظهارها للمشاهدين لتأجيج فتنة التعصب، كان من الأجدى السكوت عنها لإخمادها ووأدها في وقتها وترك ما يتطلب المحاسبة للجهات المعنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم للبت فيها وحلها. كل هذه الأساليب في تعاطي بعض "المنتمين" للإعلام الرياضي تعد طريقا للخروج من سطحية الإدراك في الأمور الفنية من باب التشويش الإعلامي هروبا من الإحراج المهني، وأدت إلى ظهور دخلاء على الرياضة وكرة القدم تحديدا تبوءوا صروحا ومنابر في الوسط، مكانهم الصحيح المدرجات وخلف شاشات التلفاز على أفضل حال، فتواجدهم بمحتواهم الفكري ساهم في تراجع مستوى كرة القدم لدينا.