منذ إعلان تسنم الأمير خالد الفيصل زمام وزارة التربية والتعليم أمطرت مئات الآراء من سماء وسائل الإعلام المختلفة وشبكات الإعلام الاجتماعي حيال قضايا التربية، وقد تعددت نوعية الطرح ما بين فريق بالغ في التصورات المستقبلية، وفريق آخر لازمه التشاؤم غير المبرر المُصر على أن هذه الوزارة ستستمر في عدم مُحَالفة النجاح. وربما غاب عن المتشائمين بأن الوزير الفيصل هو أمير التفاؤل فأين هم من خلق التفاؤل الفكري لقدومه المبارك- إن شاء الله-، كما ان المنطق يفرض علينا الانتظار لاستشراف التحول المنشود، بعيدا عن استعجال المبالغين مِمن عُرفوا بقلب طاولة توقعاتهم ليتحلوا إلى ذامين كما جرت العادة في تغييرات وزارية سابقة، مما يستوجب تذكير كلا الفريقين بأن التجارب الإدارية الماضية لسمو الوزير - وبخاصة فيما يتعلق بنجاحاته الباهرة في إدارة الحج- أثبتت دون أدنى شك بأن سموه يعد مدرسة في القيادة الإدارية التي تنطلق من قناعات إسلامية متيقنة بأن لا مستحيل مع طموحات الإنسان السعودي المعتز بدينه ثم المخلص لمليكه ووطنه وبالتالي فلا مستحيل في أن نجعل تعليمنا يحلق نحو العالم الأول باستكمال المشاريع التنموية التربوية والتعليمية التي بدأها وزراء سابقون وأضاف عليها سمو الوزير الأسبق الأمير فيصل بن عبدالله منها ما رأى النور ومنها ما هو على وشك عبر جهود متواصلة بعضها تخطت العقبات والبعض الآخر لا يزال يحاول، والمسؤولية في ذلك مشتركة بين سندان عدة وزارات وقطاعات خاصة وبين مطرقة مجتمع وإعلام قد لا يرحمان. إذاً فإشكاليات هذه الوزارة تراكمت طيلة سنين مضت، وتحتاج لاستكمال الفعل التطويري التراكمي أيضاً فلا نبخس حقوق الجهود الحالية ونحبط أعمالها، ولنتفاءل بقدوم أمير التربية الذي سَيُسْعدنا بمشاهدة صبغته الفيصلية القيادية لتذليل أي صعوبات في مسيرة التطوير والتنمية، ولنحث أبناءنا على هذا التفاؤل فهم أولى الناس به، لا سيما وأن الوزارة تمتلك كفايات على قدر عال من التأهيل العلمي والطموح المتحفز في عدة مواقع؛ فهناك نائب الوزير الدكتور خالد السبتي صاحب العقلية التقنية التي أسهمت في أتمتة الكثير من منظومة العمل التربوي والإداري الداعم لمشاريع مجتمع المعرفة؛ وهناك أيضاً النائب لتعليم البنين الدكتور حمد آل الشيخ ذو العقلية التخطيطية الاستراتيجية التي تبدأ مبادراتها التطويرية النهضوية من الميدان التربوي برؤية تحرص على الكفاءة والجودة؛ وهنالك آخرون كُثُر لديهم المزيد من الدافعية للإنجاز المثمر. ماذا لو: ركز الجميع على طرح الحلول مباشرة أثناء تعاطيهم الفكري لقضايا التربية والتعليم باتزان هدفه الارتقاء بطلاب وطالبات أطهر بلد لتكون المخرجات التربوية والتعليمية على مستوى طموحات القيادة الحكيمة، لأن أمير الإرادة الفيصل عرف عنه التفكير دائماً في إطار الحل ؛فلنعينه بالدعاء وبالفكر الإيجابي. *إعلامي وباحث تربوي ونفسي في قضايا الأمن الفكري