جاء تدخُل الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتشكيل لجنة لتقصي حقائق الأمور المالية في نادي الاتحاد خطوة تأخرت كثيراً أمام ما يحدث من توالي الادارات في كل موسم، ما بين مكلفة "تدار من الخارج" ومنتخبة لا تكمل مدتها القانونية وترحل بعد ضغوط واستهداف من داخل البيت الاتحادي مع الأسف، وذلك بعد الانحدار الذي يشهده النادي كأحد أبرز الأندية ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى القاري، استبشر بهذه الخطوة وباركها كل الاتحاديين المخلصين الذين كلّوا وملّوا وهم يشاهدون ناديهم يمضي يوماً بعد آخر تحت وطأة الفوضى المالية، التي كبلته ووضعته على حافة نفق أشدّ ظلمة حتى أصبح "اللي ما يشتري بتفرج" على سيناريوهات يقودها منتفعون مما يحدث ظاهرها الغيرة على مستقبل النادي وباطنها استمرار الوضع القائم الذي يخدم مصالحهم!. وفي الحقيقة إنني لستُ متفائلاً بالنتائج التي ستخرج بها هذه اللجنة (المكررة) لعدة أسباب منها: أن نتائج البحث والتحري مهما كانت ستكشف حتماً تورط إدارات سابقة، وهذا يعني أنها ستكون إدانة واضحة للجنة المشرفة على نتائج تسليم وتسلم النادي؛ لأنها صادقت على سلامة موقف الإدارات المتعاقبة مالياً وتنظيمياً، وتبرئتها من خلال الجمعية العمومية "غير العادية" من دون أن تبدي اعتراضاً أو مساءلة قانونية لحقيقة موقفها من الأخطاء التي حدثت خلال فترتها. الأمر الآخر والأهم: أنّ أيّ قرار سيتم اتخاذه بوجود تجاوزات سابقة سيكشف هذا التورط للادارت السابقة سيدين لجان مماثلة تم تشكيلها في وقت سابق من خلال شكاوى شرفية وخرجت في نهاية التحقيق من دون أن تصدر بياناً تفصيلياً لحقيقة ما توصلت إليه ويبدو أنها سجلت ما وجدته ضد مجهول وبالتالي فإن موقفها أمام الرأي العام لا يقل خطورة عن موقف المتجاوز نفسه لأنها التزمت الصمت وهذا مصدر تشاؤمي من نتائجها النهائية التي أتوقع ان لا تُعلن!! التقرير الذي نُشر في جريدة الرياضية بعنوان: "الاتحاد في سنوات الضياع" وضع كثير من علامات ترقيم اللغة العربية أمام المتابع ويجب أن يؤخذ من قبل هذه اللجنة ويكون بمثابة خريطة طريق في مهمتها التي كُلفت بها إذا ما أرادت اجتثاث المشكلة ووضع نهاية لما يحدث من فوضى تنظيمية مالية، لكي لا تشجع على استمرارها مستقبلاً ويصبح النادي مطمعاً لهواة الفوضى للقفز على مكتسباته، وأهم ما يجب التركيز فيه ليكون بداية لكشف الحقائق الغائبة هو: أين ذهبت مستندات كثير من المداخيل والمصروفات والعقود في عهد ادارات سابقة كانت سببا رئيساً بضياع كثير من مكتسبات النادي؟!! الجماهير الاتحادية القلقة على مستقبل النادي طالبت وما زالت تطالب وبح صوتها من خلال المدرج وفي مواقع التواصل الاجتماعي بأن لا يكون مصير نتائج هذا اللجنة كمصير نتائج اللجان السابقة، ويجب كشف الحقيقة كاملة والتشهير بأسماء المخالفين مهما كانوا ليكون ذلك درساً لمن يحمل أمانة قيادة النادي مستقبلا وبالتالي اعادته الى الواجهة كأحد أهم ركائز الرياضة السعودية.