يرى الكثير من الاتحاديين الحقيقة حول أوضاع ناديهم المرهق بالديون والمُتعب من الأزمات ولكنهم يتجاهلون ذكرها ووضع اليد على الجرح الغائر الذي أسقط الفريق ووضعه في مركز ومكانة لاتليق به، لاتدري هل هم مجبرين على ذلك، أم أنهم يفعلونه لا إراديا، يحكي تقرير الزميل محمد العاصمي في صحيفة الرياضية أمس (الجمعة) كيف بدأت الأزمة ومن المسؤول عنها، تقرير يهم كل اتحادي غيور ويكشف بدقة تلك الإدارة التي أوهمت الاتحاديين والشارع الرياضي بأنها جاءت لتطوير النادي والرياضة، قبل أن تكون نتائج عملها مضرة بالاتحاد قبل كل شيء، قالت إدارة منصور البلوي إنها ستخطف نجوم الأندية المنافسة، وأنها تتمنى تدمير الأهلي، دغدغتهم وأوهمتهم بعقد ال100 مليون ريال، وغاب عن ذهن جماهير الاتحاد أن هذه الإدارة ستدمر ناديهم لاحقا، كان "الداعم" وحده يصرف على "العميد"، وكان الثناء يذهب إلى هذه الإدارة، ومكّنها من تكريس مقولة (أنها هي من يدعم)، صمت العضو "الداعم" وعدم خروجه الإعلامي على الرغم من ملايين الريالات التي ضخها في خزينة الاتحاد ويقال إنها تجاوزت نصف المليار ريال، وبمجرد أن ابتعد غاب الدعم، ولم يقدم "حلال المشاكل" كما يتوهم البعض لحل أي مشكلة واحدة باستثناء تحركاته التي تتم على طريقة الصلح من أجل تأجيل اللاعبين لمطالبهم في وقت مضى، حتى "صفقات السوبر" التي وعد بها لم يراها أحد. تأليب إعلامي وجماهيري ضد أي إدارة تحاول إصلاح الخلل.. والمحرض يقبع خلف الكواليس الزميل العاصمي بتقريره المميز وضع الاتحاديين المحبين لناديهم والغيورين على سمعته على المحك وأمام الحقيقة المرة، وكيف بدأت مشاكله ومتى؟ وعلى الرغم من ذلك يصر الإعلام المجبر على تغييب الحقيقة أن أزمات النادي الكبير بدأت في عهد الإدارات التي جاءت بعد إدارتي منصور البلوي والمهندس جمال أبوعمارة، والأخيرة تعتبر "إدارة ظل" تحركها الأولى، هذا التقرير كشف لنا من المتسبب في مشاكل نادي الاتحاد المالية والإدارية التي بدأت منذ عام 2005، خطاب السفارة السعودية في اليابان بعدم تسديد البعثة بعد المشاركة في كأس العالم للأندية مليون دولار، ثم الديون التي وصلت أروقة (الفيفا) في عهد إدارة منصور البلوي وأعلنها رئيس لجنة الاحتراف حين ذاك الدكتور صالح بن ناصر عبر بيان تفصيلي أشبه بالإنذار والتأكيد أن هناك خطرا بانتظار النادي، كل هذا حدث وسط صمت مطبق من رعاية الشباب واتحاد الكرة، الذين لم يدركا المستقبل جيدا وخطورة مدارات الإدارة الاتحادية في ذلك الوقت والتكتم على تصرفاتها، كانت تعبث وتسوّف في حل القضايا والأزمات وتحرج الجهات الرسمية، كان خلفها إعلام مجيّش يدافع عنها ويمكيّج جميع تصرفاتها السلبية، لم يكون صادق مع نفسه أولا ومع الكنز الحقيقي للنادي (جماهير الاتحاد) التي كان يستغل عواطفها بأرقام النجاحات التي لم تتحقق لولا ملايين "الداعم"، حتى صور أن تلك الإدارة التي ورطت "العميد" ليس قبلها ولابعدها، لم يدركوا أن النادي الكبير يدفع ثمن عملها السيء، هذه الجماهير لم يصارحها أحد ويكشف لها العلة الحقيقية والمتسبب فيها لذلك استمرت في تصديق أن العلة في عهد الإدارات اللتي جاءت بعدها. ولو كان هناك حزم وجدية ومعالجة صحيحة لمشكلة نادي الاتحاد التي تسببت بها إدارة منصور البلوي كالمعالجة الحازمة والسريعة "قضية كالون" في 14 ذو القعدة 1428ه لما استصعب حلها وأصبح هناك مشاكل في أندية أخرى، في هذا الأمر فأن أول من يلام هما رعاية الشباب واتحاد الكرة لأنهم تركوا الحبل على الغارب، تركوها تسجل الديون وتبرم الصفقات وتسكن الفنادق وتستأجر السيارات الفخمة وتتعامل بالعملة الصعبة من دون أن تحسب الأمر جيدا على الرغم من البذخ المالي الذي يصلها من "الداعم"، نعم المسؤول (بعدما وقع الفأس في الرأس) ليس إدارات الاتحادات التي جاءت بعد عام 2007 ولكنها تلك الإدارة التي ورطت (بطل آسيا) سابقا بالديون وصعبت المهمة أمام الإدارات اللاحقة، من سمح لها بذلك، ومن منحها الضوء الأخضر حتى تفعل ما يحلوا لها من دون ردع ولامحاسبة؟ هما بكل أسف رعاية الشباب واتحاد الكرة واللجان التي تهاونت وظنت أن المجاملات تغطي على الكثير من العيوب والشقوق في الجسد والثوب الاتحادي، لم تقرأ المستقبل جيدا وتفكر أنه ربما تكبر الأزمة ويصعب حلها مثل ما يحدث حاليا. من يحاولون إبعاد تهمة الإضرار بالاتحاد عن (الإدارة التي رحلت عام 2007) هم من هاجموا وشتموا وشنعّوا بإدارات المرزوقي وإبراهيم علوان ومحمد بن داخل ومحمد الفايز، هم من استباح السمسرة على حساب أثقال كاهل ميزانية النادي بالديون الكبيرة، كذبوا على الجماهير وعلى الوسط الرياضي عندما أكدوا أن هذه الإدارات هي من كبّد النادي الديون واوقعته في براثن الأزمات الإدارية، لم يصدقوا مع أنفسهم أولا ومع العاشقين للنادي الكبير، زيفوا الحقائق، وتجاهلوا ذكر المتسبب الرئيسي في كل ما يحدث ل"العميد"، أما الجماهير المغلوبة على أمرها والتي تندفع خلف التغرير الإعلامي ولاتعرف الحقيقة جيدا فهي من تطاولت على كل الإدارات الاتحادية التي جاءت بعد عام 2007، وبذلك فهي ترتكب كارثة بحق ناديها وتهضم حق من حاول خدمته ومعالجة الأزمات، ولم تتاح له الفرصة ويحظى بالدعم المادي والمعنوي وعدم مهاجمته من الجماهير والإعلام. أما من يدعي أنه "حلاّل" مشاكل الاتحاد فليته يتكرم إن كان فعلا محبا للنادي وغيورا عليه بتسديد الديون التي تركها خلفه حتى ورطت من بعده، أم أنه يبحث عن التدهور الاتحادي، حتى يقال إن رحيله وغيابه وراء حدوث كل الأزمات لذلك لابد أن يعود حتى يتم حلها.!