يأتي اسم المرشح لرئاسة نادي الاتحاد الدكتور خالد المرزوقي كأحد أقوى المرشحين للرئاسة لعوامل عدة، أهمها توافر الخبرة الإدارية في العمل في إدارات الأندية من خلال عمله نائباً للرئيس السابق الدكتور عدنان جمجوم - رحمه الله - ربما هذه الميزة دعمت موقفه الانتخابي. الأستاذ الجامعي في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز استشاري الباطنية أكد أن برامجه وخططه جاهزة، وستتركز على ثلاثة محاور، وهي القاعدة الإدارية والمالية والفنية، ونفى المرزوقي في الوقت ذاته أن يكون رئيساً صورياً، مؤكداً أن ما يروّجه البعض في المنتديات والمواقع الإلكترونية محض افتراء وادعاء، كما وعد جماهير النادي بعمل تغييرات كبيرة في النادي، مبيناً أنه سيستغل علاقاته الواسعة بالشرفيين لإعادتهم لدعم النادي والوصول به إلى منصات التتويج، مطالباً في الوقت نفسه الجماهير بالصبر وانتظار النتائج. المرزوقي شدد على سعيه لعودة الأمير خالد بن فهد إلى كرسي رئاسة أعضاء الشرف، المرشح الاتحادي كشف الكثير عن خفايا الاتحاد وملفه الانتخابي في الحوار الآتي: بداية كيف ترى الحظوظ بين المرشحين لرئاسة الاتحاد؟ - أرى أن الحظوظ متساوية بين الجميع، والمرشحون الأربعة معروفون بأسر اتحادية، وكلهم متقدمون لخدمة الاتحاد، وأتمنى أن يكون التنافس في حب الاتحاد، وأعتقد أن الاتحاد هو الكاسب الأهم من هذه الحملة. ثمة أقاويل عن بعض المرشحين إنهم تقدموا للظهور الإعلامي فقط، هل هذا صحيح؟ - لا أعرف شيئاً، لأن هذا من بواطن الأمور التي لا يمكن لأحد أن يعرفها، لكن أعتقد أن الاتحاد ناد عريق وعميد، ولأنه ناد كبير لا يستطيع المرشح للرئاسة أن يخفي نفسه، فالواقع هو الذي يفرض نفسه على المرشح، وأعتقد أنها إحدى الضروريات، وكذلك فإن الإعلام ضروري لتوصيل المعلومة لمختلف شرائح الجماهير سواء المقروء أم المرئي أم المسموع، وهذه ظاهرة صحية خصوصاً أننا في عصر المعلوماتية، ولا أظن أن أي أحد سيتقدم لرئاسة الاتحاد لمجرد الظهور الإعلامي، فنجاح المرشح مرهون بتوافر المؤهلات الضرورية كافة التي ينبغي توافرها لقيادة نادي الاتحاد في كل النواحي سواء الاجتماعية أم الرياضية أم الثقافية. يتساءل الكثير من الاتحاديين عن ظهورك المفاجئ كمرشح للرئاسة، هل لنا أن نعرف تفاصيل ذلك؟ - كنت مرشحاً منذ شهرين، وطلبت عدم الظهور لأجري دراسة حول الجوانب المتعلقة بالرئاسة، السلبية منها والإيجابية، لكي لا أفاجأ بأمور لم أعمل حسابها، وبعد أن درست الأمور جيداً، واستشرت الكبار الذين أقدرهم وأجلهم وأستمع إلى آرائهم، واستخرت الله تعالى أصبحت الأمور واضحة أمامي، وبالتالي تقدمت للرئاسة، أما تأخري عن الظهور فكان بطلب مني للأسباب المذكورة آنفاً. كيف ترى مستقبل نادي الاتحاد، سواء فزت بالرئاسة أم لم تفز؟ - أنا متابع لأحوال النادي من قبل أن أتولى أي منصب فيه، وكنت كمشجع اتحادي يفرح لفوز ناديه ويغضب لإخفاقه، فهذا الإحساس سيقودني في المستقبل لو أصبحت رئيساً للمحافظة على المكتسبات التي حققها الرؤساء السابقون، وبالتالي فإن البطولات لا تأتي بمجرد الكلام بل بالمجهودات الجماعية الجبارة ويشترك في ذلك اللاعبون والمدرب والجهاز الإداري، إضافة إلى الدعم المستمر من أعضاء النادي الكبار وغيرهم، وسنكون جاهزين للمنافسة. يمر النادي في هذه الفترة بحال من التخبط وعدم الاستقرار، فكيف ترى مهمة إعادة الأمور إلى نصابها في حال توليكم الرئاسة؟ - بالتأكيد الأجواء الآن في الاتحاد صعبة لكنها سحابة صيف، والاتحاد منذ أن أنشئ يمر بظروف صعبة، لكن النادي له رجاله الأوفياء ودائماً يقفون معه في كل الحالات، ويتكاتفون من أجل النادي، والأمور كلها تحتاج إلى رجال يستطيعون لم الشمل ويوفقون في جمع وجهات النظر بين جميع أعضاء الشرف والداعمين وغيرهم، وهذه مهمة رئيس النادي، أيضاً هناك التنظيم الإداري والمالي الجيد الذي يعتبر قاعدة يبنى عليها مستقبل النادي وبالتالي تحقيق البطولات. ألا تخشى من المستقبل؟ المستقبل بيد الله تعالى، الذي يعمل للحاضر يجب عليه أن يفكر في المستقبل، وإن كان ذلك علمه عند الله، ومع ذلك يتوقع المفاجآت ويعمل لها احتياطات معينة، ومستقبل الاتحاد زاهر بإذن الله. بحكم أن أسرتك اتحادية، وشقيقك أحمد رئيس النادي الأهلي سابقاً، هل ستستفيد منه في تسيير أمور الاتحاد؟ - أسرتي كلها اتحادية من كبيرها وحتى آخر فرد من أفرادها، لكن يحصل في كل الأسر أن يأتي أحدهم مخالفاً لما عليه الكل، وهذا أمر عادي، وكذلك التنافس مطلوب، وفي مجال العمل نرى أن الأهلي له أنظمته وقوانينه ورجالاته وكذلك الاتحاد، ما يجعل طريقة إدارة الناديين مختلفة، لكنني قد استفيد من أخي أحمد لأنه عاصر زمن الاحتراف، وأدار النادي في هذا العصر، ولا يمنع أن استفيد منه في هذه المجالات كي أتخطى السلبيات التي قد تحصل في الإدارة. النادي عانى فترة طويلة من القرارات الفردية، كيف تستطيعون القضاء على هذه السلبية؟ - لم يكن لدي ارتباط بالإدارة السابقة، لكنني اقرأ عبر الصحف كأي عاشق للكيان الاتحادي، وأرى أن المسألة تتطلب تفاهماً كبيراً بين الإدارة والأعضاء الداعمين، فطالما وجد هذا التعاون وكان الهدف الوصول بالاتحاد إلى منصات التتويج، فالمفروض أن يتحدوا في الهدف والطريق، وسيكون من أهم مبادئي الجماعية والتعاون، وهاتان الناحيتان ستسهمان في وصول فرق النادي إلى منصات التتويج بإذن الله، ونحن لدينا مجلس إدارة مكون من 11 عضواً، وسنقوم بعرض أي موضوع على طاولة النقاش حتى نخرج بقرار جماعي قبل التنفيذ. هل ستطبقون منهج الإدارة المحترفة في النادي؟ - حرصت في اختيار أعضاء مجلس إدارتي على أن يكونوا محترفين في كل المجالات رياضياً واجتماعياً ومادياً، ولذلك فإنني تأخرت في اختيار الأعضاء، لأنني أود أن تكون هناك تغطية لكل المتطلبات، ومع ذلك فإن دور مجلس الإدارة توجيهي، وهناك من ينفذ الخطط، والاحترافية تهمنا، لأننا في عصر الاحتراف، وسيكون لكل شخص دور منوط به ويختار من يساعده لتنفيذ مهامه، صحيح أن إدارات الأندية كلها متطوعة لكننا سننظر لإدارتنا على أنها متطوعة احترافية، إلى أن يأتي دور الخصخصة وحينها تدير الأندية نفسها بنفسها، ويصبح الرئيس والأعضاء موظفين أكثر من أن يكونوا متطوعين. هل ستقوم بتغيير الأجهزة الإدارية بما لا يؤثر في مسيرة النادي؟ - ليست لدي فكرة واضحة عن هذا الموضوع في الوقت الحالي، لكنني إذا وفقت في الكرسي الاتحادي سأكوّن لجنة باسم الإدارة التنفيذية للنشاطات، وهذه الإدارة ستقوم بمهام تقويم الأجهزة الإدارية والفنية لكل ألعاب النادي، ويكون التغيير بناء على تقارير صادرة عن هذه اللجنة وسيكون التقويم من خلال النتائج والانجازات، وبالتالي فإننا سنستمر في ما نحن عليه ونغير شيئاً فشيئاً. هل سنرى لك زيارات لأعضاء ورموز الاتحاد إذا توليت الرئاسة؟ - الزيارات مستمرة ونحن لدينا نحو 80 عضو شرف أو أكثر، وسأزور كلاً منهم في أي منطقة من مناطق المملكة، وسأستمع لآرائهم وأفتح معهم باباً للنقاش المستفيض، وهذا حق من حقوق أي شرفي طالما أنه يدعم، وبعد ذلك يكون التواصل معه عبر الشبكة العنكبوتية، وهذه الأمور ستأخذ وقتاً طويلاً لكنها مهمة جداً لكي يكون التواصل مستمراً في نادي الاتحاد. كيف تستطيع إعادة رموز الاتحاد المبتعدين عن النادي؟ - كما ذكرت سابقاً عن طريق الزيارات والاتصال بهم، فهؤلاء رموز لا يستغنى عنهم، وقد بدأت في تطبيق هذه الخطة لكنني سأكمل مشواري بإذن الله وسأعيدهم مرة أخرى للبيت الاتحادي، وأتمنى أن تعود الثلوثية لكن بطريقة أكثر فاعلية. كيف تستطيع مواجهة بعض القوى الممانعة التي قد تحول بينك وبين تنفيذ مشروعك؟ - لن تكون هناك قوى أخرى، وأنا متفائل دائماً، وأقول إن هناك الكلمة الطيبة والإخلاص في العمل والنية السليمة، وإذا وجد من يريد شق الصف الاتحادي فإنني أفتح له قلبي واستمع إليه بكل رحابة صدر وأحاول ضمه للصف بقدر المستطاع. هل ستجلب داعمين للنادي؟ وهل خاطبت أحداً بهذا الشأن؟ - رجال الاتحاد كلهم داعمون ويقفون باستمرار مع ناديهم من دون أي اهتمام بإدارة دون أخرى ولا تهمهم الأسماء والمسميات، وإلا لم يظل الاتحاد شامخاً إلى الآن وسيظل بإذن الله، لأن همهم الأول والأخير أن يبقى الاتحاد في مقدم الصفوف. كانت هناك زوابع تثار حول ضعف موازنة النادي، كيف ستوفر الموازنة التي تخرج النادي من هذه الأزمات؟ - كما نعلم أن مصروفات النادي وموازنته اختلفت عن السابق، ونحن نتكلم عن ناد يصرف ما لا يقل عن مئة مليون ريال سنوياً، ففي السابق كانت 15 مليوناً، وفي المقابل أصبحت هناك إيرادات أيضاً للنادي، وعن طريق عمل توازن بين الإيرادات والمصروفات نحاول أن نجعل النادي محافظاً على البطولات ومستمراً على الخط الذي يتطلع إليه محبوه وذلك عن طريق إيجاد قاعدة مالية قوية، وهذه ستدرس مع من هم أهل في هذا المجال وهم الإدارة المالية، ولدينا في أعضاء مجلس الإدارة من هم أهل لذلك، وستوضع بإذن الله الأسس التي ستسهم في ثبات مسيرة النادي مادياً. اختيار اللاعبين الأجانب والمحليين أصبح مؤرقاً لدى جميع الأندية، كيف تستطيعون حل هذه المعضلة، مع ضبط التوازن المالي لإدارتكم؟ - نعلم جميعاً أن عدداً من الأندية صرفت على لاعبين، ولم تستفد منهم بالشكل المطلوب، فالعملية اجتهادية لكنني أؤمن بالتخصص، وأن تكون هناك إدارة احترافية، وهذا يسهم في وضع خطة مناسبة لحل هذه الإشكالات، والمدرب مستمر معنا، وهذا يزيل عنا عناء البحث عن مدرب، ويوفر لنا مبلغاً جيداً وكذلك يسهم في الاستقرار، وبالتالي فإن مسألة اختيار اللاعبين ستكون من مهام المدرب، والإدارة ستوفر مبلغ التعاقد، فكما تحدثت عن أهمية التخصص، فإن المدرب سيتولى هذا الجانب، مع أننا سنناقشه في أي أمر نراه غير مناسب، كما أن الإدارة لن تتدخل في اختيار اللاعبين، كي لا يتكدسوا في قائمة الفريق، وسيكون الاختيار وفق حاجة المدرب، ولو تمسكنا بهذا المبدأ، فسنستطيع حل أي مشكلات جانبية. كيف ترى استقالة الأمير خالد بن فهد من رئاسة المجلس الشرفي؟ - الأمير خالد شخصية مميزة اعرفه منذ زمن، ويتمتع بالقيادية وسماع الآراء، ولديه القدرة على اتخاذ القرارات، ولديه خلفية رياضية مميزة، ونحن سنحاول إرجاعه، وقد طلبت ذلك منه، وسيفكر بإذن الله في العودة، لأن الاتحاد لا يستغني عن مثل هذه الكفاءات النادرة. هل يمكن لنا أن نعرف ابرز خططك المستقبلية؟ - تتلخص خطتي في ثلاثة محاور هي الاستقرار الإداري، وإنشاء قاعدة إدارية تنظيمية تفيد النادي في المستقبل البعيد، وإنشاء قاعدة إيرادات مالية والسعي الى تنميتها، ولدينا طرق متعددة لتنمية الموارد، وكذلك إدارة متخصصة في التنمية، مع أننا نحتاج لصبر الجماهير في السنة الأولى، كي تنجح الخطة، ونتمكن من وضع قاعدة مالية وإدارية وفنية مميزة، لأنها مقومات نجاح أية إدارة. هل صحيح ما يقال بأن هناك أسماء فرضت عليك ووافقت عليها؟ - هذا ما يشاع للأسف وما تناقلته المنتديات، لكن لم يتدخل أحد في اختيار إدارتي، فالاختيار الذي تم شخصي، ويعتمد على موافقة الأعضاء، فالعمل الجماعي يحتاج موافقة جماعية، وبصراحة أنا أزكي جميع الشرفيين من مثل هذه التدخلات، فهم يحبون العمل الجماعي ويقدرون ذلك. هل شرط عليك عدم التدخل في إدارة كرة القدم؟ - كنت لاعباً ومشرفاً على القدم في السابق، وهوايتي كرة القدم ولم يوضع أي شرط نهائي علي في ذلك. هناك ما يثار بأنك ستكون واجهة صورية في كرسي الرئاسة، وان هناك من سيديرون النادي عنك، فهل هذا صحيح؟ - هذا ما اسمعه للأسف، سواء علي أو على أشخاص آخرين، لكن المسألة لا تحتاج إلى مثل هذه الأمور وان نترفع عنها، وأرى أن آفة المجال الرياضي تكمن في هذه الأمور، كالإشاعات وكثرة الأقاويل الملفقة، وهي لا تعنيني بشيء، فهناك من يقوّم عملي، ويعرف هل أنا مسير أم مخير. هل أثرت فيك هذه الإشاعات؟ - إطلاقاً لم تؤثر في، فأنا رجل أكاديمي وكنت أدير كلية الطب وجهات أخرى لسنوات عدة، وقد اعتدت على مثل هذه الأمور، وسأعمل بصمت ولن ألتفت لمثل هذه الأمور، لأنني إذا ركزت على مثل هذه الأمور، فستكون النتائج سلبية، وسأطرح هذه الإشاعات، وسيرى الجميع الفرق الواضح. بما أنك تعمل في الحقل الطبي، هل يعني ذلك أنك قريب من المرشح للرئاسة الدكتور عبدالاله ساعاتي؟ والى أي مدى ينعكس هذا التنافس بينكما؟ - الدكتور الساعاتي اشترك معي في أعمال عدة في الجامعة، وأعتز بصداقته وأيضاً بمنافسته، ونحن نتنافس دائماً داخل الجامعة، وجميعنا من أسرة اتحادية، فالتنافس عبر الكرسي الاتحادي تنافس جميل، وأعتقد أن الساعاتي سيكون من أول المهنئين في ما لو فزت، والحال نفسها لو فاز بالرئاسة، وسأكون أول الداعمين له لأن هدفنا واحد. هناك من يقول بأنك لا تعرف طريق المواجهة، لكن العمل الرياضي يقتضي ذلك، كيف ستجمع بين الأمرين؟ - لا أدري من الذي درس شخصيتي حتى يقول مثل هذا الكلام، بالعكس أحب المواجهة والنقاش، لكن في حدود النقاش المفيد وليس الجارح، وأن ينتهي النقاش إلى وفاق، وطبعي العمل في صمت وهدوء، وهذا ما سيوصلنا إلى الحل الأمثل، أما الانفعالية فإنها لا تصل بنا إلى المبتغى المنشود.