سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تناول الإعلام لمداولات الشورى يخلق «الوهم» ويخرج بعض المواضيع عن سياقها.. والحل ب «نقل الجلسات» كاملة
شوريون في رواية التجربة ل«الرياض»:
نشر في الرياض يوم 28 - 12 - 2013

قرارات مجلس الشورى دائماً تكون متجردة وبناءة كما أن عطاءه وفير بالنظر لحجم الاعمال التي ينجزها سواء على مستوى دراسة الانظمة او التقارير السنوية للقطاعات الحكومية.
د. خالد آل سعود: تنوع مناطقي يرفض التحزب وتناغم الشورى مع الوزراء لصالح الوطن
هذه الكلمات هي جزء من تجربة شوريَّة عمرها خمس سنوات ولازالت مستمرة للأمير خالد بن عبدالله المشاري آل سعود رئيس اللجنة التعليمية والبحث العلمي بالمجلس الذي قال: يخطئ البعض بالظن بان قرارات المجلس نهائية ولابد ان تنتهي بالتنفيذ والحقيقة أن الشورى يشترك فيما يقع ضمن اختصاصاته مع مجلس الوزراء في صنع القرار ودائماً تصدر القرارات النهائية بصورة اوامر او مراسيم من مقام خادم الحرمين الشريفين او بصورة قرارات من مجلس الوزراء وأخذا بهذا الاعتبار فان المجلس ايضاً له صلاحية المبادرة باقتراح أنظمة جديدة او التعديل على أنظمة قائمة ورفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين ليقرر بشأنها مايراه.
د. العتيبي: بيئة الشورى الثرية أثمرت قرارات تنحاز لهموم المواطن وتلامس مايشغله
وقبل الدخول في عمق تجربة الأمير خالد آل سعود ننقل جانباً من تجربة عضو آخر دخل معه المجلس في نفس التشكيل وهو رئيس اللجنة الصحية في الدورة السابقة وعضو اللجنة الخارجية في الدورة الحالية أ.د. عبدالله بن زبن العتيبي الذي يؤكد أن نقاشات الشورى تتم في بيئة مثالية داخل اللجان وتبادل للآراء والمقترحات من عقول قادرة على التعمق في تشخيص الخلل وعلاجه بالطريقة المناسبة والناجعة.
د. طيبة: عضويتنا دفعت بقضايا بنات جنسنا للواجهة.. ولا بد من تطوير السياسة الإعلامية لمواكبة حراكه
وفي استطلاع لرأي الدكتورة وفاء محمود طيبة المستشارة السابقة للشورى والتي أصبحت عضواً كامل العضوية في دورة المجلس السادسة، اعتبرت عملها في المجلس كمستشارة لسنوات، بمثابة السنة التحضيرية في الجامعات وقالت التوصيات التي تقدم والنقاشات التي تتم في المجلس جادة مخلصة فالأعضاء يحملون هم المواطن والوطن، ويشاركون بوجهات نظرهم بإخلاص للدفع والرفع بمستوى الخدمات التي تقدم في مملكتنا الحبيبة.
في حديث التجربة وراوية تفاصيلها قد تختلف أو تتفق الرؤية ويبقى للتجربة ذكرى رضا وسرور أو ألم وحسرة رغم الحضور وبين هذا وذاك نجد صنفا ثالثا.
" الرياض" تعرض جوانب من تجربة أعضاء الشورى سواء من مثَّل المواطن والوطن فيها عام وبقي له سنوات مقبلة أو مثله أكثر من ذلك، وتركنا الحديث مفتوحاً للجميع لينقل بكل شفافية التجربة وإن لم تنته من داخل الكيان.
اختلف الرضا عن التجربة واتفق المجربون على فائدتها فهاهو الدكتور خالد بن آل سعود يؤكد أن المجلس كان دائماً متجرداً وحضارياً في حواراته ومناقشاته واسهم بفاعلية في صياغة العديد من الأنظمة والتنظيمات والقرارات التي تصب في خدمة الوطن والمواطنين.
الأمير خالد الذي يشارف على نهاية السنة الخامسة في تجربته الشوريَّة يرى أن أمام المجلس عملا طويلا لبناء وتحديث الكثير من الانظمة واللوائح الضرورية لاستكمال البناء التنظيمي للمملكة لمواكبة الانجازات التنموية والتحولات الحضارية الجبارة التي تحققت خلال عقود قليلة من الزمن ويحتاج الى أن يتواصل دعمه بالخبرات والتقنيات والصلاحيات التي تمكنه من تعزيز دورة في هذا المجال.
ويؤكد رئيس اللجنة التعليمية والبحث العلمي في حديثه ل" الرياض" أن العمل في مجلس الشورى يتكامل مع مجلس الوزراء في بناء الانظمة التي تنظم العمل في قطاعات الدولة المختلفة وفي دراسة الاتفاقيات والمعاهدات ومذكرات التفاهم مع الجهات الخارجية وكذلك دراسة التقارير السنوية للقطاعات الحكومية ويرفع توصياته وقراراته لخادم الحرمين الشريفين.
ويمثل المجلس بأعضائه المائة والخمسين نسيجاً متنوعاً وفريداً من الخبرات والكفاءات ممن سبق لهم العمل في الجامعات والقطاعات الحكومية أوالقطاع الخاص، فجميع التخصصات حاضرة من الفئتين الرجالية والنسائية، كما أن التنوع السكاني والمناطقي حاضر وبنسب متكافئة، ومعظم أعضاء المجلس هم من حملة الشهادات العليا ويعكس التكوين النخبوي للمجلس الجهد والعناية والاهتمام الذي بذل لاختيارهم من قبل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله .
ويضيف الأمير خالد المجلس وأعضاؤه في دراستهم للموضوعات والانظمه وفي كافة مناقشاتهم سواء في اللجان المتخصصة أو تحت قبته ينحازون دائماً للمصلحة الوطنية العامة التي تمثل الهدف المشترك مع بقية قطاعات الدولة التنفيذية ولا توجد في المجلس أية تحزبات او مجموعات ضغط او تحيز لفئة دون اخرى او لمنطقة دون غيرها وبالتالي فان قرارات المجلس دائماً تكون متجردة وبناءة كما ان عطاءه وفير بالنظر لحجم الاعمال التي ينجزها سواء على مستوى دراسة الانظمة او التقارير السنوية للقطاعات الحكومية.
وانتقد الأمير خالد تناول بعض وسائل الإعلام لما يطرح تحت قبة الشورى وقال إنه من المؤسف ان بعض القرارات والمناقشات التي تطرح في المجلس يتم التعامل معها اعلامياً خارج سياقها او بصورة مجتزأة و غير موضوعية قد تخلق الوهم لدى المواطنين بأن المجلس وأعضاءه لايخدمون مصلحة المواطنين وفي حقيقة الامر ان جميع المناقشات والقرارات التي تصدر من المجلس دائماً تؤول في النهاية لمصلحة الوطن والمواطنين وان بدا ظاهرياً انها خلاف ذلك.
وأضاف الأمير خالد إن امام المجلس عملا طويلا لبناء وتحديث الكثير من الانظمة واللوائح الضرورية لاستكمال البناء التنظيمي للمملكة لمواكبة الانجازات التنموية والتحولات الحضارية الجبارة التي تحققت خلال عقود قليلة من الزمن ويحتاج الى ان يتواصل دعمه بالخبرات والتقنيات والصلاحيات التي تمكنه من تعزيز دوره في هذا المجال.
ويؤكد الأمير خالد حرص القيادة الرشيدة على إعطاء المجلس كافة الإمكانيات وقال: اجزم بان خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله حريصون جداً على إعطاء المجلس كل الإمكانات المادية والصلاحيات التي تمكنه من زيادة إسهامه ورفع جودة قراراته ومنتجاته التنظيمية بما يخدم مستقبل المملكة ويحقق أهدافها التنموية القريبة والبعيدة.
عضو اللجنة الخارجية الحالي ورئيس اللجنة الصحية في الدورة الماضية أ.د.عبدالله بن زبن العتيبي، كان له حديث عن التجربة استهله بإشارة إلى ما يضطلع به الشورى من مهام تشريعية جسام ومؤثرة في دراسة وإبداء الرأي في جميع ما يحال إليه من موضوعات وطرح التوصيات التي تلامس وجه القصور في هذا أداء الأجهزة الحكومية والسعي لتطويره وفق رؤى أعضاء لهم باع كبير – علمياً ووظيفياً - وخبرة عريضة في مجالاتهم المختلفة.
وقال العتيبي: من الصعب بالنسبة لي اختصار تجربتي الشُورية في الدورة الماضية وهذه الدورة بكلمات وأسطر معدودة كوني مررت من خلالها بنقاط تحول كبيرة في حياتي المهنية امتداداً لعملي الأكاديمي عضو هيئة تدريس وعميد كلية في إحدى الجامعات المرموقة.
بداية التجربة للعتيبي كانت في الدورة الخامسة واستمرت في السادسة عندما تشرف باختيار خادم الحرمين الشريفين لعضوية المجلس فكانت كلمات الملك عبدالله - حفظه الله – في خطاب افتتاح الدورة الخامسة دليلاً عملياً لما يتمني ويطمح أن يكون عليه المجلس في ابداء الرأي والمشورة في كل ما يحال إليه.
اللجنة الصحية كانت المحطة الأولى للدكتور عبدالله العتيبي فقد كان عمله في اللجنة ولمده أربع سنوات عضواً ورئيساً ثرية بالمواضيع والمناقشات والأطروحات التي في ظني لامست العديد من القضايا التي تشغل المواطن في مجال هام وهو الصحة، يقول العتيبي: كان من أهم الأمور التي تقرب عضو المجلس من صنّاع القرار هي اللقاءات الدورية معهم والنقاشات التي لامست أمورا جوهرية سواء كان ذلك في تقارير الجهات السنوية أو حتى في الأنظمة التي تمس بشكل مباشر أو غير مباشر عملهم، وهذه اللقاءات كان لها الفضل – بعد الله – في العديد من المقترحات والتوصيات التي ستُزيل الكثير من المعوقات التي تقف حائلاً دون تقديم ما يطمح به المواطن ويرتجيه.
ولا انسي والحديث للعتيبي الجانب الهام الآخر للمجلس وهو الدور البرلماني مع ما يماثله خارجياً والتواصل بشكل مباشر معهم وتوضيح الكثير من الجهود والمبادرات التي ساهمت المملكة فيها في مجالات مختلفة والتعريف بدورها في كافة الأصعدة، وكان لي شرف المشاركة في ذلك والتي زادت من حصيلة الخبرات المتعددة التي اكتسبتها منذ انضمامي للمجلس ومن أبرز ذلك ما يخص المشكلات التي تواجه المواطنين عموماً والمبتعثين خصوصاً خارج المملكة(بريطانيا) وإيضاح ذلك بشكل واضح ودقيق لهذه اللجان حتى تساعد في تذليلها والحد منها.
وختم العتيبي حديث التجربة بقوله: بلا شك المواطنون ومن خلال التواصل معهم في العديد من المناسبات يطمحون في الكثير من القرارات والتوصيات من المجلس التي تساهم في تذليل ما يعترضه من معوقات في جميع المجالات التي يتواصل معها بشكل مباشر، وأن تثمر هذه التوصيات في توفير الخدمات النوعية المثالية التي ترتقي بجودة العمل المقدم، وهذا ما يحمله زملائي الأفاضل أعضاء المجلس علي عاتقهم ويسعون في أن يكون لهم دور وبصمة لما فيه من خدمة لهذا الوطن الغالي ومواطنيه وتحقيقاً لما يسعى اليه ولي الأمر.
التجربة المقبلة هي للعضو وفاء محمود طيبة وهي السنة الأولى لعضوية النساء الكاملة ولها بعد ان كانت مستشارة للشورى، طيبة تقول "مجتمع النساء يعول علينا كثيرا وهذا متوقع" وكنا نواجه ذات الضغوط كمستشارات من نساء المجتمع، ونواجه دوما بالسؤال الشهير(ماذا استطعتن أن تفعلن للمواطنة؟)، وكنا نبذل قصارى جهدنا، وإن كان وضعنا كمستشارات مختلفاً، والآن في لجنة حقوق الإنسان كان لنا لقاءات مع مواطنين ومواطنات، وخارجها كذلك بل وخارج المجلس نتلقى الشكاوى والطلبات والمقترحات من النساء، فنحن اليوم من موقعنا في الشورى أقدر على الاستجابة لحاجات المجتمع المدروسة، ونحاول دوما أن نتلمس الثغرات والمشكلات.
وتابع عضو حقوق الإنسان والعرائض حديثها ل" الرياض" وتحكي: كنا في بداية العام الماضي نناقش المشكلات ونقدم فكرنا ووجهة نظرنا في المجلس بمداخلات في الجلسات، أما اليوم فقد تعلمت أن المناقشة والمداخلات جيدة لكن تقديم التوصية يكون أحفظ للحق في مناقشة الفكرة من المجلس كله.
حديث التجربة مسموع ومقروء فمضت طيبة في سرد سنة أولى شورى وتقول الواقع أن عضو المجلس يتمنى خدمة الوطن والمواطن الذي يعول كثيرا على المجلس في خدمته، ولكن يرافق ذلك نقص في الوعي لدى بعض فئات المجتمع بالدور الحقيقي للمجلس، والتمييز بين هذا الدور ودور الجهات التنفيذية، مما يجعله يلوم المجلس على ما ليس من دوره، ويساهم الإعلام في ذلك، فعلى الرغم من أن كثيرا من التحقيقات والمتابعات الإعلامية جادة ومخلصة، والنقد فيها بناء، إلا أن بعض ما يقدم في الإعلام ويتعلق بالمجلس لا يليق بإعلامنا السعودي، ومرحباً بالنقد البناء الذي بالطبع نستفيد منه، أما النقد لمجرد النقد فلا يفيد أحدا، ولذا أطالب الإعلام بشكل عام بمزيد من تحري المصداقية في الطرح وأعتقد أن المجلس يلام جزئيا في ذلك، فهو بحاجة إلى تطوير سياسته التوعوية والإعلامية، وقد يكون من المفيد نقل الجلسات كاملة في الإعلام حتى يطلع المواطن على حقيقة النقاشات التي تدور فيه.
د. الشهراني: تجربتي استلهمت من خادم الحرمين سرعة الإنجاز بعقلانية وبلا ضجيج
عضو لجنة حقوق الإنسان والعرائض الدكتور ناصر بن راجح الشهراني هو الآخر تحدث عن سنته الأولى في مجلس الشورى ورغم قوله إنه قد يكون من المبكر أن تتبلور لدى أعضاء الشورى تجربة خلال سنة واحدة؛ إلا أنه من المؤكد أن هذه السنة كانت غنية بالخبرة التي نتجت من خلال اجتماعات المجلس واللجان المتخصصة والخاصة، وصدور العديد من القرارات.
يقول الشهراني إنه لن ينسى أهم حدثين في بداية هذه التجربة وهما القسم أمام خادم الحرمين الشريفين، ثم خطاب الملك الافتتاحي لهذه الدورة المنتهية بعبارة جليلة "وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص والعدل" قسم عظيم لن ينساه كل من أداه طوال حياته، وهي أمانة تظل حاضرة في الذهن عند التصويت على القرارات وعند الحديث والمداخلة على الموضوعات، أما خطاب خادم الحرمين الشريفين فقد كان بحق عميقا وواضحا ويحمل في طياته معاني كبيرة؛ وجاء فيه:".. تفعيل أعمال المجلس بوعي أساسه العقلانية التي لا تدفع إلى العجلة التي تحمل في طياتها ضجيجا بلا نتيجة"
ويضيف الشهراني: ما أن بدأت أعمال المجلس حتى ظهر جلياً التنوع الكبير في أعضاء المجلس من حيث الخبرات والآراء والأفكار والتطلعات، إلا أن هذا التنوع كان تحت مظلة كبرى هي أن مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، وأما التصويت بنعم أولا ليس قرارا شخصيا وإنما هو موقف مصحوب بأداء الأمانة حيال ما يرجح العضو أنه الأصلح والأقرب لتحقيق المصلحة.
وتابع الشهراني حديثه: مشروعات الأنظمة وتعديلاتها التي يقدمها أعضاء المجلس استنادا للمادة 23 من نظام المجلس هي تعكس أيضا اهتمامات الاعضاء ورغبتهم في إيجاد حلول لملفات وطنية تحتاج لتدخل تشريعي من خلال سن أنظمة جديدة أو تعديل أنظمة نافذة، كما أن التوصيات الإضافية التي يقدمها الأعضاء تشير أيضا لتنوع الآراء بين الأعضاء ليتم الاحتكام لتصويت المجلس في قبول هذه الفكرة أو تلك.
ويظل المجلس واحداً من أهم مؤسسات الدولة ويقع عليه مسؤولية كبرى لتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين وطموحات المواطن، ويمكن للمجلس والحديث للشهراني أن يسهم في إيجاد مبادرات وانجازات حقيقية، وتقديم رأي سديد، وتفعيل عطائه بشكل أكبر وأعمق؛ من خلال سن الأنظمة والرقابة على أداء الوزارات والهيئات الحكومية، وتعزيز التواصل مع كافة أفراد المجتمع.
ويختم عضو لجنة حقوق الإنسان والعرائض حديث التجربة بمقولة خادم الحرمين الشريفين: "اعلموا بأن مكانكم في مجلس الشورى ليس تشريفاً بل تكليف وتمثيل لشرائح المجتمع السعودي" ويقول" بالتأكيد أن صدى هذه الكلمات لا زال حاضراً في أذهان كل الأعضاء" .
د. آل فهاد: همُّ الأعضاء مصلحة المواطن وخدمة الوطن بأمانة مسترشدين بتوجيهات الملك
ومن أعضاء سنة أولى شورى، الدكتور حمد بن عايض آل فهاد واستهل الحديث بقوله: شرف كبير أن نلت ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - باختياري عضوا في مجلس الشورى في دورته السادسة.
وأضاف: المجلس يمثل خبرات متنوعة وتخصصات مختلفة وكان هم أعضاؤه جميعا وشغلهم الشاغل هو مصلحة المواطن وخدمة الوطن بحماس منقطع النظير مستشعرين حمل الأمانة الملقاة على عواتقهم ومسترشدين بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما تشرفنا بالسلام عليه وأداء القسم بين يديه وكانت كلماته نبراسا لنا جميعا وموجها لنا كما أنها أيضا تمثل لنا دافعا لبذل مزيد من الجهد ومواصلة العمل للقيام بالمسؤولية التي كلفنا بها.
د. بكري: المجلس يراوح مكانه ما لم تتغير صلاحياته وانشغاله بتقارير منمقة يعطل قدراته
آخر رواية في هذا الاستطلاع هي من خارج بيت الشورى، لكنها لعضو سابق ترأس لسنوات لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب، وأمضى ثماني سنوات عضو شورى مثّل فيها المواطن والوطن خير تمثيل، الدكتور طلاب بن حسن بكري قال إن تجربته في الشورى ثرية وغنية " فيه تعلمت ما لم أتعلمه في حياتي السابقة في أدب الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر ومقارعة الحجة بالحجة"، ويضيف: للإنصاف المجلس يعمل وفقا لصلاحياته الممنوحة له وتلك الصلاحيات يعتريها بعض القصور، والمواطن ينظر اليه كباقي البرلمانات المؤثرة في رسم السياسات العامة للدولة كمجلس تشريعي بينما عصب نظامه يقول أنه مجلس استشاري يبدي الرأي والمشورة فيما يحال اليه من تقارير حكومية ومعاهدات واتفاقيات دولية وانشغال المجلس بتلك التقارير التي وصفتها تحت قبة المجلس بالبايتة والمنمقة والمجافي بعضها للحقيقة عطل قدرات المجلس عما هو أهم منها خاصة وأنه لا يسعى الى ما هو أكثر من تقييمها ورقياً.
ويؤكد بكري أن المجلس سيظل يراوح مكانه ما لم تتغير الصلاحيات الممنوحة له وحتى يتحقق ذلك فأتمنى من المواطن أن يقيم المجلس وفقا لتلك الصلاحيات وليس وفقا لما يتمناه منه وهو لا يستطيع تحقيقه.
ويختم بكري: كنت أتضايق جدا من بعض التوصيات الإضافية المرتجلة التي تدغدغ مشاعر المواطنين وتضع القيادة الرشيدة والمجلس على حد سواء في موقف حرج خاصة تلك المطالبة بالزيادات المالية دون دراسة مسبقة ودون مراعاة لصلاحيات المجلس.
عضوية المرأة في الشورى أقدر على الاستجابة لحاجات المجتمع المدروسة وتلمس الثغرات والمشكلات
قرارات مجلس الشورى دائماً تكون متجردة وبناءة كما أن عطاءه وفير بالنظر لحجم الاعمال التي ينجزها سواء على مستوى دراسة الانظمة او التقارير السنوية للقطاعات الحكومية.
هذه الكلمات هي جزء من تجربة شوريَّة عمرها خمس سنوات ولازالت مستمرة للأمير خالد بن عبدالله المشاري آل سعود رئيس اللجنة التعليمية والبحث العلمي بالمجلس الذي قال: يخطئ البعض بالظن بان قرارات المجلس نهائية ولابد ان تنتهي بالتنفيذ والحقيقة أن الشورى يشترك فيما يقع ضمن اختصاصاته مع مجلس الوزراء في صنع القرار ودائماً تصدر القرارات النهائية بصورة اوامر او مراسيم من مقام خادم الحرمين الشريفين او بصورة قرارات من مجلس الوزراء وأخذا بهذا الاعتبار فان المجلس ايضاً له صلاحية المبادرة باقتراح أنظمة جديدة او التعديل على أنظمة قائمة ورفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين ليقرر بشأنها مايراه.
وقبل الدخول في عمق تجربة الأمير خالد آل سعود ننقل جانباً من تجربة عضو آخر دخل معه المجلس في نفس التشكيل وهو رئيس اللجنة الصحية في الدورة السابقة وعضو اللجنة الخارجية في الدورة الحالية أ.د. عبدالله بن زبن العتيبي الذي يؤكد أن نقاشات الشورى تتم في بيئة مثالية داخل اللجان وتبادل للآراء والمقترحات من عقول قادرة على التعمق في تشخيص الخلل وعلاجه بالطريقة المناسبة والناجعة.
د. طيبة: عضويتنا دفعت بقضايا بنات جنسنا للواجهة.. ولا بد من تطوير السياسة الإعلامية لمواكبة حراكه
وفي استطلاع لرأي الدكتورة وفاء محمود طيبة المستشارة السابقة للشورى والتي أصبحت عضواً كامل العضوية في دورة المجلس السادسة، اعتبرت عملها في المجلس كمستشارة لسنوات، بمثابة السنة التحضيرية في الجامعات وقالت التوصيات التي تقدم والنقاشات التي تتم في المجلس جادة مخلصة فالأعضاء يحملون هم المواطن والوطن، ويشاركون بوجهات نظرهم بإخلاص للدفع والرفع بمستوى الخدمات التي تقدم في مملكتنا الحبيبة.
في حديث التجربة وراوية تفاصيلها قد تختلف أو تتفق الرؤية ويبقى للتجربة ذكرى رضا وسرور أو ألم وحسرة رغم الحضور وبين هذا وذاك نجد صنفا ثالثا.
" الرياض" تعرض جوانب من تجربة أعضاء الشورى سواء من مثَّل المواطن والوطن فيها عام وبقي له سنوات مقبلة أو مثله أكثر من ذلك، وتركنا الحديث مفتوحاً للجميع لينقل بكل شفافية التجربة وإن لم تنته من داخل الكيان.
د. خالد آل سعود: تنوع مناطقي يرفض التحزب وتناغم الشورى مع الوزراء لصالح الوطن
د. العتيبي: بيئة الشورى الثرية أثمرت قرارات تنحاز لهموم المواطن وتلامس مايشغله
د. الشهراني: تجربتي استلهمت من خادم الحرمين سرعة الإنجاز بعقلانية وبلا ضجيج
د. آل فهاد: همُّ الأعضاء مصلحة المواطن وخدمة الوطن بأمانة مسترشدين بتوجيهات الملك
د. بكري: المجلس يراوح مكانه ما لم تتغير صلاحياته وانشغاله بتقارير منمقة يعطل قدراته
اختلف الرضا عن التجربة واتفق المجربون على فائدتها فهاهو الدكتور خالد بن آل سعود يؤكد أن المجلس كان دائماً متجرداً وحضارياً في حواراته ومناقشاته واسهم بفاعلية في صياغة العديد من الأنظمة والتنظيمات والقرارات التي تصب في خدمة الوطن والمواطنين.
الأمير خالد الذي يشارف على نهاية السنة الخامسة في تجربته الشوريَّة يرى أن أمام المجلس عملا طويلا لبناء وتحديث الكثير من الانظمة واللوائح الضرورية لاستكمال البناء التنظيمي للمملكة لمواكبة الانجازات التنموية والتحولات الحضارية الجبارة التي تحققت خلال عقود قليلة من الزمن ويحتاج الى أن يتواصل دعمه بالخبرات والتقنيات والصلاحيات التي تمكنه من تعزيز دورة في هذا المجال.
ويؤكد رئيس اللجنة التعليمية والبحث العلمي في حديثه ل" الرياض" أن العمل في مجلس الشورى يتكامل مع مجلس الوزراء في بناء الانظمة التي تنظم العمل في قطاعات الدولة المختلفة وفي دراسة الاتفاقيات والمعاهدات ومذكرات التفاهم مع الجهات الخارجية وكذلك دراسة التقارير السنوية للقطاعات الحكومية ويرفع توصياته وقراراته لخادم الحرمين الشريفين.
ويمثل المجلس بأعضائه المائة والخمسين نسيجاً متنوعاً وفريداً من الخبرات والكفاءات ممن سبق لهم العمل في الجامعات والقطاعات الحكومية أوالقطاع الخاص، فجميع التخصصات حاضرة من الفئتين الرجالية والنسائية، كما أن التنوع السكاني والمناطقي حاضر وبنسب متكافئة، ومعظم أعضاء المجلس هم من حملة الشهادات العليا ويعكس التكوين النخبوي للمجلس الجهد والعناية والاهتمام الذي بذل لاختيارهم من قبل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله .
ويضيف الأمير خالد المجلس وأعضاؤه في دراستهم للموضوعات والانظمه وفي كافة مناقشاتهم سواء في اللجان المتخصصة أو تحت قبته ينحازون دائماً للمصلحة الوطنية العامة التي تمثل الهدف المشترك مع بقية قطاعات الدولة التنفيذية ولا توجد في المجلس أية تحزبات او مجموعات ضغط او تحيز لفئة دون اخرى او لمنطقة دون غيرها وبالتالي فان قرارات المجلس دائماً تكون متجردة وبناءة كما ان عطاءه وفير بالنظر لحجم الاعمال التي ينجزها سواء على مستوى دراسة الانظمة او التقارير السنوية للقطاعات الحكومية.
وانتقد الأمير خالد تناول بعض وسائل الإعلام لما يطرح تحت قبة الشورى وقال إنه من المؤسف ان بعض القرارات والمناقشات التي تطرح في المجلس يتم التعامل معها اعلامياً خارج سياقها او بصورة مجتزأة و غير موضوعية قد تخلق الوهم لدى المواطنين بأن المجلس وأعضاءه لايخدمون مصلحة المواطنين وفي حقيقة الامر ان جميع المناقشات والقرارات التي تصدر من المجلس دائماً تؤول في النهاية لمصلحة الوطن والمواطنين وان بدا ظاهرياً انها خلاف ذلك.
وأضاف الأمير خالد إن امام المجلس عملا طويلا لبناء وتحديث الكثير من الانظمة واللوائح الضرورية لاستكمال البناء التنظيمي للمملكة لمواكبة الانجازات التنموية والتحولات الحضارية الجبارة التي تحققت خلال عقود قليلة من الزمن ويحتاج الى ان يتواصل دعمه بالخبرات والتقنيات والصلاحيات التي تمكنه من تعزيز دوره في هذا المجال.
ويؤكد الأمير خالد حرص القيادة الرشيدة على إعطاء المجلس كافة الإمكانيات وقال: اجزم بان خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله حريصون جداً على إعطاء المجلس كل الإمكانات المادية والصلاحيات التي تمكنه من زيادة إسهامه ورفع جودة قراراته ومنتجاته التنظيمية بما يخدم مستقبل المملكة ويحقق أهدافها التنموية القريبة والبعيدة.
عضو اللجنة الخارجية الحالي ورئيس اللجنة الصحية في الدورة الماضية أ.د.عبدالله بن زبن العتيبي، كان له حديث عن التجربة استهله بإشارة إلى ما يضطلع به الشورى من مهام تشريعية جسام ومؤثرة في دراسة وإبداء الرأي في جميع ما يحال إليه من موضوعات وطرح التوصيات التي تلامس وجه القصور في هذا أداء الأجهزة الحكومية والسعي لتطويره وفق رؤى أعضاء لهم باع كبير – علمياً ووظيفياً - وخبرة عريضة في مجالاتهم المختلفة.
وقال العتيبي: من الصعب بالنسبة لي اختصار تجربتي الشُورية في الدورة الماضية وهذه الدورة بكلمات وأسطر معدودة كوني مررت من خلالها بنقاط تحول كبيرة في حياتي المهنية امتداداً لعملي الأكاديمي عضو هيئة تدريس وعميد كلية في إحدى الجامعات المرموقة.
بداية التجربة للعتيبي كانت في الدورة الخامسة واستمرت في السادسة عندما تشرف باختيار خادم الحرمين الشريفين لعضوية المجلس فكانت كلمات الملك عبدالله - حفظه الله – في خطاب افتتاح الدورة الخامسة دليلاً عملياً لما يتمني ويطمح أن يكون عليه المجلس في ابداء الرأي والمشورة في كل ما يحال إليه.
اللجنة الصحية كانت المحطة الأولى للدكتور عبدالله العتيبي فقد كان عمله في اللجنة ولمده أربع سنوات عضواً ورئيساً ثرية بالمواضيع والمناقشات والأطروحات التي في ظني لامست العديد من القضايا التي تشغل المواطن في مجال هام وهو الصحة، يقول العتيبي: كان من أهم الأمور التي تقرب عضو المجلس من صنّاع القرار هي اللقاءات الدورية معهم والنقاشات التي لامست أمورا جوهرية سواء كان ذلك في تقارير الجهات السنوية أو حتى في الأنظمة التي تمس بشكل مباشر أو غير مباشر عملهم، وهذه اللقاءات كان لها الفضل – بعد الله – في العديد من المقترحات والتوصيات التي ستُزيل الكثير من المعوقات التي تقف حائلاً دون تقديم ما يطمح به المواطن ويرتجيه.
ولا انسي والحديث للعتيبي الجانب الهام الآخر للمجلس وهو الدور البرلماني مع ما يماثله خارجياً والتواصل بشكل مباشر معهم وتوضيح الكثير من الجهود والمبادرات التي ساهمت المملكة فيها في مجالات مختلفة والتعريف بدورها في كافة الأصعدة، وكان لي شرف المشاركة في ذلك والتي زادت من حصيلة الخبرات المتعددة التي اكتسبتها منذ انضمامي للمجلس ومن أبرز ذلك ما يخص المشكلات التي تواجه المواطنين عموماً والمبتعثين خصوصاً خارج المملكة(بريطانيا) وإيضاح ذلك بشكل واضح ودقيق لهذه اللجان حتى تساعد في تذليلها والحد منها.
وختم العتيبي حديث التجربة بقوله: بلا شك المواطنون ومن خلال التواصل معهم في العديد من المناسبات يطمحون في الكثير من القرارات والتوصيات من المجلس التي تساهم في تذليل ما يعترضه من معوقات في جميع المجالات التي يتواصل معها بشكل مباشر، وأن تثمر هذه التوصيات في توفير الخدمات النوعية المثالية التي ترتقي بجودة العمل المقدم، وهذا ما يحمله زملائي الأفاضل أعضاء المجلس علي عاتقهم ويسعون في أن يكون لهم دور وبصمة لما فيه من خدمة لهذا الوطن الغالي ومواطنيه وتحقيقاً لما يسعى اليه ولي الأمر.
التجربة المقبلة هي للعضو وفاء محمود طيبة وهي السنة الأولى لعضوية النساء الكاملة ولها بعد ان كانت مستشارة للشورى، طيبة تقول "مجتمع النساء يعول علينا كثيرا وهذا متوقع" وكنا نواجه ذات الضغوط كمستشارات من نساء المجتمع، ونواجه دوما بالسؤال الشهير(ماذا استطعتن أن تفعلن للمواطنة؟)، وكنا نبذل قصارى جهدنا، وإن كان وضعنا كمستشارات مختلفاً، والآن في لجنة حقوق الإنسان كان لنا لقاءات مع مواطنين ومواطنات، وخارجها كذلك بل وخارج المجلس نتلقى الشكاوى والطلبات والمقترحات من النساء، فنحن اليوم من موقعنا في الشورى أقدر على الاستجابة لحاجات المجتمع المدروسة، ونحاول دوما أن نتلمس الثغرات والمشكلات.
وتابع عضو حقوق الإنسان والعرائض حديثها ل" الرياض" وتحكي: كنا في بداية العام الماضي نناقش المشكلات ونقدم فكرنا ووجهة نظرنا في المجلس بمداخلات في الجلسات، أما اليوم فقد تعلمت أن المناقشة والمداخلات جيدة لكن تقديم التوصية يكون أحفظ للحق في مناقشة الفكرة من المجلس كله.
حديث التجربة مسموع ومقروء فمضت طيبة في سرد سنة أولى شورى وتقول الواقع أن عضو المجلس يتمنى خدمة الوطن والمواطن الذي يعول كثيرا على المجلس في خدمته، ولكن يرافق ذلك نقص في الوعي لدى بعض فئات المجتمع بالدور الحقيقي للمجلس، والتمييز بين هذا الدور ودور الجهات التنفيذية، مما يجعله يلوم المجلس على ما ليس من دوره، ويساهم الإعلام في ذلك، فعلى الرغم من أن كثيرا من التحقيقات والمتابعات الإعلامية جادة ومخلصة، والنقد فيها بناء، إلا أن بعض ما يقدم في الإعلام ويتعلق بالمجلس لا يليق بإعلامنا السعودي، ومرحباً بالنقد البناء الذي بالطبع نستفيد منه، أما النقد لمجرد النقد فلا يفيد أحدا، ولذا أطالب الإعلام بشكل عام بمزيد من تحري المصداقية في الطرح وأعتقد أن المجلس يلام جزئيا في ذلك، فهو بحاجة إلى تطوير سياسته التوعوية والإعلامية، وقد يكون من المفيد نقل الجلسات كاملة في الإعلام حتى يطلع المواطن على حقيقة النقاشات التي تدور فيه.
عضو لجنة حقوق الإنسان والعرائض الدكتور ناصر بن راجح الشهراني هو الآخر تحدث عن سنته الأولى في مجلس الشورى ورغم قوله إنه قد يكون من المبكر أن تتبلور لدى أعضاء الشورى تجربة خلال سنة واحدة؛ إلا أنه من المؤكد أن هذه السنة كانت غنية بالخبرة التي نتجت من خلال اجتماعات المجلس واللجان المتخصصة والخاصة، وصدور العديد من القرارات.
يقول الشهراني إنه لن ينسى أهم حدثين في بداية هذه التجربة وهما القسم أمام خادم الحرمين الشريفين، ثم خطاب الملك الافتتاحي لهذه الدورة المنتهية بعبارة جليلة "وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص والعدل" قسم عظيم لن ينساه كل من أداه طوال حياته، وهي أمانة تظل حاضرة في الذهن عند التصويت على القرارات وعند الحديث والمداخلة على الموضوعات، أما خطاب خادم الحرمين الشريفين فقد كان بحق عميقا وواضحا ويحمل في طياته معاني كبيرة؛ وجاء فيه:".. تفعيل أعمال المجلس بوعي أساسه العقلانية التي لا تدفع إلى العجلة التي تحمل في طياتها ضجيجا بلا نتيجة"
ويضيف الشهراني: ما أن بدأت أعمال المجلس حتى ظهر جلياً التنوع الكبير في أعضاء المجلس من حيث الخبرات والآراء والأفكار والتطلعات، إلا أن هذا التنوع كان تحت مظلة كبرى هي أن مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، وأما التصويت بنعم أولا ليس قرارا شخصيا وإنما هو موقف مصحوب بأداء الأمانة حيال ما يرجح العضو أنه الأصلح والأقرب لتحقيق المصلحة.
وتابع الشهراني حديثه: مشروعات الأنظمة وتعديلاتها التي يقدمها أعضاء المجلس استنادا للمادة 23 من نظام المجلس هي تعكس أيضا اهتمامات الاعضاء ورغبتهم في إيجاد حلول لملفات وطنية تحتاج لتدخل تشريعي من خلال سن أنظمة جديدة أو تعديل أنظمة نافذة، كما أن التوصيات الإضافية التي يقدمها الأعضاء تشير أيضا لتنوع الآراء بين الأعضاء ليتم الاحتكام لتصويت المجلس في قبول هذه الفكرة أو تلك.
ويظل المجلس واحداً من أهم مؤسسات الدولة ويقع عليه مسؤولية كبرى لتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين وطموحات المواطن، ويمكن للمجلس والحديث للشهراني أن يسهم في إيجاد مبادرات وانجازات حقيقية، وتقديم رأي سديد، وتفعيل عطائه بشكل أكبر وأعمق؛ من خلال سن الأنظمة والرقابة على أداء الوزارات والهيئات الحكومية، وتعزيز التواصل مع كافة أفراد المجتمع.
ويختم عضو لجنة حقوق الإنسان والعرائض حديث التجربة بمقولة خادم الحرمين الشريفين: "اعلموا بأن مكانكم في مجلس الشورى ليس تشريفاً بل تكليف وتمثيل لشرائح المجتمع السعودي" ويقول" بالتأكيد أن صدى هذه الكلمات لا زال حاضراً في أذهان كل الأعضاء" .
ومن أعضاء سنة أولى شورى، الدكتور حمد بن عايض آل فهاد واستهل الحديث بقوله: شرف كبير أن نلت ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - باختياري عضوا في مجلس الشورى في دورته السادسة.
وأضاف: المجلس يمثل خبرات متنوعة وتخصصات مختلفة وكان هم أعضاؤه جميعا وشغلهم الشاغل هو مصلحة المواطن وخدمة الوطن بحماس منقطع النظير مستشعرين حمل الأمانة الملقاة على عواتقهم ومسترشدين بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما تشرفنا بالسلام عليه وأداء القسم بين يديه وكانت كلماته نبراسا لنا جميعا وموجها لنا كما أنها أيضا تمثل لنا دافعا لبذل مزيد من الجهد ومواصلة العمل للقيام بالمسؤولية التي كلفنا بها.
آخر رواية في هذا الاستطلاع هي من خارج بيت الشورى، لكنها لعضو سابق ترأس لسنوات لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب، وأمضى ثماني سنوات عضو شورى مثّل فيها المواطن والوطن خير تمثيل، الدكتور طلاب بن حسن بكري قال إن تجربته في الشورى ثرية وغنية " فيه تعلمت ما لم أتعلمه في حياتي السابقة في أدب الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر ومقارعة الحجة بالحجة"، ويضيف: للإنصاف المجلس يعمل وفقا لصلاحياته الممنوحة له وتلك الصلاحيات يعتريها بعض القصور، والمواطن ينظر اليه كباقي البرلمانات المؤثرة في رسم السياسات العامة للدولة كمجلس تشريعي بينما عصب نظامه يقول أنه مجلس استشاري يبدي الرأي والمشورة فيما يحال اليه من تقارير حكومية ومعاهدات واتفاقيات دولية وانشغال المجلس بتلك التقارير التي وصفتها تحت قبة المجلس بالبايتة والمنمقة والمجافي بعضها للحقيقة عطل قدرات المجلس عما هو أهم منها خاصة وأنه لا يسعى الى ما هو أكثر من تقييمها ورقياً.
ويؤكد بكري أن المجلس سيظل يراوح مكانه ما لم تتغير الصلاحيات الممنوحة له وحتى يتحقق ذلك فأتمنى من المواطن أن يقيم المجلس وفقا لتلك الصلاحيات وليس وفقا لما يتمناه منه وهو لا يستطيع تحقيقه.
ويختم بكري: كنت أتضايق جدا من بعض التوصيات الإضافية المرتجلة التي تدغدغ مشاعر المواطنين وتضع القيادة الرشيدة والمجلس على حد سواء في موقف حرج خاصة تلك المطالبة بالزيادات المالية دون دراسة مسبقة ودون مراعاة لصلاحيات المجلس.
عضوية المرأة في الشورى أقدر على الاستجابة لحاجات المجتمع المدروسة وتلمس الثغرات والمشكلات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.