رسم لاعبو الأخضر السعودي البسمة على شفاه الجماهير المتعطشة للانتصارات والأفراح عقب انتصاراتهم المتتالية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس أمم آسيا 2015م وخطفهم بطاقة التأهل الأولى قبل جولتين من انتهاء التصفيات وضمانهم صدارة المجموعة قبل الجولة الأخيرة، وبالرغم من وقوع المنتخب السعودي في المجموعة الحديدية التي ضمت إلى جانبه منتخبي العراقوالصين العنيدين ومنتخب أندونيسيا المتطور إلا أنه تمكن من حصد العلامة الكاملة خلال الجولات الأربع التي لعبها. السعوديون تخوفوا من العراقوالصين .. وصقورنا كسبوا الجولة منذ فترة طويلة والجماهير السعودية لم تفرح من أجل منتخبها الوطني وذلك بسبب إخفاقاته المتكررة سواء في البطولات الخليجية والقارية أو التصفيات المؤهلة لكأس العالم، لكن في هذه التصفيات كان للمدرب الأسباني لوبيز كلام آخر إذ نجح وبمعاونة كتيبته من اللاعبين في تقديم نتائج مميزة أسعدتنا كثيراً، صحيح أن المستويات التي يقدمها منتخبنا ليست هي المأمولة لكن النتائج والروح العالية التي ظهر بها اللاعبون تجبرنا على أن نغض الطرف عن المستوى كون المرحلة الحالية تتطلب أن يحقق الأخضر المراد وهو الانتصارات المتتالية التي ستساهم في عودته إلى سابق عهده. لوبيز وطاقمه قدموا عملاً كبيراً في الأعوام الماضية وتقريباً منذ كأس آسيا 1984م التي توج بها منتخبنا السعودي وحتى البطولة التي أقيمت في قطر عام 2011م كان الأخضر يتأهل بسهولة إلى البطولة بسبب تواجده في مجموعات سهلة كونه كان يصنف من قبل الاتحاد الآسيوي على أنه من منتخبات المستوى الأول حتى أن هذه التصفيات كانت تنقضي دون أي ضجيج، لكن في التصفيات الحالية كان الوضع مغايراً بسبب النتائج السيئة التي تسببت في تراجع تصنيف منتخبنا العالمي إلى مراكز متأخرة جداً حتى استقر في المركز ال101، إذ وقع في مجموعة قوية إلى جانب منتخبي الصينوالعراق وهو ما جعل الجماهير السعودية تضع أيديها على قلوبها خوفاً من خروج منتخب بلادها باكراً خصوصاً وأنه تعرض لذلك في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014م إذ ودع من التصفيات الأولية لأول مرة منذ عام 1994م، رجال الأخضر السعودي كانوا في الموعد ونجحوا في إسعاد الجماهير وإراحتهم منذ الجولة الأولى بعد أن تجاوزوا منتخب الصين ثم أندونيسياوالعراق وحسموا مسألة التأهل يوم (الجمعة) بالفوز على العراق مرة ثانية. هيبة «الأخضر» عادت مع استمرار الانتصارات كان الأخضر السعودي يحسم كثيراً من المباريات بهيبته خصوصاً تلك التي يخوضها مع الفرق الضعيفة ويأتي ذلك بسبب انتصاراته على أقوى المنتخبات الآسيوية واكتساحه للمنتخبات الضعيفة والمتوسطة بنتائج ثقيلة، إلا أن حاله في الأونة الأخيرة اختلف فأصبح خصماً سهلاً وبات يُهزم بنتائج ثقيلة ويودع البطولات والتصفيات ويخسر من منتخبات متواضعة جداً وضعيفة وهو الأمر الذي تسبب في فقدانه تلك الهيبة مما جعل المنتخبات لاسيما الضعيفة منها تواجهه بشعار الفوز ولا غيره بعد أن كانوا يدخلون مبارياته باحثين عن أقل الخسائر، ولعل ذلك أحد أهم أسباب نكسة المنتخب السعودي فالهيبة لا يمكن لأحد أن يغفل دورها المهم في حسم مباريات المنتخبات القوية حتى وإن كانوا في اسوأ مستوياتهم. هيبة المنتخب السعودي المفقودة بدأت تعود شيئاً فشيئاً بفضل الله ثم نتائج الأخضر في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس آسيا 2015م، الروح والقتالية كانت حاضرة في التصفيات بشكل رائع ويُبشر بالخير لاسيما وأنها كانت غائبة فترة طويلة، عندما تتغلب على منتخبات الصين واندونيسيا والعراق (ذهاباً وإياباً) فهذا مؤشر على أنك تسير في الاتجاه الصحيح وإشارة واضحة على أن أوضاعك أصبحت على ما يرام وهو ما سيجعل خصومك يضربون لك ألف حساب عند مواجهتك وهذا ما ظهر جلياً في مباراتي العراق الأخيرتين ومباراة الصين. المحافظة على الهيبة المكتسبة بعد الانتصارات المتتالية في التصفيات ليس بالأمر السهل إطلاقاً ومواصلة ذلك في المرحلة المقبلة بانتصارات مماثلة سواء في المباريات الرسمية أو الودية سيعززها كثيراً، لذلك فالمدرب الأسباني لوبيز مطالب بدخول المباريات المقبلة بذات الطريقة التي لعب بها في التصفيات وكان شعارها "الفوز فقط"، فثقافة الفوز لابد أن تكون حاضرة لدى اللاعبين كون المشوار لا يزال طويلاً أمام صقورنا الخضر لاستعادة مكانهم الطبيعي في القارة الصفراء. المباريات التي فاز بها منتخبنا خلال تصفيات كأس آسيا ساهمت في تحسين موقعه في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، لكن المرتبة التي يحتلها الأخضر السعودي لا تزال حتى الآن لا تليق به ولا بمكانته التي عُرف بها، لذلك فاللاعبون مطالبون بمواصلة ذات النهج وتكرار الانتصارات لأن ذلك سيلعب دوراً كبيراً في تقدم منتخبنا في التصنيف وهو الأمر الذي يعتبر هدفاً لاتحاد القدم السعودي الجديد برئاسة أحمد عيد. إدارة المنتخب السعودي مطالبة في الفترة المقبلة بالاستفادة من جميع أيام (FIFA) لإقامة المباريات الودية مع منتخبات متوسطة وقوية بهدف زيادة الانسجام بين المجموعة الحالية والمدرب الأسباني لوبيز والاستفادة من نقاط هذه المباريات في التصنيف الدولي. أعلم بأن شهادتي مجروحة لكن للأمانة لعب الاعلام دوراً كبيراً ومهماً في مشوار الأخضر السعودي في التصفيات من خلاله وقوفه مع اللاعبين، وبالرغم من وجود قلة لم يوفقوا في دعم منتخبنا إلا أنهم لا يمثلون شيئاً أمام الرقم الذي ساهم بشكل أو بآخر في وصول صقورنا الخضر إلى النهائيات، وهذا هو العشم في أبناء الوطن.