أعلنت وزارة العدل الجزائرية أن لندن سلمت الثلاثاء للسلطات الجزائرية رجل الاعمال الجزائري السابق عبد المؤمن رفيق خليفة الملاحق قضائيا في فرنساوالجزائر بتهم اختلاس وتزوير. وانهت عملية تسليم عبد المؤمن، المعروف أكثر باسم "محتال القرن"، أزيد من 10 سنوات من الفرار من وجه العدالة قضاها خليفة في العاصمة البريطانية لندن التي لجأ إليها مباشرة بعد انفجار "فضيحة بنك الخلفية" أكبر فضيحة لاختلاس المال العام في تاريخ الجزائر منذ الاستقلال العام 1962 كبدت الخزينة العمومية ما يزيد عن 1.5مليار دولار. واعلنت بريطانيا في 16 كانون الاول/ديسمبر نيتها تسليم خليفة البالغ 47 عاما قبل نهاية الشهر الجاري لانه استنفد جميع اجراءات الطعن القانونية في المملكة المتحدة. وياتي التسليم "وفقا للإجراءات القانونية وأحكام الاتفاقية القضائية" بين الجزائر والمملكة المتحدة، على ما اوضحت الوزارة. وكان وزير العدل الجزائري الطيب لوح صرح في 17 كانون الاول/ديسمبر ان بلاده اتخذت اجراءات لتسلم خليفة وضمان محاكمة منصفة له. ومثل خليفة ابن الوزير السابق النجاح الفردي في الجزائر في نهاية التسعينات حيث بنى امبراطورية اقتصادية تشمل مصرفا ومحطة تلفزيون وشركة طيران. لكنه افلس عام 2003 وحكم عليه عام 2007 في الجزائر بالسجن مدى الحياة بتهم اختلاس اموال والتزوير. وفي تلك الفترة لجأ الى لندن. وكانت محكمة جنايات ولاية البليدة (50 كم جنوب العاصمة الجزائر) حكمت على الملياردير الشاب بالسجن المؤبد بعد إدانته غيابياً لارتكابه عدة جرائم ذات الصلة بتسيير "إمبراطوريته المالية" التي تحمل اسمه. واتهم خليفة ب "تشكيل جماعة أشرار والسرقة المتكررة والتزوير والاحتيال وخيانة الثقة وتزوير وثائق رسمية وبنكية والرشوة واستغلال النفوذ والإفلاس المفتعل". ويصل الملياردير الوهمي إلى الجزائر عشية نقاش كبير حول انتخابات 2014 الرئاسية وفي وقت انفجرت كبرى قضايا الفساد في البلاد المتورطون فيها وزراء ومسؤولون في الدولة. ومما لا شك فيه أن مجيئ عبدالمؤمن في مثل هذا الظرف المشحون سيزيد الوضع انتكاسا على اعتبار أن الرجل سبق وأن هددّ أنه في حال مثل أمام القضاء سيقول كل شيء وأنه "يملك أسرار دولة" لأن قضيته "قضية دولة" في حين قالت تحليلات أن إحضار عبدالمؤمن في هذا الظرف بالذات هو لقطع الطريق أمام علي بن فليس ، غريم بوتفليقة، الذي عبّر عن نيته الترشح للرئاسة لعلاقة الرجل الوطيدة بمحتال القرن.