نظرا لخصوصية هذا العالم الذي أفرز رواية في قيمة (مائة عام من العزلة) لماركيز والتي تعتبر ملحمة إنسانية تؤسس لاتجاه خاص في عالم الرواية اتجاه يمزج بين الوقع والحلم في ثوب سحري أطلق عليه الواقعية السحرية، خصصت ساقية الصاوي بالقاهرة منتدى أدبياً للحديث عن الادب في أمريكا اللاتينية وكان ضيف المنتدى الروائي الكبير جمال الغيطاني الذي تساءل في البداية ما الذي جعل هذا المكان يفرز أدبا بهذه القيمة ويحتل مركزا هاما في خارطة الإبداع الإنساني مشيرا إلي رواية ماركيز (مائة عام من العزلة) وترجمتها للفرنسية سنة 1968 التي كان لها النصيب الأكبر في التعريف بهذا الأدب، مؤكدا أن أصحاب هذا المكان وعلى الرغم من فقرهم إلا أنهم يحملون قيمة هامة وهي القدرة على استيعاب الواقع وإعادته من جديد في نسيج من الخيال فيبدو وسطا بين العالمين فتحقق الخصوصية وقد تأثروا بألف ليلة وليلة وأعادوا قراءتها بطريقتهم فكان لها أثر في توجهاتهم ،وأضاف الغيطاني قائلا : أدباء أمريكا اللاتينية لم يحدث بينهم وبين الواقع ذلك الفصام الذي حدث مع بعض أدباء العرب ومن هنا جاء تفرد الروايات التى ترجمت الى العالم كذلك فإن أدب أمريكا اللاتينية ضد القهر وهو معنى إنساني يتجاوز إقليمية أي مكان. وعن انطباعاته الشخصية عن امريكا اللاتينية تحدث الغيطانى متذكرا زيارته للمكسيك فقال :زهلت عندما اكتشفت تشابهاً كبيراً بين الحضارة المكسيكية القديمة والحضارة المصرية القديمة، وجدت الأهرامات وهي ليست عملاً هندسياً ولكن فلسفة خاصة وإن كان هناك فرق في المفهوم فهى ليست بالضخامة التي عليها في الحضارة المصرية وكذلك الملامح تبدو قريبة الشبه من المصريين بل هناك خط ثقافي واصل بين الحضارتين.