وسط ركام من قطع الزجاج المهشم وكتل الاسمنت المبعثرة والسيارات المحترقة أمام مديرية أمن المنصورة جراء التفجير الذي استهدفها أمس، تجمع عشرات من أهالي المدينة وأطلقوا العنان لغضبهم من الإخوان المسلمين وبعضهم يهتفون "الشعب يريد إعدام الإخوان". وأسفر التفجير الذي قال مسؤولون أمنيون إنه تم بسيارة مفخخة بعشرات الكيلوغرامات من المتفجرات عن سقوط 14 قتيلا وأكثر من 105 جرحى معظمهم من رجال الشرطة العاملين في مديرية أمن مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل) على بعد مئة كلم شمال القاهرة، بحسب مصادر طبية. ومنذ مطلع يوليو باتت مصر منقسمة بين أنصار محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين والذي عزله الجيش إثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله، ومؤيدي السلطات الجديدة التي يقودها عملياً الجيش. ووسط ركام من قطع الزجاج وكتل الاسمنت التي غطت الشوارع المحيطة بمبني مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة، وجه وائل حمدي (50 عاما) الاتهام إلى جماعة الإخوان قائلا لفرانس برس "الإخوان هم المسؤولون عن هذا، إنهم يريدون العودة للحكم ولو بالدم والقوة والدمار". ومثله توافد عشرات الأشخاص إلى موقع التفجير وظلوا يتابعون طوال الليل ما يجري خلف سياج أمني أقامته الشرطة حول مقر مديرية الأمن. وكان بعض الأهالي يرفعون صورا يظهر فيها الرئيس المعزول بملابس الإعدام الحمراء ويرددون هتافات "لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله" في إشارة إلى الضحايا الذين سقطوا بينما كان البعض الآخر يهتفون "الشعب والجيش والشرطة أيد واحدة". ورغم أن جماعة الإخوان "دانت بأشد العبارات" تفجير المنصورة الذي لا يملك أحد بعد معلومات عمن يقف وراءه، فإن أهالي المدينة الذين اهتزت منازلهم ليلا يعتقدون أن الأمر لا يحتاج إلى تحقق وأن الفاعل معروف بل إنهم يتوعدون الإخوان بالانتقام ويهتفون بالعامية المصرية "حنعلمهم الأدب، حنوريهم الغضب". وقالت ميرفت سعيد وهي محامية في الخامسة والأربعين من عمرها "لا أحد له مصلحة في مثل هذه الأعمال إلا الإخوان المسلمين". وأضافت "أنهم ينتقمون من الشعب ومن الشرطة". وبانفعال صاحت سيدة أخرى تدعى هانم حسن "كل واحد يعرف حد إخواني لابد أن يبلغ السلطات عنه. ما يقومون به هو إرهاب". أما حمادة عرفات وهو مدرس في الخامسة والثلاثين من عمره أصيب ابن شقيقته الشرطي في التفجير فقال بغضب "الإخوان تنظيم إرهابي دولي مسؤول عما حدث في المنصورة وكل البلاد لأنه لا يهمه الحق أو البشر وبدأنا الآن نرى أن الإخوان يتبعون نفس تكتيكات القاعدة". أصحاب المحال الواقعة في محيط مديرية الأمن بدوا من جانبهم في حالة وجوم ووقفوا ينظرون بحسرة إلى متاجرهم التي هشمت واجهاتها بينما تحكمت محتوياتها وتناثرت على الأرض.