تقدم تنظيم القاعدة ب"اعتذاره" عن الهجوم الدامي الذي استهدف هذا الشهر مستشفى مجمع وزارة الدفاع في صنعاء، وعرض دفع دية لذوي الضحايا بحسب رسالة وجهها القائد العسكري للتنظيم في اليمن ونشرت على الانترنت في وقت متأخر من مساء السبت. وكان الهجوم استهدف صباح الخامس من ديسمبر مجمع وزارة الدفاع وخصوصا المستشفى التابع للمجمع ما اسفر عن مقتل 56 شخصا بينهم اطباء وممرضات من الفيليبين والمانيا وفييتنام والهند إضافة الى عشرات اليمنيين. وقال القائد العسكري ل "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" قاسم الريمي في الرسالة المصورة التي نشرت عبر الانترنت "نحن هنا اذ نعترف بالخطأ والذنب نقدم اعتذارنا وتعازينا لذوي الضحايا". وأضاف "اننا ما أردنا ضحاياكم ولا قصدناهم وليس من ديننا هذا ولا خلقنا ونتحمل كامل المسؤولية عما حدث في المستشفى من دفع الديات والتعويضات والعلاج وغير ذلك. كل ما يأمرنا به شرعنا سنقوم به فنحن دعاة شريعة". وأكد الريمي أن واحداً من المهاجمين لم يلتزم بالتوجيهات، الامر الذي تكذبه اللقطات التي بثها التلفزيون اليمني والتي أظهرت هجوما من قبل عدة اشخاص بدم بارد استهدف المدنيين في المستشفى. وجدد الريمي التأكيد ان التنظيم الذي سبق ان تبنى الهجوم، لم يكن يستهدف المستشفى بل مركز القيادة التي قال انها تتضمن "غرفة تحكم" توزع الاهداف على الطائرات الاميركية من دون طيار التي تنفذ غارات في اليمن تستهدف القاعدة. وقال الريمي "نحن هاجمنا الوزارة وتحديداً مبنى قيادة وزارة الدفاع، هذا المبنى الذي تدار منه غرف التحكم بالطائرات بدون طيار، وهذه الوزارة التي تحولت من وزارة تدعي أنها تحمي البلاد والعباد إلى وزارة لتوزيع الشرائح للطائرات الأميركية". وأكد الريمي أن أي وزارة او مركز عسكري "هدف مشروع" للقاعدة اذا ما ثبت انها "تتعامل مع الطيران الاميركي". وقال "نحن هنا نؤكد أن أي وزارة أو أي معسكر أو أي ثكنة عسكرية أو غير ذلك، أي موقع من هذه المواقع ومن غيرها ثبت لدى المجاهدين أنها تتعامل مع الطيران الأميركي هذه كلها هدف مشروع لنا". وأكد انه "لدينا قائمة طويلة بهذه المواقع". المبررات الواردة غير منطقية فالإرهاب مرفوض من ناحية المبدأ، ومن ناحية أخرى كيف يجوز الاتجاه نحو موقع طبي وقيل إن الخطأ من مهاجم واحد، بينما برزت تصريحات تؤكد تعدد الهجوم ضد الأطباء والمرضى. من جهة ثانية أصدرت محكمة يمنية متخصصة في قضايا الارهاب امس حكماً بالسجن ثلاث سنوات على يمني عضو في تنظيم القاعدة أُدين بالضلوع في شن هجمات في عدن. وبحسب وكالة سبأ الرسمية للانباء فقد حكم على عبد الله سعد غازي الريمي بالسجن لانتمائه الى عصابة القاعدة المسلحة ولمشاركته في "اعمال ارهابية عام 2012 ضد ضباط وافراد من القوات المسلحة واجهزة الامن بالاضافة الى المنشآت العسكرية والامنية في صنعاء". وخلال الاشهر الاخيرة، ازدادت المحاكمات في اليمن حيث ينشط تنظيم القاعدة بحق أشخاص ينتمون الى الجماعات المتطرفة، وأصدرت محكمة يمنية متخصصة في قضايا الارهاب في 31 اكتوبر احكاما بالسجن لمدد تتراوح من عامين الى سبعة اعوام على عشرة من عناصر القاعدة دينوا بارتكاب اعمال اجرامية. واستفاد تنظيم القاعدة من ضعف السلطة المركزية في اليمن ومن حركة الاحتجاج الشعبية ضد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في 2011، لتعزيز حضوره في البلاد، لا سيما في الجنوب والشرق.