اصبح الوضع الرياضي السعودي غير قادر على ادارة نفسه والخروج بها الى عمل ايجابي يعينه على التطوير والتقدم، كل ما كان هناك وعود، تراجع الاداء وغابت النتائج، يشعر المتابع وكأن كل جهة تعمل بمعزل عن الاخرى من دون تفاهم وانسجام وتعاون واندماج باتجاه واحد، والتواجد تحت مظلة واحدة هي الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي دخل في معضلة الديون وتحديد مكان وموعد دورة الخليج المقبلة، وهل ستكون في جدة ام الرياض، في المعضلة الاولى تدخل المقام السامي وانهى الأزمة، وفي القضية الثانية يقال ان هناك جهات عليا تدخلت ونقلتها من جدة الى الرياض، من دون ان تضع رعاية الشباب واتحاد الكرة ذلك في الاعتبار قبل اعلان نقل البطولة من البصرة الى جدة، حتى التجاوزات من الرياضيين ضد بعضهم البعض احتاج الأمر الى تدخل جهات بعيدا عن الرياضة لردع المخطئ ورد الاعتبار للمظلوم و(لنا في قضية سالم الدوسري ونواف العابد خير برهان) من دون ان يحتكم الرياضيون ومن يقود سفينتهم الى اللوائح والقانون الخاص بهم، وهنا يحق للجميع التساؤل هل (الرياضة السعودية اصبحت بلا قائد ولا نظام ولاهيبة ومحرك رئيسي يدفعها نحو التطوير والالتزام بتطبيق الانظمة والصرف على نفسها من ميزانيتها والعقود التي تُبرم). في كارثة ألمانيا الشهيرة 2002 احتاج الأمر الى تدخل القيادة آنذاك وتم تشكيل لجنة ذات مستوى رفيع على امل انعاش الرياضة وكرة القدم والنهوض بها، قبل فترة قدم المقام السامي دعما كبيرا لجميع الأندية (حسب الدرجة) للتغلب على معضلة الصرف، في قضايا اخرى كان حسمها والتصدي لها من صلاحيات رعاية الشباب واتحاد الكرة الذين يعلنان اللوائح ويقران العقوبات والغرامات ويهددان المخطئ، ولكن هيهات تكون الاندية ومن يديرها اقوى من الاتحاد والرعاية فتعود الفوضى من جديد لتعم الشارع الرياضي وتكرس المحسوبيات وعدم القدرة على التحرر من المجاملات والضعف في العمل وبالتالي غياب القرارات التي تقوّم الوضع. تدخل المقام السامي مشكورا في ازمة الديون وضخ 88 مليونا في خزينة الاتحاد ثمن الديون والتركة التي ورثها الاتحاد المنتخب برئاسة احمد عيد يمثل دفعة معنوية غير عادية وفرصة للتحرر من شبح الديون، ولكن السؤال المهم، تدخل هذه المرة بعد ان ادرك صعوبة وخطورة ما يحدث وان الشق اتسع على الراقع، فماذا عن المستقبل والكل يعرف ان الدولة لديها ماهو أهم، وهل يستمر الصرف المالي على المنتخبات والمدربين والمعسكرات وتوقيع العقود من دون حسيب او رقيب وقراءة واقعية للحاضر والمستقبل مثلما كان يحدث سابقا وبالتالي الوقوع في ازمة مالية اخرى؟، اين ذهبت الملايين مقابل توقيع العقود وماهو مردودها المادي على النادي اياً كانت درجته والمنتخب؟ الكثير من اعضاء الوسط الرياضي والاعلامي طرحوا ولازالوا يطرحون مثل هذه الاسئلة (التي يبدو انها باتت تستفز المسؤول اكثر من اي شيء آخر) ولكن من دون اجابة شافية، فالكل يتهرب، والجميع يريد ان تكون الكرة والاهداف خارج مرماه، اما لضعفه او للغموض الذي يلف محيطه. ارقام مالية ضخمة مقابل توقيع عقود للنقل التلفزيوني واخرى لرعاية المنتخبات والمسابقات المحلية ليس لها أي اثر ايجابي على التنمية الرياضية، تستغرب اين ذهبت ولماذا لم يعلن عن اوجه صرفها بصورة دقيقة حتى يقتنع الجميع، جل الاندية غير المدعومة شرفيا وليس لديها عقود رعاية بح صوتها والكثير منها يؤكد ان لها مستحقات لم تصرف منذ اعوام طويلة.. لماذا ومن المسؤول عن تعطيل صرفها حتى هذا الوقت؟. الكل يتذكر ان احدى الشركات والاتحاد السعودي لكرة القدم اعلنا عن توقيع عقد لرعاية المنتخبات السعودية مقابل مبلغ مالي كبير، وفجأة (تفركشت) الرعاية من دون اي تبريرات، ويقال ان هناك شرطيا جزائيا يفترض ان تدفعه الشركة مقابل فك الارتباط، ولانعلم حتى الآن هل نُفذت بنود العقد كما يجب ام لا؟ القيادة العليا ايدها الله دائما قريبة من الشباب والرياضة كما هو قربها من اي مجال آخر والعمل على دعمه وهذا ما اعتدناه منها في كل وقت، ولكن الى متى والرياضيون غير قادرين في عصر الاستثمار وتوقيع العقود الكبيرة على ادارة انفسهم وترتيب اوراقهم ( بانتظار مكرمة ولفتة حانية) تنتهي ازماتهم وتحل مشاكلهم وتضخ لديهم اوكسجيناً جديداً يعينهم على الاستمرار في الحياة الرياضية؟ ماذا يعمل المسؤول، ومافائدة اللجان واللوائح شبه المعطلة والتطبيق (احيانا) تجاه اطراف، والغياب ضد اطراف اخرى، ماذا عن الجانب الاستثماري والتوقيع مع بعض الشركات التي اعلن عنها المتحدث الرسمي باسم اتحاد الكرة؟ الى اي خطوة توصلوا، وهل ذلك يأتي في سياق الوعود التي سمعناها منذ عشرات الاعوام من دون ان نراها على ارض الواقع؟