الوفاء من شيم العرب ومن الخصال الحميدة التي حرصوا عليها كون الوفاء يعد قمة الود والمحبة والإخلاص تجاه الآخرين ومن ذلك وفاء الحبيب لمحبوبته في حياتها ومماتها لذا يعطى الوافي في محبته واخلاصه مكانة تميزه عن كافة المحبين يقول سليمان المانع: أنا عزاي إن الوفاء محتويني وان خان غيري بعت دمي ولا خنت ويعد الشاعر نمر بن عدوان شاعر الحب والوفاء ويعود ذلك للإخلاص المتناهي لمحبوبته وضحى بعد مماتها لقد بكى وأبكى شاعرنا من استمع لقصائده رغم مضي حقبة زمنية على فراقه مع محبوبته ولكن يبقى الوفاء الصادق تتلألأ كلماته لأنها تضيء حقيقة وتحكي معاناة وملامسة واقعية للوعة الفراق الأبدي يقول: صبري زرعته في زبارات نمرين أضحيت مثل اجويف اجرجر عباتي جرحي غميق او غاص ما بين ضلعين منه تنهد قلبي شهد ومات ويقول أيضا يحدث ابنه عقاب عن مدى تأثره بلوعته في صور رائعة ترادفت فيها كلمات الحسرة وكأنها جمرات الغضا على كبد شاعر الوفاء والحب نمر بن عدوان: يا عقاب طول الليل أنوح والعي وأجوح جوح الذيب لن صابه أسعار وبعد فراق وفيته يصل الى قمم الوفاء من خلال تمنيه للموت حتى يتخذه وسيلة للقاء محبوبته في عالم البرزخ وهذا من وحي الخيال بعد لوعة الفراق فلم يجد بداً من قوله: لمين اشكي وجع القلب لمين مالي على البلوى صديقاً اموافي ساعات اهل الدمع من مقلة العين او ساعة على الخدين تلطم اكفافي ومن وميض الوفاء التأثر بالمكان وذكرياته فسرعان ما يعيد المكان ذكريات الأمس الجميلة وتتوالى الصور تذكر بالماضي وتعيد للجروح جدتها ويبدأ التأثر النفسي وهذا من نوع الوفاء لذلك الغائب تقول نورة الحوشان: يالعين هلي صافي الدمع هليه والى قضى صافيه هاتي سريبه يالعين شوفي زرع خلك وراعيه هذي معاويده وهذي قليبه