الوفاء من شيم العرب في تعاملاتهم حتى مع الضد وهذه صفة حميدة ودرجة عالية لمعنى التعامل الإنساني إن اقل درجات الوفاء أن يبقى احترام وتقدير الذي وقع عليه الوفاء في مكانه حتى لو لم يكن في حيز المكان والوفاء صفة حميدة يحملها القليل ويتحدث عنها الكثير، والوفاء إعطاء الشيء حقه ومكانته بزيادة عن المطلوب، وتقول العرب للإنسان إكراماً له عندما يسدد دينه في الوقت المحدد أو يصل صديقاً له أبعدته الظروف والأيام فلان وفي يقول الشاعر سعد ضيف الله المديني : ياحمود ما خنته ولاني بخاين طبعي وفي لو خانوا الناس ما خون ياما وفينا في شداد بواين وياما حميته والمخاليق يدرون والوفاء له مجالات عده معظمها في التعاملات الاجتماعية والوجدانية ومن ذلك وفاء الحبيب لمحبوبته في حياتها ومماتها لذا يعطى الوافي في محبته وإخلاصه مكانة تميزه عن كافة المحبين يقول سليمان المانع : أنا عزاي إن الوفاء محتويني وان خان غيري بعت دمي ولا خنت والشاعر نمر بن عدوان يلقب بشاعر الحب والوفاء ويعود ذلك للإخلاص المتناهي لمحبوبته وضحى بعد مماتها لقد بكى وأبكى شاعرنا من استمع لقصائده رغم مضي حقبة زمنية على فراقه مع محبوبته ولكن يبقى الوفاء الصادق تتلألأ كلماته لأنها تضيء حقيقة وتحكي معاناة وملامسة واقعية للوعة الفراق الأبدي يقول : صبري زرعته في زبارات نمرين أضحيت مثل اجويف اجرجر عباتي جرحي غميق وغاص ما بين ضلعين منه تنهد قلبي شهد ومات ويقول ايضاً يحدث ابنه عقاب عن مدى تأثره بلوعته في صور رائعة ترادفت فيها كلمات الحسرة وكأنها جمرات الغضا على كبد شاعرنا نمر بن عدوان : يا عقاب طول الليل أنوح والعي وأجوح جوح الذيب لن صابه أسعار أصيح بعالي الصوت بحس شنع أسايله وين المحبين يا دار وبعد فراق وفيته يصل إلى قمم الوفاء من خلال تمنيه للموت حتى يتخذه وسيلة للقاء محبوبته فلم يجد بداً من قوله : لمين اشكي وجع القلب لمين مالي على البلوى صديقاً أموافي ساعات أهل الدمع من مقلة العين وساعة على الخدين تلطم أكفافي ومن وميض الوفاء التأثر بالمكان وذكرياته فسرعان ما يعيد المكان ذكريات الأمس الجميلة وتتوالى الصور تذكر بالماضي وتعيد للجروح جدتها ويبدأ التأثر النفسي وهذا من نوع الوفاء لذلك الغائب تقول نورة الحوشان: يالعين هلي صافي الدمع هليه والى قضى صافيه هاتي سريبه يالعين شوفي زرع خلك وراعيه هذي معاويده وهذي قليبه