إن الطريقة الوحيدة لإنجاز أعمال عظيمة هي أن تحب ما تعمل، وإذا لم تجد ما تحبه، فاستمر في البحث عنه، ولا تقنع بغيره، فكما هي الحال مع جميع مسائل القلب، ستعرف ما تحبه حين تراه.(ستيف جوبز) الفرق بين المبدع ومن لم يبتكر اي شيء هو الحافز، وحب الشيء هو أكبر محفز للعمل، وهذا ما لمسته عند لقائي بمدير عام مؤسسة إطعام لحفظ النعمة السيد حمد الضويلع في مقرها بالمنطقة الشرقيةالدمام، فقد وجدته يشعر بكيان عمله بشكل عاطفي وبروح عاشق محب، فقد حمله حماسه ولهفته للحياة إلى أن يكون مشاركا فعّالا في العالم من حوله لا إلى أن يكون مشاهدا، وقد لاحظت انغماسه بحب بحلمه المدهش الذي تجسد على أرض الواقع، فمحاولة الانغماس في الافكار والعمل ستكون فارغة ان لم يكن هناك الحب والعاطفة والرغبة وقد امتلك اهم الصفات البشرية وهي الشجاعة الحقيقية لتنفيذ حلمه، والشجاعة هي جزء من التحول الثقافي لأي مؤسسة، وهذا الاسلوب من القيادة يسمى (سحر الادارة). وقد وجدت ممارسات السيد الضويلع كقائد تتمثل فيما يأتي : الرؤية، العمل الجماعي، الوثوق في الآخرين، والإصرار، والاستماع، والتخطيط المتفتح، وتكريس الجهد. فالقيادة الملهمة هي الرابطة المفقودة في التفكير الابداعي في مؤسساتنا الخيرية التطوعية. ومؤسسة إطعام لحفظ النعمة هي مؤسسة يافعة غير ربحية متخصصة بالطعام، وقد بدأت بمبادرة من مجموعة رجال أعمال بالمنطقة الشرقية بهدف حفظ النعمة من الهدر وذلك عن طريق نقل فكرة بنوك الطعام في دول العالم وتطبيقها في المملكة العربية السعودية بطريقة احترافية، وهي تؤكد على حيوية العمل الخيري التطوعي، وبعد النجاح الواسع الذي حققته الجمعية الخيرية للطعام "إطعام" في المنطقة الشرقية، أطلق رجال أعمال ومهتمون بالعمل الخيري الفرع الأول لها بمنطقة الرياض تحت مسمى "إطعام" الوسطى، حيث تم الاتفاق مع "إطعام" الشرقية على نقل التجربة إلى الرياض عبر برنامج مخصص لنقل الخبرة يبدأ من مرحلة التأسيس وصولاً لمرحلة التشغيل. وأهم أهدافها تتلخص في توعية المجتمع بأهمية حفظ النعمة وإيصال الفائض من الطعام إلى المستفيدين وفق أفضل معايير الجودة والسلامة العالمية، وخلق فرص عمل أمام أبناء الأسر المستفيدة وتدريبهم تدريباً ممتازاً يمكّن تلك الأسر من الاعتماد على نفسها مستقبلاً، فضلاً عن إشاعة روح العمل التطوعي في المجتمع والارتقاء بالعمل الخيري بصورة احترافية. والحقيقة الناصعة امامي من خلال رصدي وتتبعي لعمل مؤسسة اطعام هو ان القائمين عليها اضافوا قيمة حقيقية لشيء كان غير مرغوب فيه في المجتمع، وهذا هو طريق الثراء الفعلي في الحياة، ففي الاعمال الخيرية او الربحية لا يجب ان نبدد قدراتنا العقلية في ابتكار خدمات او منتجات لا يريدها احد، ولكن نستثمرها في تحسين شيء موجود بالفعل، وذلك عن طريق الوصول به الى مستوى اعلى من الجودة. وتحضرني قصة حلم (والت ديزني)، فقد كان موته مسبوقاً بحدث كبير، حيث انه قبل موته بليلة في نفس حجرته في المستشفى . أصر صحفي على مقابلته، وقد كان فريق عمل المستشفى قد رفض دخوله الغرفة مرات عديدة، وعندما استطاع الدخول لم يستطع (والت ) ان يجلس او ان يعلو صوته عن الهمس، فطلب من الصحفي ان يجلس بجانبه حتى يهمس في أذنه، ولمدة 30 دقيقة، كان (والت) يجلس جنباً الى جنب، حيث أشار (والت)الى خريطة خيالية عن عالم والت ديزني على السقف، وأشار والت الى المكان الذي خطط ان يبني فيه البنايات وأماكن الجذب المتنوعة، لقد تحدث عن المواصلات والفنادق والمطاعم وأجزاء اخرى من تصوره لمكان لم يُفتتح إلا بعد ست سنوات. فطريقة (والت ديزني) في الحياة كانت: ان همس في اذن شخص بتصوره عن الذي يؤمن به الى حد كبير حتى وهو على فراش الموت.