العنوان مثل شعبي له دلالة خاصة تتعلق بهواية الصيد وأخرى عامة. والقَنْص أو القَنَص على اختلاف اللهجات كلمة تتردد كثيراً عند الصيادين، وهي ذات أصل فصيح إذ ورد في معاجم اللغة:(قَنَصَ الصيْدَ يَقْنِصه قَنْصاً وقَنَصاً، بمعنى صاده. وتَقَنَّصَه: تَصَيَّده. والقَنَص والقَنِيص: ما اقْتُنِص. والقَنِيص الصائد والمَصِيد أيضاً. والقَنِيص والقانِص والقَنَّاص: الصائد، والقُنَّاص جمع القانِص). وقد تعارف هواة الصيد (حالياً) على أن القنص تعني هواية الصيد سواء باستخدام البنادق أو الصقور أو كلاب الصيد، ويقال في الإخبار فيما بينهم (فلان قَانِص أو في المِقْنَاص، وللجماعة يقال قنُوْص)، أي ذهبوا إلى أماكن الصيد التي تكون غالباً في أماكن برّيّة نائية. وتتفاوت إجادة الأشخاص في هواية الصيد أو القنص تبعاً لتفاوت المهارة في استخدام أدواتها والفطنة والهدوء والدراية في ميدانها، وأيضاً تبعا لتفاوت المعرفة والخبرة التي تأتي بالتجارب وتزداد مع التمرس في الهواية وبخاصة في مجال معرفة أنماط معيشة طرائد الصيد وسلوكها، ومع ذلك فإن عثور الصياد على طرائده يخضع في كثير من الأحيان إلى المصادفة، ولهذا يشيع بين الصيادين مقولة: (الصيد توافيق). والخلاصة أن المَصِيد؛ وهي الطرائد، لا يظفر بها إلا الصياد الحاذق الذي حالفه التوفيق بالعثور عليها. ويضرب المثل لاختلاف نسب النجاح في تحقيق الأهداف وارتباطها بمتطلبات متعلقة بخصائص الشخص الذي يسعى إليها وبالظروف المحيطة. إن هذا المثل؛ في دلالته الخاصة، لن يكون في حسبان هواة الصيد الذين تتزايد أعدادهم مؤخرا مع انفرادهم بالطيش حين يسعون إلى إسقاط (وقتل) كل حيوان أو طير يدبّ على الأرض، ووضعه هدفا مادام أنهم في الميدان، دون اعتبار لمعيار التوازن بين طلب المتعة وبين ممارسة الهواية وفقا لأصولها وآدابها الشرعية. أولئك الذين قال عنهم الشاعر عبدالله بن عون: قدّام يطلع للصقارة زباين ناس تحوش القوبعة بأم روحين اليا روحوا بمشحنات الخزاين ما في نحاهم ذوقوه الامرين