نعرف جميعنا أن الأمية هي عدم معرفة القراء والكتابة وعندما لا يعرف الشخص القراءة والكتابة يُطلق عليه (أميّاً). حيث إن الأمية من المشكلات الحقيقية التي ما زالت تعاني منها المجتمعات حتى الآن وهي التي تقف حائلا دون التقدم والنهوض في مختلف المجالات هذه هي الأمية التقليدية المعروفة. ولكن ظهر لدينا أمية جديدة في مجتمعاتنا هي الأمية الثقافية وضيق الأفق بكافة أشكاله، والتعصب لطرف دون الآخر فيكون هناك فرق واضح في الضحالة الفكرية والنظرة الصائبة والفكرة الإبداعية. إن الأمية الثقافية تهدد المتعلمين وخاصة ممن أمضى تعليمه العام وقد يكون قد امضى تعليمة الجامعي، والتي تولد الالم والحسرة والتي قد تفقد الشخص التعامل مع الذات والغير. إن أول الأسباب التي أدت إلى الأمية الثقافية هي عدم القراءة والاطلاع والتحجر الفكري الذي يطغى على الشخص ومع الانتقال إلى الإعلام الجديد والمسلسلات والفيديو كليب وترك البرامج الهادفة والمفيدة التي تفيد الشخص في الأشياء العلمية والحياتية والمعلوماتية. إن محو الأمية الثقافية ليس بإتقان جميع العلوم وتفاصيلها وإنما الالمام بها مجملا ومعرفة ما يحصل من أحداث وتطورات على الساحة الثقافية والإلمام الكامل في مجال العمل والتخصص والاطلاع على الامور التي تساعد على تطوير النفس في ذلك المجال. وليس الاطلاع إلى الأمور بشكل تام ولكن كشف الأمور المبهمة والتي من الواجب معرفتها لكي يتم فهم ذلك فهماً شاملاً لما يسمى الاقتراب العلمي. ان الثقافة المعلوماتية في المجالات الدينية او الطبية او الهندسية او اي مجال نافع للمجتمع يزرع الفضائل في النشء وروح الولاء والانتماء للمكان والأرض والوطن وترسيخ روح المحبة بين الجميع وبناء جيل متعلم ومتنور ثقافياً وعلمياً ومن هنا نعلن دعوة جديدة لإنقاذ المجتمع بمحو الأمية الثقافية بالتعلم والقراءة وحث النشء على ذلك والاطلاع المستمر وعدم الاكتفاء بالتعليم الأكاديمي وتكون مسؤولية ذلك على المربين والدعاة والمفكرين لكي نسير على منهجية واضحة ودراية تامة. كما يمكن استغلال وسائل الاعلام والاتصال الحديث في مواجهة هذه المشكلة التي نواجهها واعداد برامج ومؤسسات لنشر مبادئ العلوم وتبسيطها وإجراء المسابقات التنافسية وفتح باب النقاش العلمي ووضع خطط تنموية وإستراتيجية تساعد في تحقيق الأهداف والطموحات مما يعطي ثماراً جيدة تنمي المجتمع وتلبي أهدافه وطموحاته واحتياجاته وتساعد على متطلبات الرقي والتقدم لكي تجعل أفراد المجتمع ينعمون بالعيش الآمن والرفاهية والازدهار.