قبل عقد من الزمان كان الذي لا يقرأ أو يكتب امرءاً أمياً، وقد بذلت الدولة رعى الله ولاة أمرها جهوداً جبارة من أجل محو هذه الأمية عبر عدة منافذ تعليمية استطاعت أن تقضي على هذه الأمية، ولكننا اليوم ونحن في عصر الحضارة والتقدم التكنولوجي ظهرت أمية جديدة إلى عالم الوجود، فالذي لا يعرف كيف يتعامل مع الحاسب الآلي الذي أصبح صاحب الريادة في كل الأمور الحياتية إنسان أمي يحتاج إلى تعليم فن التعامل مع هذا الجهاز ليتمكن من السير في هذه الحياة التي غدت تعتمد وبشكل مستمر على التعامل الالكتروني في جميع المجالات (إدارات حكومية – جامعات – مصارف...) فكل فرد في المجتمع ينبغي أن يلم بالمهارات الأساسية للكمبيوتر شأنها شأن المهارات الأساسية التي تسعى الجهات التعليمية إلى محو أمية الأفراد فيها كالقراءة والكتابة، فالجهات المختصة بالتعليم عليها أن تسعى لمحاربة هذه الأمية والقضاء عليها كما قضت على أمية القراءة والكتابة من خلال إدخال دراسة الحاسب الآلي في جميع المستويات التعليمية بدءاً من الصف الأول الابتدائي، كما أن المنشآت الحكومية والأهلية ينبغي عليها إلحاق منسوبيها بدورات مستمرة ذات كفاءة عالية من أجل تعليمهم كيفية التعامل مع الحاسب الآلي، وتدريبهم على رأس العمل ليتمكنوا من انجاز الأعمال بيسر وسهولة، ومن ثم القضاء على المعاملات الورقية، فالأمية لم تعد تقاس في زمننا الحاضر بعدم القدرة على القراءة والكتابة، بل بعدم مواكبة الركب الحضاري المتسارع الخطى في زمن يعتمد على القاعدة المعلوماتية، ورغم الفوائد التي نكتسبها من التعليم الإلكتروني كعدم الاهتمام بالعمر الزمني للمتعلم، وما يقدمه من تسهيلات وأساليب تعليمية منوعة تمنع الملل، وأنه يوفر للمتعلم إمكان اختيار السرعة التي تناسبه في التعلم، فالمتعلم قادر على تسريع عملية التعلم أو العكس.إلا أننا مازلنا نواجه الكثير من المعوقات والصعوبات على صعيد استخدام هذا التعليم، ومن ابرز الأسباب السلبية للتعليم الإلكتروني : جهل الطالب وضعف الوعي التكنولوجي لدى الكثير من الناس في استخدام التكنولوجيا المتقدمة والبسيطة بلا جهد وتعب، عدم وجود المعلمين الذين يجيدون فن التعليم الالكتروني، ومن هنا يظهر ضعف المدرسة كمؤسسة تعليمية مهمة في المجتمع لها دورها الرائد في تنشئة الأجيال المتوالية التي تجيد التعامل مع الحاسب الآلي، فتعليم أسس المنهج الاليكتروني أصبحت في الوقت الحاضر أمراً أساسياً يتوجب على الجهات المعنية الاهتمام به لكي لا نجد أنفسنا بعد فترة من الزمن في معزل عن المجتمع الخارجي لجهل أفراد مجتمعنا من التعامل مع تقنية الحاسب الآلي. حكمة: العلم نور والجهل ظلام. ومن أصدق من الله قيلاً (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) ناسوخ 0500500313