نجح المدرب الصربي غوران بتصحيح وضع الاتفاق الذي كان صيداً سهلاً ايام مدربه السابق بوكير الذي تمت اقالته بعد ان ساءت نتائج الفريق ولم يذق على يديه طعم الفوز، بل ان الجماهير صبت غضبها عليه وطالبت الادارة برحيله قبل ان يقع الفأس في الرأس، ولم تجد الادارة برئاسة الخبير عبدالعزيز الدوسري حلاً وخياراً إلا بانهاء عقد بوكير والتعاقد مع مدرب يناسب المرحلة الحالية فتم التوقيع مع غوران من خلال نظرة فنية اشترك فيها خبراء الاتفاق. وانتظر الاتفاق الجولة الثالثة ليذوق طعم الفوز بانتصاره على الشعلة بعد ان تجرع مرارة الخسارة مرتين امام الرائد في بداية مشواره والثانية من الهلال على ملعبه بالدمام، إلا أن الفوز لم يكتب لبوكير البقاء كون الفرق ظل متهالكا ويعيش تراجعا مخيفا، بيد ان غوران بدد كل مخاوف الاتفاقيين وعمل نقلة نوعية للفريق الذي شهد تطوراً ملحوظاً وقفز به من المؤخرة إلى المنافسة على المراكز المتقدمة باحتلاله المركز الخامس. ولم يكن التحول في جدول الترتيب مصدر فرح الاتفاقيين إنما التطور في الاداء وعودة الروح الاتفاقية وشخصية الفريق في الملعب هي من أسعد ادارة وجماهير ومحبي النادي الذي استعاد هيبته واعاد لجماهيره الفرحة التي غابت عنها في الاسابيع الاولى من دوري "عبداللطيف جميل" ومايحسب للمدرب أنه عمل غربلة للفريق وتوظيف للاعبين بشكل صحيح وفرض عليه التخلي عن الطريقة العقيمة التي كان يعتمد عليها بوكير من خلال النهج الدفاعي والاعتماد على مهاجم واحد وهي التي ذبحت الفريق وجعلته لقمة سائغة امام بقية الفرق قبل ان يعود ليقول كلمته ويفرض هيبته. وما يحسب لغوران انه أعاد الوفاق بين الاتفاق وجماهيره التي كانت قد ابتعدت عن مؤازرته في الفترة الماضية بسبب تدهور الوضع الفني غير ان غوران عرف كيف يعالج رحيل النجوم والنقص الذي يعاني منه الفريق من خلال الانضباط التكتيكي وبث روح الحماس والمنافسة بين اللاعبين في الوصول لقائمة الفريق الرئيسة وهي التي اعادت للاتفاق مكانته بالدوري. وكان معظم الاتفاقيين من محللين وجماهير اعتبروا رحيل العديد من العناصر المؤثرة من اللاعبين الأجانب والمحليين قد أضر بالفريق فيما عالج المدرب هذا النقص بزرع الثقة في الوجوه الشابة مثل الزقعان وكادش وكنو ليرسم لوحة فنية جميلة اعادت للاتفاق توازنه ليعود للمنافسة بالمستوى المقرون بالنتائج. وكانت مباراة النصر التي اقتنص منها نقطة خارج ملعبه هي البداية الحقيقية والاختبار الناجح للمدرب واللاعبين والتي كتبت التحول لمشوار مختلف للاتفاق مع غوران كان اخره الفوز الثمين على الاهلي بثنائية جميلة واداء كان رائعا، ليؤكد الاتفاق انه مع غوران مختلف والسؤال هل يواصل الاتفاق تألقه؟ هذا ماستكشفه المواجهات المقبلة.