طالبت جمعية "إبصار" للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية بإيجاد آلية لتوسيع نطاق التأمين الطبي على كافة شرائح المجتمع من المواطنين والمقيمين مع خفض تكلفة التأمين الطبي ليتناسب مع دخل الأفراد والاستمرار في تقديم البرامج والأنشطة لزيادة الوعي بين شرائح المجتمع باختلاف طبقاته بأهمية العناية بالعيون والزيارات الدورية لأطباء العيون. وكذلك العمل على تثقيف المجتمع بأمراض العيون التي تسبب العمى من خلال الإعلام وإصدار نشرات توعوية بكتيبات ومطويات توزع على المدارس والوزارات كوزارة الصحة والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية ومراكز التأهيل، وتوعية الاشخاص المصابين بداء السكري عن أمراض العيون التي قد يتعرضون لها، مطالبة كذلك باستخدام التقنيات الحديثة للاكتشاف المبكر عن حالة العيون عند الاطفال. جاء ذلك في تقرير أصدرته الجمعية حول "برنامج إبصار لمكافحة العمى " والذي يتعلق بنشاطها كعضو في اللجنة الوطنية لمكافحة العمى " لمع" التي أسست لتنفيذ برامج مبادرة الرؤية 2020 الحق في الإبصار للجميع المعلنة من الوكالة الدولية لمكافحة العمى التابعة لمنظمة الصحة العالمية. اتفاقيات في مهب الريح وأوضح "التقرير" أن الجمعية واصلت برنامجها لمكافحة العمى الممكن تفاديه للسنة الرابعة على التوالي ما يؤكد الحاجة إليه من خلال العمل على تنفيذ اتفاقيات التعاون الخيري التي أبرمتها الجمعية مع مستشفيات ومراكز مغربي للعيون، واستشاريون لطب العيون، والمستشفى السعودي الألماني ومستشفى عبداللطيف جميل للتأهيل، وفنون العيون للنظارات حيث تتحمل المستشفيات ما بين 25-50% من تكاليف الفحوصات والكشوفات والعمليات الجراحية للعيون اللازمة للمستفيدين غير القادرين الذين يتم تحويلهم من قبل الجمعية على أن تتحمل الجمعية باقي التكاليف بالإضافة إلى صرف النظارات والأدوية وتقديم الدعم والإرشادات اللازمة، كما تم توسيع نطاق خدمات البرنامج بإبرام اتفاقيات جديدة مع مركز الليزر لطب العيون، وعيادة الدكتورة آلاء بحري لتركيب العيون الصناعية. وكشف التقرير أن البرنامج حقق في العام 1434ه نمواً بنسبة 72% عن العام 1433ه وذلك بسبب انتشار الوعي بأهمية العناية بصحة العيون ومكافحة العمى لدى المرضى والداعمين، وحاجة المعاقين بصرياً من مختلف مناطق المملكة لخدمات البرنامج لعدم توفر الخدمة في مناطقهم حيث بلغ إجمالي عدد المستفيدين 346 منهم 105 حولوا إلى عيادة ضعف البصر بالجمعية لعدم استفادتهم من العلاج بالعمليات الجراحية أو تصحيح العيوب الانكسارية و 241 تم تحويلهم إلى المستشفيات لمعالجتهم جراحياً بحكم أنهم غير قادرين على تحمل تكاليف علاجهم بأنفسهم وليس لديهم تأمين طبي وقد حصلوا على خدمات تنوعت ما بين فحوصات العيون الأولية وفحوصات تحت التخدير وعمليات جراحية لأمراض كان من الممكن أن تؤدي إلى العمى وضعف البصر لولا "الله" ثم التدخل الجراحي في الوقت المناسب. كما شهدت الفحوصات والعمليات نموا متزايداً بنسبة 62% عن العام 1433ه، شكلت عمليات الماء الابيض الكتاراكت وزراعة العدسات اعلى نسبة منه حيث بلغت 149 عملية بنسبة زيادة بلغت 119% عن العام 1433ه نتيجة الاصابة بالسكري أو كبر السن. فيما مثلت امراض الشبكية ثاني أعلى الأمراض التي تم معالجتها حيث بلغت 119 عملية بارتفاع 47% عن العام 1433ه ويعود ذلك إلى تزايد حالات اعتلال الشبكية نتيجة مرض السكري والعوامل الوراثية. وكذلك ارتفاع عمليات زراعة القرنية إلى أربعة أضعاف عن العام 1433ه، وانخفاض تصحيح العيوب الانكسارية بصرف النظارات الطبية بنسبة 52 % عن العام 1433ه بحكم تراجع عدد النظارات المتبرع بها من قبل شركات النظارات، إضافة إلى أن البرنامج شمل اجراء عمليات أخرى مختلفة بنسب متفاوتة من أهمها تركيب العيون الصناعية التي زادت ستة أضعاف عما كانت عليه في العام 1433ه وهي من العمليات التجميلية المهمة للمعاقين بصريا الذين فقدوا أعينهم نتيجة حوادث أو أجروا عمليات تفريغ عيون وأثر ذلك عليهم نفسيا واجتماعيا بحكم تشوه المظهر العام للوجه بدون العيون الصناعية. كما دعت الضرورة الماسة لإحالة 36 مستفيداً من المواطنين والمقيمين المعاقين بصرياً إلى خدمات طبية أخرى غير مرتبطة بالعيون. ارتفاع نسبة الإناث وفي التقرير؛ لوحظ ارتفاع نسبة الإناث المستفيدات من العمليات الجراحية عن العام قبل الماضي.. وأن معظم العمليات الجراحية كانت مرتبطة بأمراض وراثية أو نتيجة الإصابة بمرض السكري الأمر الذي يستوجب نشر الوعي الصحي بأهمية المتابعة الدورية لفحص عيون الحالات المصابة بمرض السكري، واتباع الطرق الغذائية السليمة لتجنب الإصابة بالمرض. من جهته أوضح أمين عام الجمعية محمد توفيق بلو أن الجمعية أعلنت عن اطلاق حملة تنمية موارد مالية لدعم "برنامج مكافحة العمى" خلال هذا العام 1435ه الذي تأمل الجمعية فيه أن تكافح عمى ثلاثمائة وخمسين معاقاً بصرياً بتكلفة مالية لا تقل عن مليوني ريال، مشيراً إلى أن احد أهم المستشفيات قد أوقفت استقبال التحويلات الطبية التي ترسلها جمعية ابصار نظرا لتراكم المدفوعات المتأخرة حيث بلغ قيمة المبالغ المستحقة التي أجريت مع مطلع هذا العام الهجري نحو 480 ألف ريال، إضافة إلى انتهاء العام 1434ه دون اجراء عدد من العمليات الجراحية التي وضعت على قائمة الانتظار لعام 1435ه وعددهم69 مستفيداً بحاجة الى عمليات جراحية بقيمة اجمالية قدرها 898 ألف ريال، وقد علقت الجمعية إجراء العمليات ريثما يتم توفير الموارد المالية الكافية لإجراء العمليات الجراحية اللازمة لهم والتي تشكل المياه البيضاء اعلى نسبة منها حيث تبلغ مئوياً ما نسبته 31 %، يليها زراعة قرنية 7%، وتعديل عضلات العينين 2%، وماء ازرق 2% .. فيما تبلغ نسبة عمليات شبكية متنوعة 28%. وتكاليف البرنامج بلغت (1.255.612) ريالا. وقد ساهمت المستشفيات التي تم إبرام اتفاقيات خيرية معهم بتحمل ما قيمته (163.483) ريالا فقط، وتسعى "إبصار" إلى تكثيف التوعية للداعمين والمسؤوليات الاجتماعية لدى الشركات والمؤسسات بزيادة تبرعاتهم لصالح تمويل المزيد من العمليات الجراحية وتوسيع خدمات الجمعية اللازمة في مجال اعادة التأهيل والعناية بضعف البصر، لاسيما وأن عددا من الأمراض ستتطلب العناية بضعف البصر وخدمة إعادة التأهيل كإجراء استكمالي لجراحة العيون بالإضافة الى المعينات البصرية لتمكين المستفيدين من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية.