نفذت بنجلاديش يوم الخميس حكم الإعدام بحق القيادي الإسلامي عبد القادر ملا عن الجرائم التي ارتكبها خلال حرب التحرير ضد باكستان في عام 1971. وجرى تشديد الاجراءات الأمنية لتنفيذ الإعدام، والذي يأتي بعد أكثر من أربعة عقود من انفصال بنجلاديش (باكستانالشرقية في ذلك الوقت ) في حرب دموية أسفرت عن مقتل حوالي 3 ملايين شخص، واغتصاب 200 ألف سيدة وإحراق العديد من المنازل، وقال مسؤول السجن إن عبد القادر ملا ، وهو زعيم في حزب الجماعة الإسلامية الذي يقود المعارضة المركزية في بنجلاديش، أعدم شنقا في سجن دكا المركزي مساء أمس الخميس بالتوقيت المحلي وتم تمهيد الطريق أمام تنفيذ الإعدام بعدما رفضت المحكمة العليا في سبتمبر طلب ملا لإعادة النظر في الحكم الصادر بحقه . وأظهرت لقطات تلفزيونية قوات الشرطة والقوات شبه العسكرية أثناء حراسة سجن دكا المركزي ، بينما دخلت سيارات الإسعاف السجون وهي تطلق صافرات الإنذار، وكان من المقرر أن يتم تنفيذ حكم الإعدام في ملا ، الذي أدين بالقتل الجماعي والاغتصاب، صباح أول أمس الأربعاء ولكن المحكمة العليا أوقفت الأمر بالكاد قبل ساعتين من الوقت الأصلي المقرر لوقت التنفيذ. وألقى أنصار الجماعة الإسلامية وحلفاء من حزب المعارضة الرئيسي " حزب بنجلاديش القومي" قنابل يدوية الصنع على منزل عائلة لقاض في محكمة جرائم الحرب الخاصة التي شكلت للتحقيق في الجرائم، يشار إلى أن ملا هو أول زعيم بين سبعة من زعماء المعارضة يصدر بحقه حكم من المحكمة الجنائية الدولية ببنجلاديش، ورفضت الجماعة الإسلامية المحكمة ووصفتها بأنها مهزلة ذات دافع سياسي وحذرت من اندلاع مزيد من الاشتباكات في حال تنفيذ حكم الإعدام. وتجمع آلاف الشباب المؤيد للحكومة في وسط دكا للاحتفال بحكم الخميس والمطالبة بإعدام ملا على الفور، من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف إن واقعة الإعدام تسلط الضوء على أن بنجلاديش "في لحظة حساسة للغاية" مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة حثت جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس والعدول عن العنف، وأضافت: "دعونا السلطات منذ فترة طويلة لضمان أن تكون المحاكمات نزيهة وشفافة ووفقا للمعايير الدولية لكننا دعونا كل الأطراف وأنصارهم للتعبير عن آرائهم سلميا ومجددا العدول عن العنف".